صنفها عدد من المواقع الأجنبية والعربية ضمن أكثر 9 أماكن عُزلة على كوكب الأرض، إنها واحة سيوة المصرية، حيث تبنى المنازل التقليدية بحجر الكرشيف الذي يتكون من الملح والرمال الناعمة المختلطة بالطين، وتصنع الأبواب والنوافذ من أخشاب شجر الزيتون والنخيل، وفيما يلى نستعرض أهم معالمها.
تقع الواحة في الصحراء الغربية المصرية على بعد 300 كيلو من مرسى مطروح، وتتبع محافظة مطروح إداريًا، يقطن الواحة ما يقارب من 35 ألف نسمة تقريبًا، يعمل أغلبهم بالزراعة أو السياحة، ويسود المناخ القاري الصحراوي الواحة، وينتشر في أرجائها الآبار والعيون التي تستخدم لأغراض الري والشرب وتعبئة المياه الطبيعية والعلاج، وبها أربع بحيرات كبرى.
عيون المياه
رغم وقوع "سيوة" وسط الصحراء إلا أن المياه العذبة تنتشر في أرجائها في صورة عدد كبير من الآبار والعيون، يصل إلى 200 عين يتدفق منها يوميًا 190 ألف متر مكعب من المياه، تستخدم لأغراض الري والشرب وتعبئة المياه الطبيعية والعلاجية.
بالإضافة إلى العيون الكبريتية، ومن تلك العيون عين تجزرت، عين الدكرور، عين قوريشت، عين الحمام، عين طاموسة، عين خميسة، عين الجربة، عين الشفاء، عين مشندت، ومن أشهرها:
1- عين كيلوباترا: من أكثر مزارات سيوة السياحية شهرة، وتعرف أيضًا بعين جوبا أو عين الشمس، وهي عبارة عن حمام من الحجر يتم ملؤه من مياه الينابيع الساخنة الطبيعية، ويدعي البعض أنها سميت تيمنًا باسم الملكة المصرية التي سبحت فيها بنفسها أثناء زيارتها لسيوة، فيما ينفي البعض أن هذه الزيارة حدثت من الأساس.
2- عين فطناس: تبعد حوالى 6 كم غرب سيوة وتقع بجزيرة فطناس المطلة على البحيرة المالحة ويحيط بها أشجار النخيل والمناظر الطبيعية الصحراوية.
3- عين واحد: تسمى أيضًا "بئر بحر الرمال الأعظم"، وهو ينبوع كبريتي ساخن على بعد 10 كم من الواحة بالقرب من الحدود الليبية في قلب بحر الرمال الأعظم.
4- عين كيجار: تنتشر بسيوة عيون المياه التي تستخدم للأغراض العلاجية من الأمراض الصدفية الروماتزمية، وتعد عين كيغار أشهرها حيث تبلغ درجة حرارة مائها 67 مئوية، وتحتوي على عدة عناصر معدنية وكبريتية.
بحيرات المياه المالحة
في سيوة أربع بحيرات رئيسية هي:
1-بحيرة الزيتون: شرق سيوة وتبلغ مساحتها 5760 فدان.
2-بحيرة أجورمي أو المعاصر: شمال شرق الواحة وتبلغ مساحتها 960 فدان.
3-بحيرة سيوة: غرب مدينة شالي وتبلغ مساحتها 3600 فدان.
4-بحيرة المراقي: غرب الواحة بمنطقة بهي الدين وتبلغ مساحتها 700 فدان.
المقابر الأثرية
1- جبل الموتى: جبل يضم مجموعة من المقابر الأثرية التي تعود للفترة ما بين القرنين الرابع والثالث ق.م، والتي أعيد استعمالها خلال العصرين اليوناني والروماني، ويبعد الجبل نحو 2 كم عن سيوة، واكتشفت المقابر فيه نتيجة لهروب أهالي سيوة إلى الجبل خلال غارات الحرب العالمية الثانية.
2- مقبرة باتحوت: هي مقبرة كاهن للإله أوزيريس، حصل على لقب العظيم في مدينة العادل والمستقيم، وبالمقبرة نحت لنشيد موجه للإله تحوت، بالإضافة إلى منظر لطقس ديني يعرف باسم سحب الثيران الأربعة.
3- مقبرة سي آمون:
هي من أهم مقابر الصحراء الغربية الأثرية، والتي عثر بداخلها على عدد كبير من المومياوات، تتمثل أهمية المقبرة في توضيحها للتزاوج بين الفن المصري القديم والفن اليوناني، ومن أهم الصور الفنية بالمقبرة منظر قاعة محكمة أوزيريس، ومنظر للإلهه نوت ربة السماء.
4- مقبرة التمساح
هي أحد أهم المقابر الأثرية المحفورة بجبل الموتي، اكتشفت في عام 1940، وعرفت بهذا الاسم نظرًا إلى اندثار اسم صاحب المقبرة وإعجاب أهالي سيوة بمنظر التمساح الموجود بالمقبرة، وتزخر المقبرة بمناظر كتاب الموتى، ومناظر أخرى لصاحب المقبرة وهو يتعبد لبعض الآلهة، وعلى جانب المدخل صور ثلاثة آلهة ممسكين بالسكاكين وذلك لغرض حماية المومياء.
5-مقبرة ميسو ايزيس
هي أحد المقابر الأثرية بالمنطقة ويوجد بها نص يصف الإله أوزيريس باسم الإله العظيم المبجل في ثات، ويرجح الأثريون أن يكون "ثات" هو الاسم القديم لسيوة.
المعالم الأثرية
جبل الدكرور
سلسلة من التلال المتجاورة، ويقع الجبل على مسافة 3 كم جنوب واحة سيوة، وله قمتان تسميان "نادرة وناصرة"، وفي قمة ناصرة توجد مغارة منحوتة في الصخر تسمى "تناشور"، وأسفلها يوجد أثر يسمى "بيت السلطان" مصنوع من الحجر الجيري النظيف.
معبد آمون
يسمى أيضًا معبد الوحي أو معبد التنبؤات أو معبد الإسكندر هو أحد أهم المعالم الأثرية في واحة سيوة، وأقيم في العصر الفرعوني لنشر ديانة آمون بين القبائل والشعوب المجاورة نظرًا لموقع سيوة كملتقى للطرق التجارية بين جنوب الصحراء وشمالها وغربها وشرقها.
معبد أم عبيدة
هو معبد آمون الثاني بالواحة ويقع بالقرب من معبد الوحي، شيده الفرعون المصري نكتنابو الثاني أو نختانبو الثاني من الأسرة الثلاثين، ويتميز بصورة للفرعون وهو يركع للإله آمون.
واختلفت الروايات حول كيفية تدمير المعبد، فبعضها يشير إلى أن زلزال حدث عام 1881 تسبب في تدمير المعبد، والبعض الآخر يورد أنه تم تفجير المعبد في عام 1897، على يد مأمور سيوة محمود عزمي الذي كان قد نُقل إلى سيوة بعد الثورة العُرابية لتعاطفه معها.
قلعة شالي
تأسست مدينة شالي إلى عام 1203، وكان للمدينة باب واحد فقط بغرض الاطمئنان على دفاعاتها، وسمي "أنشال" بمعني باب المدينة، وفي الجهة الشمالية من سور المدينة يوجد الجامع القديم، وفتح للمدينة باب ثان في الجهة الجنوبية سمي "أترات" بمعنى الباب الجديد، وكان يستخدم للذين يفضلون تحاشي المرور أمام الأجواد وهم رؤساء العائلات.
ولم يكن يعرف مكان هذا الباب إلا أهل سيوة، فكانوا يستخدمونه سرًا للخروج أو الدخول في حالة حصار المدينة، ولأن العادات السيوية تمنع خروج النساء إلا في أضيق الحدود ودون الاختلاط بالرجال، تم فتح باب ثالث سمي "قدوحة"، وكان لا يسمح للنساء عند خروجهن إلا باستعمال هذا الباب فقط.
فندق أدرير أميلال
هو فندق مبني على طراز المنازل السيوية التقليدية، بنيت حوائطه من حجر الكرشيف الذي يتكون من الملح والرمال الناعمة المختلطة بالطين فيما صنعت الأبواب والنوافذ من خشب أشجار النخيل.
يعد الفندق من أغلى فنادق العالم حيث يبدأ سعر الغرفة فيه من حوالي 460 جنيه استرليني لكل ليلة، وأقام فيه من قبل الأمير تشارلز وزوجته كاميلا في غرفة سعرها 1420 جنيه استرليني، ويحيط به 7 بحيرات ملحية وأشجار زيتون على امتداد 25 كم
ضريح سيدي سليمان
هو إمام السيويين وأشهر شخصيات الواحة على الإطلاق، كان قاضيًا شديد الورع والتقوى، ويحكى عنه أنه قديمًا جمع أهل الواحة بالجامع وتضرع بهم إلى الله لكي يصد عنهم هجوم حملة أردات الإغارة على الواحة، فلم تصل الحملة وضلت الطريق وتاهت في الصحراء، ويحكى عنه أيضًا أنه شعر يومًا بالعطش الشديد فضرب الأرض بعصاه فتفجرت عين ماء.
ويقال أن أمه قبل أن تلده كانت تحب أكل السمك فوقفت يمامه على شباكها وتركت لها سمكة، وهذا هو سبب العادة المنتشرة في سيوة حتى الآن حيث تأكل أم المولود سمكا خاصة لو كان المولود ذكرًا.
البنية التحتية:
فرع بنك القاهرة بسيوة
يوجد بالواحة فرع لبنك القاهرة الحكومي مبني على الطراز السيوي التقليدي، ويقدم جميع الخدمات المالية لأبناء الواحة.
القرية الأوليمبية
يوجد بالواحة قرية أوليمبية رياضية مزودة بصالة مغطاة واستاد رياضي، شيدتها القوات المسلحة المصرية بهدف تنمية الواحة وخدمة أبنائها.
الفنادق
تضم الواحة 32 قرية وفندق سياحي يغلب عليها طابع التمدن، إلا أن بعضها يراعي الطابع البيئي للمنطقة ويستخدم حجر الكرشيف في البناء.
أرسل تعليقك