مجموعة "يوسف بن أحمد كانو" أيقونة الشركات العائلية في البحرين

تمثل الخبرات المتميزة لمجموعة “يوسف بن أحمد كانو”، والتي تعتبر أيقونة الشركات العائلية في مملكة البحرين ومنطقة الخليج العربي، الحجر الأساس في ريادة الأعمال، على مدى نحو 130 عامًا، أي أكثر من قرن من الزمان، لاسيما مع التطور الكبير والملحوظ، لتلك المجموعة العملاقة، والتي تتوسع في منطقة الشرق الأوسط، وما هو أبعد من ذلك، من خلال تطوير مدروس لمختلف الأعمال التجارية، وعبر نطاق واسع من القطاعات تشمل باقة شاملة من الأعمال المتكاملة والشراكات الاستراتيجية وذلك بفضل أساسها التجاري الصلب و كفاءة إدارتها و تميز القوى العاملة فيها.

ودائمًا ما تحرص المجموعة العملاقة على مواكبة الجديد و المتطور منذ إنطلاقتها، فالمؤسس الحاج يوسف بن أحمد كانو على سبيل المثال كان من أوائل من إستعان بآلات الطباعة في بداية القرن الماضي و إستخدمها بكفاءة لتسير العمل. و كان بطبيعة الحال الإنتقال بعد ذلك إلى استخدام الحاسوب (الكمبيوتر) ، الذي شكل طفرة كبيرة في مجال التكنولوجيا الحديثة منذ منتصف القرن الفائت و يحسب لمجموعة يوسف بن أحمد كانو الريادة والتميز في أنها أول من استخدم أجهزة الكمبيوتر في ذاك الوقت في المنطقة، وهي أول من أدخل أول جهاز كمبيوتر في البحرين منذ منتصف الستينات، أي منذ نحو نصف قرن و أكثر. و من المعلوم أن الشركة كانت مسؤولة في فترة السبعينات عن ترتيب صرف المرتبات للعاملين في حكومة دبي عن طريق جهاز الكمبيوتر من خلال مكتبها في دبي.

وفي بدايات عام 1965، قرر مجلس إدارة مجموعة يوسف بن أحمد كانو إدخال أول كمبيوتر إلى مكاتبها، ولم يكن يستخدم قبل ذلك في البحرين تحديدًا أي كمبيوتر إلا في شركة النفط (بابكو) التي إستخدمت الكمبيوتر في أواخر الأربعينات من القرن الفائت ، أما في منطقة الخليج كان يستخدم الكمبيوتر في شركة النفط السعودية أرامكو منذ أواخر الخمسينات. و قد تزامن قرار مجلس إدارة المجموعة في الإستعانة بأول جهاز  كمبيوتر مع قرار حكومة البحرين في إجراء إحصاء عام  في  فبراير من عام 1965.

 و قد كان كمبيوتر (بابكو) من طراز (آي بي إم)، وكمبيوتر مجموعة يوسف بن أحمد كانو، من طراز (إن سي آر).  و في مايو 1965  أصبحت إدارة خدمات الكمبيوتر بمجموعة يوسف بن أحمد كانو حقيقة ، عندما تم تركيب أول كمبيوتر في مكتب المنامة الرئيسي، من طراز “إن سي آر 390” معلنًا تفوقًا تكنولوجيًا للمجموعة التجارية العائلية لم يكن له مثيل. و كانت مهام الكمبيوتر آنذاك تتركز على تطوير العمليات المحاسبية و إضافة الدقة إليها.

و ذكر في كتب التاريخ أن المجموعة كانت قد طلبت في البداية من مكتب شركة (أي بي إم) في بيروت الحصول على جهاز كمبيوتر لكنها فوجئت بسعر مبالغ فيه و بتعامل جاف حيث كان رد مكتب بيروت يحتوي على التالي: “هذا سعرنا وهذا جهازنا! وقعوا على اتفاقية الخدمة! إما أن تقبلوا هذه الشروط أو تتركوها” فقررت المجموعة و بدون تردد ترك الإتفاق و عدم التوقيع و اتجهت فورًا إلى البحث عن بدائل. و بعد فترة بحث وجيزة توصلت المجموعة إلى الشركة الأمريكية العملاقة في تصنيع أجهزة الكمبويتر  “إن سي آر”، التي كان تجاوبها أكثر مرونة و أبدت رغبتها في دخول الخليج. ونتيجة لذلك قامت مجموعة يوسف بن أحمد كانو بشراء أول جهاز كمبيوتر لمكاتبها في المنامة من (إن سي آر) و الذي يعتبر أول جهاز في مؤسسة تجارية في منطقة الخليج.

وكان الجهاز ضخما و يحتاج إلى غرفة خاصة باردة تخضع للتكييف المستمر و المفارقة أن قدرته على التخزين كانت لا تزيد عن 16 بايت و هي قدرة تخزين صغيرة جدًا إذا ما قورنت بحجم ذاكرة الكمبيوتر في عصرنا الحالي أو حتى الهاتف النقال الذي وصلت الذاكرة التخزينية فيه الى 512 جيجا بايت و أكثر . و كان يتم إدخال جميع المعاملات المحاسبية في الكمبيوتر عن طريق شريط ورقي ثم تطور الأمر و أصبحت توضع على بطاقات محاسبية ممغنطة.

و كان يرأس مجموعة يوسف بن أحمد كانو آنذاك الوجيه أحمد علي كانو الذي تبنى برحابة صدر التقدم التكنولوجي و شجعه. و ساهم في الإشراف على تركيب أول جهاز كمبيوتر في المجموعة أحد كبار المدراء الأجانب آنذاك يسمى (بيل براين) .

وفي مسيرة التطوير التكنولوجي في المجموعة لابد من الإشارة إلى تاريخ 27 فبراير 1971 حينما انضم السيد أكبر ساعاتي - مدير عام المجموعة في وقت لاحق - إلى مجموعة يوسف بن أحمد كانو كمبرمج كمبيوتر شاب، وفي نفس اليوم سافر إلى القاهرة لحضور دورة تدريب على الكمبيوتر في الجامعة الأمريكية استعدادًا لتركيب جهاز الكمبيوتر الثاني بالشركة في مايو 1971. وكان الكمبيوتر الثاني من صنع “إن سي آر”  أيضًا ومن طراز سنتشري 100، وقد كان متطورًا في عصره حيث تم إدخال سبعة برامج حاسوبية جديدة عليه وأصبح يقبل إدخال المعاملات بالبطاقات بدلا من الشريط الورقي وأصبح تخزين البيانات على أقراص “655”، التي كانت تعتبر ابتكارًا مثيرًا في تلك الأيام.

ويتذكر أكبر الساعاتي أن الوجيه أحمد كانو كان يسعى دائمًا إلى التطوير ويتبع أحدث الأساليب في الإدارة مستعينًا بالتكنولوجيا "فشركة يوسف بن أحمد كانو لديها عمل إداري متطور بغض النظر عن جنسية المدير" حسب قوله.

وفي يونيو 1974 استبدل جهاز الكمبيوتر (إن سي آر) سنتشري 100 بجهاز آخر أسرع وأكثر تقدما هو (إن سي آر) سنتشري 101، وقد مكن هذا الجهاز شركات المجموعة من استخدام عدة برامج جديدة مختلفة، بما فيها برنامج لمراقبة وإدارة جرد المخزون، ومبيعات تذاكر السفر، والرواتب، ، ومراقبة الحاويات، ونظام التلكس الذي أصبح يدار بالكمبيوتر.

وكان لافتًا في هذا الشان أنه يتم إدخال البيانات لجميع الدول التي تعمل فيها المجموعة و هي البحرين، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، و سلطنة عمان من خلال مكتب البحرين و ذلك حتى أغسطس 1976، ففي تلك السنة تم تركيب جهاز كمبيوتر مماثل من نوع (إن سي آر) سنتشري 101 في دبي، لكي تجري معالجة المستندات الخاصة بالإمارات العربية المتحدة، وعمان، محليًا، وبشكل سريع. وفي أكتوبر 1977، تم تركيب نظام مماثل في الدمام لمعالجة جميع مستندات الشركة الخاصة بالمملكة العربية السعودية.

وفي يونيو 1982 استبدل جهاز الكمبيوتر سنتشري 101 في البحرين، بجهاز آخر أكبر وأسرع وأكثر تعقيدًا هو (إن سي آر) في - 8555 كريتيريون، وتم تركيب نظام مماثل في الدمام في يناير 1982، وفي دبي في يوليو 1988، ومنذ ذلك الحين قامت المجموعة بتصميم وتطبيق العديد من الأنظمة الحاسوبية الجديدة، مثل تلك المطلوبة لرقابة النفقات وتحليل المبيعات والدخل ومراقبة وإدارة الأصول.

و لم تكتف مجموعة يوسف بن أحمد كانو بتبني التكنولوجيا، بل ساهمت أيضًا في نشرها في المجتمع، فأسست شركة Key Information Technology  في عام 1983 في دبي و أوكلت مهمة قيادتها للوجيه خالد محمد كانو. و حصلت الشركة المتخصصة في الكمبيوتر على حقوق بيع و توزيع لأفضل أنظمة الكمبيوتر من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و منها (بي بي سي) مايكروكمبيوتر الذي كان يستخدم في أغلب المدارس البريطانية و   Dynalogic Hyperion و هو من أوائل أجهزة الكمبيوتر المتنقلة و صمم لرجال الأعمال و كان يزن حوالي 21 رطلًا ! و شملت المناطق التي يتم فيها بيع و توزيع أنظمة الكمبيوتر جميع دول الخليج.

ومنذ عام 1987، تم دعم أقسام تكنولوجيا المعلومات بالمكاتب الرئيسية للمجموعة بالأجهزة والبرامج وخبراء البرمجة والصيانة كما تم إدخال الكمبيوتر في كل أقسام المجموعة وفروعها،. وفي سنة 1995، تم إدارة أقسام المجموعة واحدة بعد الأخرى، بواسطة الكمبيوتر.

وإضافة إلى ما سبق، فإن مكاتب المجموعة في لندن وهيوستون كانت تبحث دائمًا عن البرامج والأجهزة التي يتم طرحها في السوق الدولي و تستعين بأنظمة كمبيوتر حديثة سهلة الإستخدام و كونت حلقة وصل بينها و بين مكاتب المجموعة في الخليج في مجال التكنولوجيا.

اليوم، و تحت إشراف الوجيه خالد محمد كانو رئيس مجلس إدارة مجموعة يوسف بن أحمد كانو تقوم إدارة التكنولوجيا في المجموعة بالمحافظة على أعلى مستويات التقدم التكنولوجي الذي عرفت به منذ عقود من خلال تبني أحدث الأجهزة و الأنظمة السحابية و اللجوء إلى أفضل أنظمة صد الهجمات السيبرانية. و قد حصلت إدارة التكنولوجيا على عدة شهادات جودة عالمية مؤكدة تطورها و إحترافية العمل فيها.

قد يهمك ايضاً

إعلان أسماء الفائزين بجائزة يوسف بن أحمد كانو في دورتها العاشرة

المغرب يقدّر موقف مملكة البحرين من قضية معبر "الكركرات"