يحتفل العالم من كل عام، بالنساء وإنجازاتهن التي ارتقت بالبشرية نحو الأفضل، في عيد المرأة العالمي، وعلى الرغم من أنه يجب أن يكون كل يوم هو يوم مرأة عالمي، إلا أنه تم تخصيص الثامن من آذار/مارس، من كل عام لتذكير العالم بقوة المرأة، في مواجهة الصراعات والتحديات التي تقف في وجهها ودورها المهم في تقدم البشرية. وبمناسبة هذا اليوم سنتعرف على بعض من أهم النساء اللواتي، تحدين الصعاب وكسرن حواجز الظلم والتخلف، ليسطع نجم إنجازاتهن في التاريخ البشري.
سوزان بي أنتوني:
ترعرعت سوزان في عائلة كويكر، التي كان لها جذورًا عميقة في النشاط الاجتماعي والعدالة الاجتماعية، وكانت من المدافعين عن حقوق المرأة، وأحد المطالبين بحق المرأة في التصويت وحقها في الملكية، وإلغاء نظام العبودية. وفي عام 1872، حاولت أنتوني أن تقوم بالتصويت في الانتخابات الرئاسية، في حين كان القانون يمنع النساء من التصويت في الانتخابات، وتم تعديل هذا القانون الجائر عام 1920، وسميّ بتعديل سوزان بي أنتوني.
الدكتورة إليزابيث بلاكويل:
كانت الدكتورة إليزابيث، أول امرأة تحصل على شهادة الطب من الكلية الطبية الأميركية، وذلك بعد تغلبها على كثير من العقبات، التي وقفت ضدها، مثل تصريح القبول لإدخالها إلى كلية كانت مخصصة للفتيان فقط. وفي عام 1857، قامت بإنشاء مستوصف المرأة والطفل في نيويورك، بالاشتراك مع شقيقتها الدكتورة إميلي وصديقتها الدكتورة ماري (Mary Zakrzewska)، الذي كان يعطي النساء تدريبات طبية، ويقدم الرعاية الصحية للفقراء.
إيلين جونسون سيرليف:
أصبحت إيلين أول رئيس منتخب في أفريقيا، عندما تولت منصب رئيس ليبيريا، في كانون الثاني/يناير عام 2006، وقعت على قانون حرية الإعلام الذي كان الأول من نوعه في غرب أفريقيا، وقامت بالتقليل من حد الديون التي كانت البلاد غارقةً به، وفتحت أبواب التحقيق في الجرائم التي ارتكبت في الحرب الأهلية في ليبيريا، وأسست لجنة الحقيقة والمصالحة، وأصبحت رمزًا عالميًا في محاربة الفساد والديكتاتورية، وكانت من المناضلين في قضايا حقوق المرأة وحصلت على جائزة نوبل للسلام عام 2011، لدورها الكبير في تعزيز السلام والديمقراطية والمساواة بين الجنسين.
وانجري موتاماثاي:
عالمة وسياسية وبروفيسورة وعالمة بيئة من كينيا، وهي أول امرأة حصلت على شهادة الدكتوراه في وسط وشرق أفريقيا، ويرجع لها الفضل في تأسيس حركة الحزام الأخضر، وهي مبادرة اجتماعية، تهدف إلى تمكين دور المرأة من خلال التعليم وإعطائها حقوقها المدنية والحفاظ على البيئة، وهي أول عالمة بيئة وأول امرأة أفريقية تحصل على جائزة نوبل للسلام عام 2004.
الدكتورة نوال السعداوي:
طبيبة وكاتبة وروائية مصرية، أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان والمرأة في العالم العربي لقبت بـ"سيمون دي بوفوار العرب"، وأسست جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982، وكان لها فضل كبير في تأسيس الجمعية العربية لحقوق الإنسان، حصلت على جائزة الشمال والجنوب من المجلس الأوروبي لعام 2004، وفازت بجائزة إينانا الدولية عام 2005، كما توجت بجائزة شون ماكبرايد للسلام من مكتب السلام الدولي عام 2012. ولها أعمال أدبية عديدة حيث نُشر لها ما يقارب الـ40 كتابًا، وترجم العديد منها للغات أجنبية، كما أنها ناضلت وعانت الكثير في المعتقلات بسبب مواقفها ودفاعها عن حقوق الإنسان.
*أونغ سان سو كي:
ابنة الجنرال أونغ سان الذي كان له الفضل في استقلال ميانمار، وأصبحت ناشطة سياسية بعد أن استمدت إلهامها من الحركات التي تقف ضد العنف والعبودية، قامت بتنظيم مسيرات سلمية تطالب بانتخابات حرة في بلادها وبإصلاح ديمقراطي عام 1988، أثناء فترة الاضطراب السياسي في ميانمار، قام الجيش بقمع مظاهرتها بوحشية، واستلم الحكم بعد أن قام بانقلاب ووضع أونغ سان سو كي "رئيسة حزب المعارضة" تحت الإقامة الجبرية. وعانت الكثير خلال فترة اعتقالها، وحازت على جائزة نوبل للسلام عام 1991، لالتزامها بالمقاومة السلمية ضد حكم العسكر في بلادها ولدفاعها عن حقوق الإنسان والديمقراطية.
*شيرين إبادي :
محامية وناشطة إيرانية في حقوق الإنسان، كانت أول قاضية في إيران، وبعد ثورة الخميني عام 1979، لم يتم الاعتراف بها كقاضية، قامت بالكثير من الممارسات القانونية للدفاع عن الناس الذين تم اضطهادهم من قبل الحكومة، تم اعتقالها عام 2000، لانتقادها الحكم الإسلامي في بلادها. وحصلت شيرين على جائزة نوبل للسلام عام 2003، لدفاعها عن حقوق الإنسان والأطفال واللاجئين ودفاعها عن الديمقراطية، كما أنها أول امرأة مسلمة إيرانية تفوز بجائزة نوبل، تعيش شيرين الآن في بريطانيا بعد أن قامت الحكومة الإسلامية بنفيها إلى خارج إيران.
الدكتورة ماي جيمسون:
فيزيائية أميركية، وهي أول رائدة فضاء أفريقية الأصل، كانت تعمل في مخيم الكمبوديين في تايلند، وخدمت في فيلق السلام في ليبيريا وسيراليون، ثم انتقلت للعمل في وكالة ناسا، وتلقت تدريباتها في برنامج تدريب رواد الفضاء التابع لناسا عام 1987 وعام 1992.
ملالا يوسفزاي:
فتاة باكستانية، أصغر الحائزين على جائزة نوبل، وذلك لجهودها في الدعوة إلى تعليم الفتيات، عانت الكثير من الظلم والقهر، بسبب حركة طالبان الإرهابية، التي كانت تقوم بإغلاق مدارس الفتيات في باكستان، وتعرضت ملالا لمحاولة قتل من قبل إرهابيي طالبان، وتم إطلاق النار عليها أثناء عودتها من مدرستها، تعدّ ملالا من أبرز الناشطين في حقوق الطفل خاصة في مجال تعليم الفتيات. وتلك النساء الجبارات لسن سوى قلة قليلة من قائمة طويلة تعجّ بأسماء نساء، حاربن كل أنواع القهر، وحطمن جميع القيود لصنع غدٍ أفضل، شكرًا لكن يا عظيمات.
أرسل تعليقك