سبعة فنانين ينتمون إلى أجيال مختلفة التقت اعمالهم ضمن محيط تجربة امتدت سنوات بعيدة من عمر الوطن البحرين.
صبت اكثرها في الاحتفاظ بالتراث الذي عاصرته الأجيال البحرينية، وأن اختلف بعضها كأعمال الفنان السيد عدنان، حيث ركز على الوجوه باختلاف لغتها عبر بورتريه معاصر، أما الفنان الخطاط عبد الشهيد خمدن الذي جسد لغة الضاد عبر جماليات الخط العربي، كانت له رسالة معاصرة، حيث جمع بين جماليات الخط والتشكيل مع أن جماليات الخط تعد من جماليات القلب الذي استشرف ذلك البعد الإسلامي.
حيث يعد الخط من الفنون الإسلامية العريقة والجميلة في الإبداع، كما اوصى واشاد به نبي الامة محمد بن عبدالله عليه السلام فيما يسند اليه: «إنما الخطاطون والخياطون يأكلون من أعماق عيونهم، وقال ايضاً صل الله عليه وسلم: عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق» بهذين القولين يؤكد رسول الله ويوصينا باهمية الخط والاعتناء به، وهي الرسالة التي جاءت بمشاركة خمدن الفنان الذي عاصر سنوات وأحب الخط وجسده عملا وثقافة، وما أعماله المعروضة إلا دليل اهتمامه بفن الخط العربي اولاً والتشكيل عموماً.
الأعمال الأخرى التي حملت بصمات عالية في تمسكها بالتراث، كأعمال الفنان عبد الجليل الحايكي الذي عالج هموم الأرض، حيث البعد التراثي للفلاح البحريني وادواته التي عمل بها في مجالات اهتمامه بالأرض واخذنا للبعد الجميل الذي افتقدناه، عبر صور من اجدادنا وآبائنا وهم في حب شغوف للارض والحياة، وفي نقله الى مواقع من التراث عرفت بها البحرين.
الفنانون الآخرون ايضاً اعمالهم ركزت على التحامهم بالأرض ميلادا وثقافة وبالإنسان الذي اعتنى بالأرض وحافظ على ثرواتها كالفنان جابر سهراب، موسى رمضان، صالح الماحوزي، إسماعيل نيروز.
هؤلاء الفنانون الذين عرضوا اعمالهم ضمن الموسم الأول في موسم جاليري ابعاد 2020، ايقظوا فينا شرارة حب الزمن الجميل، حيث الوطن البحرين بتراثه الغني من العيون الغنية بالماء والبيوت القديمة التي بنيت من الطين والكلس، وادوات التراث مثل «الكر» لركوب النخلة، وادوات صبت في ذلك البعد العريق من تراث البحرين الجميلة بنخلها وبحرها وناسها، لغة احتفظ بها هؤلاء الفنانون فكانوا في اجمل بهائهم وارقى لغة فنية قدموها للجمهور الذي حضر بكثافة الى جاليري ابعاد بينهم الفنان والشاعر والصحفي وعموم الناس، عرس بهي احتفى به جاليري ابعاد لصحوة فنانين انتقاهم القديرعبد الشهيد خمدن ليوقظ باعمالهم رسائل عدة صبت في الزمن الجميل، ويمدُّ في جسدهم سخونة المنافسة واعادة اللوحة إلى عيون من يعشقها عبر ما قدمته من رقي وابهار جمع اللون بالتراث الغني.
هذا الفعل تلون بألوان وظفها الفنانون مثل استعمالهم أصباغ مادة الأكريليك في تلوين اعمالهم، ما اعطى الأعمال جمالاً عالي القيمة.فنانون استحضروا ما احتفظت به ذاكرتهم وما ظل رهين ذاكرة غنية بالحب والإلهام، فكانت الرسائل بينة الهدف عالية التوجيه في ظل المكان والزمان الذي اجتمع فيه هذا الحضور المختلف لمثل هذه الأعمال.
وحينما تسكن الذاكرة مثل هذا العطاء لن تغيب رسائل المحبين عن اهدافها، فالحب لايعني خفقان القلب وحده، انما الحب أن تكون اميناً على استحضار ما امتلكه الاجداد وشدوا من جداره ذاكرة حية لاتموت بموت الاقدمية من السنوات الماضية، بل تتجدد في عطاء من اخلص واحب وطنه وتعامل مع تراثه بلغة راقية تقود اي مبصر لحتضان فعله.
فنانون رسموا البهجة واثاروا الذاكرة، فكان عرس الأسبوع الماضي من الافتتاح، عرساً لشهر فبراير الجميل الذي حمل لنا ورد محبيه عبر اعمال فنانين اثاروا فينا الذاكرة وارجعونا عبر الرسائل القديمة إلى موضعها في ظل مسنود بحكايات وطن لايختلف احد على حبه، وإنه بثروته غني، وذاكرة البحر والنخل خير شاهد على ما قدمه الفنانون المخضرمون، فتحية حب واكبار لكم انتم على انكم مازلتم على العهد متمسكين بحب تراثكم وبكنوز وطن يعلوبعلو قامة محبيه.
ومثل هذه المعارض هي التي تؤكد ان في وطننا الكثير من المواهب المختفية، تعمل بصمت وبهدوء من دون اثارة الغبار، تحمل ربيعها جنة للآخرين بحيث تمد جسر الفرح الى أكثر القلوب الظمأى للحب المشتاقة لعصرنة الأشياء، لكن بحسب موقعها الفني والعلمي، ولا يعني ابتعاد أو اختفاء هؤلاء الفنانين فقد وغياب الساحة الفنية عن حضورهم.
نشغالاتهم أدركت صحوتها بعد ان اوقظها المخضرم عبد الشهيد خمدن من سباتها ليوقظ القلوب بالألفة والرقي في التلاقح، القديم بالجديد، لأن وجوه الحب وان اختلفت تظل معنا في سعيها الإنساني متواجدة.
قد يهمك ايضا
ندوة الثقافة تضيء جماليات "الخط العربي والعمارة الإسلامية"
مسابقة "خط من تراثنا" تجمع 60 مشاركًا وسط منافسة حامية في السعودية
أرسل تعليقك