أكد سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية أن مملكة البحرين تقدر الجهود المتواصلة التي تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على أمن واستقرار دول المنطقة والدفاع عن المصالح العالمية فيها، وعلى وجه خاص الجهود التي تقوم بها قوات البحرية الأمريكية في حماية طرق التجارة والملاحة الدولية في الخليج العربي وبحر العرب والبحر الأحمر وباب المندب.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده سعادة وزير الخارجية، اليوم الاثنين الموافق ٢٩ يونيو ٢٠٢٠، مع سعادة السيد برايان هوك مبعوث فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للملف الإيراني مستشار وزير الخارجية.
وقد رحب سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني بسعادة السيد برايان هوك في زيارته لمملكة البحرين ضمن جولة له في عدد من دول المنطقة، لبحث تطورات الأوضاع السياسية والأمنية وانعكاسها على أمن واستقرار المنطقة، منوهًا باستقبال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء لسعادة السيد برايان هوك، حيث تم التأكيد خلال اللقاء على متانة علاقات الصداقة والتعاون التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والرغبة المشتركة لتعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات خدمة للمصالح المشتركة، وبما يسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية.
وأشار سعادة وزير الخارجية إلى جلسة المباحثات التي عقدها مع سعادة السيد برايان هوك، والتي تناولت علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين الصديقين، حيث أكد سعادته على أهمية الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية لتمديد حظر تصدير الأسلحة إلى إيران، وتشديد العقوبات عليها نتيجة سلوكيات إيران في المنطقة واستمرارها في تزويد الميليشيات المسلحة في اليمن ولبنان والعراق بالأسلحة، ومواصلتها التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وإصرارها على عدم الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأوضح سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أن مملكة البحرين واجهت بكل حزم التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، وأن الأجهزة الأمنية المختصة في المملكة تمكنت من إحباط العديد من المخططات الإرهابية الإيرانية، وإلقاء القبض على أعضاء المنظمات الإرهابية الموكل إليها تنفيذ تلك المخططات والمدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي، مشيرًا إلى دعم إيران للإرهابيين والمتطرفين في البحرين بالأسلحة والمتفجرات والتدريب والتحريض مما أدى إلى مقتل ٣٥ مدني وعنصر أمن، وجرح ما يقارب ٣٥٠٠ مدني وعنصر أمن، أصيب عدد كبير منهم بإصابات بليغة وعاهات مستديمة وتخريب منشآت ومحطات كهرباء وآليات من خلال ما يقارب ٢٩٠٠٠ عمل تخريبي جميعها موثقة.
وقال سعادة وزير الخارجية أن وجهات النظر اتفقت على ضرورة مواجهة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وما تقدمه إيران من دعم مباشر لجماعات حزب الله الإرهابية، والميلشيات المتطرفة وجماعة الحوثي في اليمن، وعرقلة الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، كما اتفقت وجهات النظر على أن إيران تقف خلف الأعمال العدوانية التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية، من خلال مهاجمة المنشآت النفطية لشركة أرامكو السعودية، وقصف الحوثيين للمناطق المدنية الآهلة بالسكان بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة الإيرانية الصنع.
وأكد سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني دعم مملكة البحرين للجهود الأمريكية الرامية إلى معالجة تداعيات الملف النووي الإيراني، بما في ذلك استمرار إيران في برنامجها لتطوير الصواريخ البالستية وبخاصة تلك القادرة على حمل رؤوس نووية، وضرورة التزام إيران بالاتفاق بشأن برنامجها النووي، مشيرًا إلى أن دول مجلس التعاون طالما طالبت ومنذ سنوات بضرورة جعل منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط منطقة خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل، بما فيها الأسلحة النووية، وأن هدفها أن يعم السلام المنطقة وتنعم شعوبها بالأمن والاستقرار والازدهار.
كما أكد سعادة وزير الخارجية أن مملكة البحرين كانت دائما تدعو إلى علاقات طبيعية مع إيران تقوم على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية والحوار البناء، مشيرًا إلى أن مملكة البحرين قيادة وشعبًا تدعو إلى السلام والاستقرار وتنمية المنطقة، لأن المنطقة بحاجة إلى إعادة الأمل لشعوبها، وبالأخص الشباب، والنظر في التعاون لإعادة بنائها بعد ما شهدته من قتل وتهجير ونزوح وتدمير، فيجب تهيئة الظروف لذلك وتمديد حظر تصدير السلاح إلى إيران وهو من الأمور الأساسية لتحقيق ذلك.
من جانبه، أشاد سعادة السيد برايان هوك برؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، في تعزيز وإرساء قيم التسامح والحرية الدينية في مملكة البحرين، منوهًا بما تحققه مملكة البحرين من نهضة تنموية في مختلف المجالات، مؤكدا على متانة العلاقات الثنائية التي تجمع بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، مشيدًا بالدور الاستراتيجي لمملكة البحرين في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، مؤكدًا أن مملكة البحرين تعتبر أفضل صديق في المنطقة للولايات المتحدة الأمريكية.
كما أعرب سعادة السيد برايان هوك عن سعادته بلقاء صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وسعادة وزير الخارجية.
وتحدث سعادة السيد برايان هوك عن الأسلحة التي تهربها إيران لوكلائها في مملكة البحرين، مؤكدا على ضرورة تمديد حظر الأسلحة على إيران فقد استمر هذا الحظر لمدة ثلاثة عشر عامًا وكان فعالا في تقويض وصول الأسلحة التي تصدرها إيران لوكلائها في المنطقة ومنها في مملكة البحرين، مشددًا على أن انتهاء هذا الحظر سوف سيمكن إيران من تعزيز مخزونها من الأسلحة وتعزيز قدراتها البحرية مما يهدد الملاحة والتجارة.
وقال سعادة السيد برايان هوك إن على المجتمع الدولي الاستماع لدول المنطقة التي ترفض رفع حظر الأسلحة، مشددًا على أن رفع الحظر سيقوض من الأمن في المنطقة، وهو ليس أمرا تقبله منظمة الأمم المتحدة، وهو خيانة لكل ما هو مدون في ميثاق الأمم المتحدة التي تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار.
وأفاد سعادة السيد برايان هوك أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل على منع رفع حظر الأسلحة على إيران، حتى تغير إيران من سلوكها وتتوقف عن دعم المنظمات الإرهابية ومهاجمة جيرانها في المنطقة، مؤكدا على أن هذا الحظر سيستمر بدعم وجهود دول المنطقة وجهود مملكة البحرين.
وأشار سعادة السيد برايان هوك إلى وضع الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم سرايا الأشتر الذي تدعمه إيران على قوائمها للإرهاب، والذي كان مسؤولا عن عدد من الأعمال الإرهابية في مملكة البحرين، حيث قام بتفجير في عام ٢٠١٤ أدى إلى مقتل شرطيين، كما قام في عام ٢٠١٧ بقتل رجل أمن آخر، مؤكدا أن مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية ستستمران في شراكتهما من أجل مواجهة مثل هذه التنظيمات الإرهابية.
قد يهمك ايضا
وزير الخارجية يشارك في المؤتمر الاستثنائي على المستوى الوزاري
وزير الخارجية البحريني يهنئ سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة
أرسل تعليقك