تشارك تونس بثلاثة أفلام في الدورة التاسعة لمهرجان السينما الأفريقية الذي ستحتضنه مدينة قرطبة في جنوب إسبانيا من 13 إلى 20 تشرين الأول/أكتوبر الجاري . وتشهد الدورة الحالية مشاركة 28 بلدًا من إفريقيا والشرق الأوسط. وتنافس تونس في إطار المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة التي سيتنافس لنيل جوائزها 7 أفلام تعالج مواضيع مختلفة في المجالات الثقافية والدينية والسياسية والاجتماعية والتاريخية، فتشارك تونس بالفيلم المثير للجدل "لائكية إن شاء الله" للمخرجة التونسية نادية الفاني، وهو الفيلم الذي أثار موجة استياء عامة بسبب عنوانه الأول :" لا ربي لا سيدي " عندما عرض في تموز/يوليو 2011  في إحدى القاعات، وحدثت أعمال عنف وحرق بسبب هذا الفيلم المثير و المحرج من خلال عنوانه . وفي مسابقة الأفلام القصيرة تشارك تونس بشريطين قصيرين هما " قارع البئر " لمعز بن حسين و " المخبل في كبة " لليلى بوزيد ضمن 9 أفلام تشارك في هذه المسابقة . ويهدف مهرجان السينما الأفريقية إلى تقديم السينما الأفريقية و العربية من خلال عرض 94 فيلمًا يشاهدها الجمهور الإسباني لأول مرة . وينتظر أن يفتتح المهرجان فيلم " ماما أفريكا " للمخرج ميكا كورزماكي وهي يحكي عن سيرة حياة الفنانة المعروفة ميريام ماكيبا بأغانيها التي ترفض التمييز العنصري . وميريام ماكيبا هي مغنية جنوب أفريقية  تحصلت على الجنسية الغينية في الستينات وهي إلى جانب ذلك ناشطة في مجال حقوق الإنسان. وأصبحت ماكيبا منذ بداية الخمسينات من القرن العشرين تشق أجواء الشهرة بأغانيها التي بثتها لواعج المضطهدين من أبناء بلدها وجلدها ولونها، وشيئًا فشيئ بدأت تجر عليها غضب السلطات إلى أن تقرر نفيها خارج البلاد وتجريدها من جنسيتها عام 1956 حيث قادها القدر بعد لجوئها للولايات المتحدة الأميركية إلى أن تصبح عضوًا في المجموعة الغنائية الشهيرة "منهاتن براذرز"، وهناك غيرت إسمها وأصبحت تدعى مريم بعد أن كان إسمها الحقيقي "أوزنزيل" الذي يعني "لا تلومن إلا نفسك". مثلت أسطورة الغناء في جنوب أفريقيا ميريام ماكيبا التي توفيت عن 76 عامًا بعد حفل أخير أقامته في إيطاليا، أحد أهم الأصوات المناهضة لنظام الفصل العنصري ودفعت ثمنًا لالتزامها أكثر من ثلاثين عامًا في المنفى.