نيس - وكالات
في رحلة عبر الزمان والمكان فتحت مدينة نيس الفرنسية آفاقا للخيال على ضفاف شاطئ الريفيرا المكتظ بالحشود لتمتع روادها حسيا وبصريا بتلاوين حدثها العالمي السنوي الذي يمتد ثلاثة أسابيع. ألوان من الزخارف والزينة والأزهار ألبست المدينة حلة زاهية، وعروض مثيرة ومسيرات صاخبة تعلو أصواتها هنا وهناك، وحشود من الموسيقيين يصدحون بطربهم ذي التلاوين المختلفة على ايقاع موسيقاهم ذات المشارف المتنوعة، ومواكب تظم عوامات عملاقة، إنه الاحتفال "بملك القارات الخمس" في نسخته 129 التي تتواصل حتى 6 من شهر مارس/آذار المقبل. ويعد هذا المهرجان الذي سيسدل الستار عليه يوم 6 مارس/آذار من أشهر الكرنفالات الفرنسية الشتوية، فهو يقدمُ برنامجاً عريضاً من الفعاليات بمشاركة كبيرة للمركبات الملونة وشخصيات الدمى المحببة وكثير من الزينات الساحرة، وتشارك فيه العديد من الهيئات من مختلف أنحاء فرنسا. ويعود أقدم احتفال بكارنافال نيس إلى عام 1292 حيث أقام كونت نيس شارل الثاني احتفالات الكارنافال في المدينة وذلك قبل وقت طويل من انضمام منطقة نيس إلى فرنسا. وفي القرنين الرابع عشر والخامس عشر تحول الكارنافال إلى احتفال شعبي, ليصبح بعد ذلك احتفالات بالأقنعة متأثرا بكارنافال البندقية في القرن الثامن عشر. وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر أصبحت نيس عاصمة السياحة الشتوية حيث تؤمها الطبقات العليا في العالم وخاصة الفرنسية والإنكليزية والروسية، فتم التركيز على صورة المدينة وعلى الدعاية السياحية فأنشأت هيئة باسم لجنة الاحتفال لتنظيم الكارنافال عام 1871 لتشرف على سير أنشطته والمشاركات فيه. وفي عام 1996 تم إسناد هذه المهمة إلى مكتب السياحة والمؤتمرات في المدينة. وفي عام 1882 نشأت فكرة اعتماد ملك للكارنافال وفي العام الموالي تمت إضافة سيدة الكرنافال وهما تمثالان لشخصيتين من التاريخ الإغريقي-الروماني أو من الأساطير الشعبية يتم اخيارهما حسب الأحداث السياسية والاجتماعية في كل سنة. أما أهم أنشطة الكرنافال فتتمثل في استعراض لمركبات ضخمة محملة يتشكيلات من الزهور معظمها مزروعة في المنطقة وترشق هذه المركبات المتفرجين على جنبات الطريق بباقات الزهور وبالحلويات، فيما تستخدم في معركة الزهور آلاف الورود. ويوضع تمثال ملك الكرنافال على عرشه في وسط أكبر ساحات المدينة أي ساحة ماسينا في الليلة السابقة لافتتاح الكرنافال ويبقى جالسا على العرش طيلة فترة الكارنافال إلى غاية الليلة الأخيرة. وفي اليوم الأخير من الكارنافال تجوب مركبة ملك الكارنافال لوحدها شوارع المدينة وتنتهي إلى شاطئ البحر حيث يتم إحراقها وسط استعراض للألعاب النارية.