خان يونس - صفا
تهدد ما تعرف باسم "سوسة النخيل الحمراء" للعام الثاني على التوالي حقول المواطنين المزروعة بأشجار النخيل في مختلف مدن القطاع، خاصة الجنوبية، بالانقراض والإبادة بشكلٍ كامل، بعدما تمكنت من تدمير مئات الأشجار، فيما البقية يتهددها خطر وصول تلك الآفة. وتعدّ "سوسة النخيل" من الآفات الخطيرة التي تصيب العديد من أشجار النخيل بجميع أنواعها، وخاصة نخيل البلح، التي تعد من أشجار الفاكهة المفضلة في فلسطين والوطن العربي، حيث تتحمل الظروف البيئية القاسية. والآفة المذكورة هي عبارة عن حشرة من رتبة "غمديه الأجنحة"، كبيرة الحجم، لها خرطوم طويل عند مقدمة الرأس ينتهي بأجزاء فم قارصة قوية، والحشرة ذات لون بني، ويوجد على الحلقة الصدرية بقع سوداء، ويبلغ طولها "2.5-2 سم"، ويتميز خرطوم الأنثى منها بأنه أطول من الذكر. وقال وزير الزراعة بحكومة غزة علي الطرشاوي خلال لقاء مع الصحفيين بأحد الحقول المصابة بالآفة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة الاثنين: "منذ اللحظة الأولى التي اكتشفت فيها الوزارة الآفة في سبتمبر 2011 تداعت طواقم الوزارة الفنية والإدارية للانعقاد الدائم للحد من انتشار الآفة ومحاصرتها بقدر المستطاع". ولفت الطرشاوي إلى أنَّ الوزارة شكلت لجنة طوارئ، واصلت عملها في الميدان ومازالت في حالة استنفار في هذه الأثناء التي جئنا فيها نعلن أن الآفة أصبحت مستوطنة وتهدد قطاع النخيل برمته مالم تتكاتف الجهود لمكافحتها بأسرع وقت وقبل فوات الأوان. وأشار إلى أنَّ وزارته عملت عبر لجنة الطوارئ وطواقمها الفنية على مكافحة الآفة ومحاصرتها من خلال "تطبيق قوانين الحجر الزراعي، والإعلان عن خط ساخن لتلقي استفسارات المزارعين، وتشكيل فرق عمل للتعامل مع شكاوي الجمهور". وأضاف "عقدنا منذ ذلك الحين سلسلة من الندوات للمهندسين والمزارعين، وأصدرنا العديد من النشرات، وتواصلنا مع الجمعيات والمنظمات المحلية والدولية وشكلنا لجنة فنية مشتركة من وزارة الزراعة - منظمة الفاو - منظمة الصليب الأحمر - جمعية تطوير النخيل - ممثل عن الجمعيات الأهلية المحلية". وتابع الطرشاوي أن وزارته نشرت كذلك المصائد الفرمونية لرصد انتشار السوسة ومكافحتها، ومسح 1500 دونم مزروعة بالنخيل للتأكد من وجود السوسة من عدمه، لافتًا إلى أنهم أعدموا حتى الآن زهاء 1660 نخلة ومعالجة 518 نخلة من أصل 10658نخلة تم فحصها. واستطرد "بالرغم مما سبق من إجراءات فوجئنا بظهور بؤر تصل نسبة الإصابة بها إلى ما يزيد عن90%، موضحًا أنه "بناء على المعلومات المؤكدة لدينا نعلن أن الأمر جد خطير وقد يصل إلى حد الكارثة على قطاع النخيل برمته مالم يتم التدخل العاجل". وأهاب الطرشاوي بكافة المؤسسات الدولية والجهات المانحة والمنظمات الأهلية، التدخل العاجل لتطبيق خريطة طريق من شأنها أن تعمل على محاصرة الآفة وإنقاذ قطاع النخيل من كارثة محققة. وناشد كافة مزارعي النخيل إلى مراقبة بساتينهم والتواصل مع الوزارة لتقديم كافة أشكال المساعدة في سبيل تطويق الآفة والحد من انتشارها. بدوره، بين مدير وقاية النبات في الإدارة العامة لوقاية النبات والحِجر الزراعي بوزارة الزراعة ناهض السبع لـ "صفا" أن "سوسة النخل" متخصصة لمحصول، وتصيب الشجرة عن طريق الجروح أو من منطقة نزع الفساتل، وبعد ذلك تقوم الأنثى بوضع البيض، ويفقس ويخرج منها يرقات بعد أسبوع بطول 2ملم وعرض 1ملم". وأضاف السبع "تبلغ عدد بيض الأنثى الواحدة من 300 لـ350 بيضة، مستطيلة الشكل، ذات لون كريمي، ويفقس بعد يومين إلى خمسة أيام، حسب درجات الحرارة، وعندما يكتمل طول اليرقة يصل طولها لنحو 5 سم". وتابع "تتحول اليرقة لعذراء من داخل الشرنقة، التي تصنع ألياف النخيل، ليصل طولها ما بين 5لـ7سم، وعرضها من 3لـ4 سم، وتمكث 20لـ 25 يوما، وبعدها تتحول لحشرة كاملة، تخرج من الشرنقة، وتعود لدورة حياة جديدة، داخل جذع النخلة". ولفت السبع إلى أن الآفة المذكورة تتغذى على جذع النخلة، وتقضي عليها تمامًا، موضحًا أن القضاء عليها يتم برشها بداء "الدورسبان"، بطريقتين إما بالرش من الخارج أو بطريقة الحقن، وفي حال وجدنا منطقة منهكة نقوم باستخدام أقراص "التوموستكين"، ونقوم بتغليف النخلة بالكامل. وأشار إلى أن الحقل الحالي الذي نعمل به حاليًا يوجد بها 500 شجرة، سنقوم بإتلاف حوالي 450 شجرة تقريبًا، علمًا بأننا أتلفنا 40 منها العام الماضي، عبر قصها لأجزاء، ومن ثم رشها بالدواء، وخلعها بحفار، وأخيرًا دفنها على عمق متر تحت سطح الأرض. وأوضح السبع أنّ الآفة المذكورة وفق متابعتنا تتركز في المنطقة الشرقية لخان يونس ورفح، وربما ذلك يعود لقربها من الحدود المصرية، والتي تبين لنا بأنها تأتي من هناك عبر الحدود، بعدما وضعنا مصائد خاصة، وقرأناها بعد فترة من الزمن، وتأكدنا بالفعل أنها قادمة من مصر.