المتطرفة رونا خان

حكم القضاء البريطاني على أم لستة أبناء، نشرت صورًا لهم يتظاهرون بأنهم "جهاديين"، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فضلاُ عن تعليقات ينصحون فيها بالسفر إلى سورية، بالسجن لمدة خمسة أعوام وثلاثة أشهر.

والتقطت رونا خان، البالغة من العمر 35 عامًا، والتي تعيش في مدينة لوتون، صورًا لنجلها الصغير، مرتديًا عمامة وحاملاً بندقية بلاستيكية، مستعدًا للاعتداء، كما التقطت صورة أخرى له حاملاً نسخة من كتاب عبد الله عزام، مرشد أسامة بن لادن.

وشاركت لقطات لنجلها الأكبر، البالغ من العمر تسعة أعوام، حاملاً سيفًا، وظهرت هي ذاتها ممسكة بالسلاح مرتدية النقاب.

ومثلت خان أمام محكمة كينغستون كرون، جنوب غربي لندن، لسماع الحكم، حيث ارتدت النقاب، ونظارة سوداء، بعد أن اعترفت بأربع تٌهم وجهت لها، من بينها الترويج لأعمال "إرهابية".

ورفضت قوات الأمن المحلية، على الرغم من الحكم عليها بالسجن، نشر أيّة صور لها، دون إبداء أسباب، غير أنه فقط "لأسباب غير معلومة".

وتحدث إليها القاضي بيتر بيرتس، أثناء المحاكمة، "يبدو أنكِ لا ترغبين في معرفة تأثير التطرف، بعد أن قمتِ، وبكل أنانية، بتفضيل أفكارك ومعتقداتك على أبنائك، ورفاهيتهم، التي هي ضمن أولوياتك، لم تندمِ على ارتكاب فعلتك، وكنت مصرّة على اتباع أفكارك، مهما تكلف الأمر، ومها أثر ذلك على حريتك، وعائلتك، وعلى رأسهم أطفالك".

واعتبر القاضي، في شأن الصور التي شاركتها، أنّ "مثل هذه المشاركات كانت مرسلة لتعزيز أفكارك المتطرفة، وإقناع الآخرين بارتكاب أعمال إرهابية منها الانتحار، والشهادة، وغيرها من الأعمال العنيفة الأخرى".

وعلمت المحكمة أنّ خان تعهدت بالانضمام إلى مقاتل أخر، يدعى نهيان أحمد، ويبلغ من العمر 22 عامًا، في سورية، بمجرد أن تسدد ديونها، كما وعدت بأن تجد "زوجًا حقيقًا" لها في سورية.

وتمَّ الإيقاع بالمتطرفة خان، عبر ضابط شرطة، انتحل صفة متطرف، يدعى عبد الرحمن، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وعندما أخبرها بأنه يرغب في السفر إلى سورية، أخبرته خان "عندما تكون مستعدًا للسفر، أخطرني بذلك، معي خريطة للطريقة"، التي أرسلتها له بعد فترة.

وكانت خان قد شاركت مقالة عبر موقع التواصل الاجتماعي ذاته، تحت عنوان "تربية أطفال مجاهدين"، تتضمن نصائح للأمهات بأن تقرأن لأطفالهن كتبًا عسكرية، ويطلعونهم على اسطوانات ومقاطع فيديو مماثلة في سن صغيرة، أو بمجرد بلوغ العام الثاني أو ما يقل.

واكتشفت قوات الأمن نشاطات خان عبر الإنترنت، بعدما بحثت عن منزلها في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2013، ومن ثم حرزت هاتفها الخلوي، حيث اكتشفوا تسجيلات ورسائل على تطبيق "واتس اب"، كانت قد تبادلتها مع أحمد، منذ نيسان/أبريل الماضي، وهو عامل بريد عاطل عن العمل من دبرمنغهام، كان قد استخدم ثلاثة أرقام مختلفة في سورية.