الأرقم بن أبي الأرقم

لم يبخل أحد من صحابة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، على الدعوة الإسلامية بشىء، فبمجرد أن شرح الله صدرهم إلى الإيمان بدأوا فى تقديم كل ما هو غال ونفيس، حتى أرواحهم لم يبخلوا بها، ولم تكن التضحيات قاصرة على الأموال والأرواح، فهناك من قدم بيته من أجل الإسلام والمسلمين، وهذا ما فعله الأرقم بن أبى الأرقم، الذى تحولت داره إلى مقر للدعوة الإسلامية.

من هو الأرقم بن أبى الأرقم؟

هو الأرقم بن أبى الأرقم، وكان اسمه من قبل عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، أسلم على يد أبى بكر الصديق، وكان من السابقين للإسلام، وروى عن عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم قالت: خرج أبو بكر الصديق يريد رسول الله وكان له صديق فى الجاهلية، فلقيه فقال: يا أبا القاسم فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها فقال رسول الله: إنى رسول الله أدعوك إلى الله عز وجل فلما فرغ رسول الله من كلامه أسلم أبو بكر فانطلق عنه رسول الله وما بين الأخشبين أحد أكثر سرورا منه بإسلام أبى بكر ومضى أبو بكر وراح لعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير ابن العوام وسعد بن أبى وقاص فأسلموا ثم جاء الغد عثمان بن مظعون وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبى الأرقم فأسلموا رضى الله عنهم".

دار الأرقم بن أبى الأرقم تتحول إلى مقر للدعوة الإسلامية

عرف عن الأرقم بن أبى الأرقم حبه للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، وورعه، وشدة إيمانه، وكان من قبيلة بنى مخزوم التى حملت لواء الحرب ضد بنى هاشم، وكان الأرقم فى بداية إسلامه فتى صغيرا يبلغ من العمر ستة عشر عاما فقط، ولكل هذه الأسباب كانت داره هى المكان الأنسب للقاء الرسول بالمسلمين، فلم يكن يخطر ببال قريش أن النبى يجتمع فى بيت فتى صغير ووسط أعداء بنى هاشم، لذا كانت داره آمنة.

وبالفعل تحولت دار الأرقم إلى مقرا للدعوة الإسلامية، حيث كان يلتقى فيها النبى بأصحابة، ويتلقى فيها من أراد أن يدخل الإسلام، وعلم فيها النبى أصحابه الكثير من تعاليم الدين الإسلامى، وأسلم فيها الكثير أيضا، ومن هنا كانت أهمية دار الأرقم فى نشر الدعوة الإسلامية.

وظل النبى يدعو إلى الإسلام من دار الأرقم حتى بلغ عدد المسلمين أربعين صحابيا، فخرج بهم للجهر بالدعوة، وكان من بين من أسلموا فى دار الأرقم عمر بن الخطاب وذلك بعد استجابة الله إلى دعوة النبى محمد التى دعاها من دار الأرقم "اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام".

وصيته قبل الوفاة

توفى الأرقم بن أبى الأرقم، وعمره بضع وثمانين عاما، وقد أوصى قبل وفاته أن يصلى عليه سعد بن أبى وقاص، وتحققت وصيته وصلى عليه سعد.

نقلًا عن "التحرير" الإخباري