منى شلبي

لا شك أنه  في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي في حياة كل فئات المجتمع، بات يشكل خطرا داهما على حياة أطفالنا الجسمية والعاطفية والنفسية، وعلى مستقبلهم، وهذا استدعى إلى ضرورة تفعيل دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتربوية والإعلامية لتحقيق تربية صحية متكاملة للطفل وحمايته من مخاطر العالم الافتراضي الذي يتسبب في القضاء على أهم مرحلة من مراحل التطور العمري للإنسان.

إن ما نشاهده يوميا على مدار العقدين الأخيرين من تفشي الكثير من الجرائم الإلكترونية خاصة تلك التي تتعلق بابتزاز القصر عبر الفضاء الإلكتروني، والتي أثرت بشكل سلبي عليهم وجعلتهم يعيشون مرحلة مرضية قاسية قد توصلهم إلى درجة الانتحار، إن هذا يدعونا إلى ضرورة دراسة هذا الموضوع والاهتمام به على مستوى كل المجالات وعلى رأسها المجال الإعلامي لما له من أهمية كبيرة في التأثير على الأنا الباطني للأطفال.

 

*تأثير الإعلام  في تربية الأطفال في العصر الرقمي*

 

نظرا لأهمية الإعلام في التأثير على الأفراد والمجتمعات، فهو يلعب دورا مهما في توجيه الطفل من خلال الكثير من برامج الأطفال المتخصصة في تربية الطفل والتي تساهم في تغذية وتنمية القدرات العقلية والذهنية والنفسية له، فإننا نجد من المهم جدا التركيز على دور الإعلام في تفعيل رؤية تربوية متوازنة لتوجيه الأطفال في العصر الرقمي، لتحقيق هدفين:

-1 دعوة المؤسسات الإعلامية إلى ضرورة التركيز والاهتمام بالمواضيع المتعلقة بالتربية الرقمية للطفل، من خلال تخصيص برامج خاصة، وتقديم افلام كرتونية تخدم الموضوع وانيميشن هادف يتعلق بكيفية تعامل الطفل مع العالم الرقمي.

-2 اضطلاع المؤسسات الإعلامية بمهمة توعية الأسر والمؤسسات التربوية بشكل متواصل بكل من خلال برامج تحسيسية تقوم بالتعريف بكل التحديثات الحاصلة على مستوى العالم الرقمي وتبيين الجانب السلبي والإيجابي منها وكيفية التعامل معها لضمان تربية رقمية وفق المعايير التربويةالصحية.

 

*مسؤولية الإعلام في وضع برامج توجيهية لترشيد استخدام الأطفال للفضاء الإلكتروني*

 

تقع على الإعلام مهمة مشتركة مع القطاع التربوي والأسري في إيجاد رؤية مشتركة لحماية الأطفال من التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي، وهنا لابد من الاشارة إلى أن العالم الافتراضي يفرض وجوده بل أصبح أمرا واقعا، المطلوب كيفية التعامل معه وليس الهروب منه وإبعاد الأطفال عن هذا العالم بل لابد من معرفة طبيعته للتأقلم معه، ولا أحد ينكر أن هناك مؤسسات إعلامية تقدم الكثير من البرامج  سواء ترفيهية أو اجتماعية أو أسرية حققت نقاطا فارقة بما يتعلق بتربية النشأ ووضعهم في المسار الصحيح في ظل الصخب الحاصل من تطور كبير في المجال التكنولوجي المخيف والمحفز والذي أسس لمرحلة العصر الرقمي الذي يسيطر على كل جوانب الحياة المختلفة، مرحلة تتطلب من المؤسسات الإعلامية إلى التكيف مع الواقع الجديد بما يخدم أفراد المجتمع، لذلك ينبغي على القنوات الإعلامية بكل أنواعها وأشكالها أن تخصص نوعا خاصا من البرامج الموجهة للأطفال لتعليمهم بطرق سلسلة دون تعقيد أو تخويف أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في عصرنا الراهن، لكن هذا العالم وإن كان افتراضيا فهو لا يخلو من عيوب معروفة ومجهولة تتسبب في إيذاء من تجاوزوا الخطوط الحمراء ولم يحترموا ضوابط هذا العالم.

وهنا تتجلى أهمية الإعلام في استضافة خبراء ومختصين لتوضيح ما يجب توضيحه من معلومات بطرق شتى لوضع الضوابط المناسبة للولوج في هذا العالم بثقة عالية دون ارتباك، لأن الطفل في مرحلة الفضولية لا ضوابط له، فقط يحتاج إلى أسلوب تربوي يتناسب مع فهمه حتى يتم تلافي الكثير من الأخطاء التي يقعون فيها.