نجمة هوليوود آنجيلينا جولي كشفت للجميع عام 2013 عن استئصال الثديين بعد إزالة المبيضين

نجح العلماء في إختراق أسرار مرض سرطان الثدي، وأعلنوا عن توصلهم إلى صورة شبه مثالية للجينات في قلب هذا المرض، وهو ما يجعل هذا البحث التاريخي يمهد الطريق نحو التوصل إلى علاجات جديدة أفضل، إضافةً إلى طرق للوقاية من المرض.
 
وبإمكان الأطباء في المستقبل إستخدام " الأشعة السينية الوراثية " لإتخاذ قرار بشأن العلاج الذي يناسب كل مريض على حدة. وقال الباحثون من معهد "سانغر" Sanger الشهير المعتمد ومقره في "كامبريدج" Cambridge ، بأن دراستهم التي تعد الأكبر من نوعها، تمثل لحظة غايةً في الأهمية بالنسبة لأبحاث مرض السرطان.
 
فعلى الرغم من الخطوات الكبيرة المبذولة خلال السنوات الأخيرة، إلا أن المرض يظل واحداً من أكبر الأمراض القاتلة في بريطانيا، ويحصد أرواح ما يقرب من 1,000 سيدة كل شهر، مع وجود ما يقرب من 54,000 حالة إصابة جديدة كل عام. بما يجعل ذلك النوع من السرطان هو الأكثر شيوعاً في بريطانيـا.
وترجع الإصابة بمرض سرطان الثدي إلى الحمض النووي في الخلايـا التي توجد في أنسجة الثدي لدي المرأة، وجمع المزيد والمزيد من الطفرات كلما كبرت في السن، بما يؤدي في نهاية المطاف إلي تضرر جسدها وتشكيل الورم. ولإكتشاف المزيد، فقد قضى فريق دولي من العلماء سبع سنوات في المراقبة عن كثب للحمض النووي من عينات أنسجة الثدي لنحو 560 سيدة تعاني من هذا المرض في كافة أنحاء العالم.
وعبر الإستفادة من التقدم في التكنولوجيـا، فقد كانوا قادرين على قراءة جميع الرسائل البالغ عددها ثلاثة مليارات والتي تحمل الشفرات الوراثية لكل شخص، وهو ما أسفر عن إكتشاف عدد 93 من الجينات التي يمكن أن تتسبب في أورام الثدي في حال تحورها.
وأوضح الأستاذ ومدير معهد سانغر Sanger السير مايك ستراتون، بأنه وفي الجزء الأخير من القرن الماضي، كان العلماء لديهم القدرة في التعرف على أولى جينات فردية أصبحت متحورة. ولكنهم حالياً قادرون على الوصول لقائمة أكثر أو أقل إكتمالاً لهذه الجينات السرطانية المتحورة.
وتمثل كل هذه الأخطاء الجينية نقطة ضعف يمكن إستغلالها بواسطة عقاقير جديدة، وبينما بعض أدوية سرطان الثدي مثل هيرسيبتين Herceptin متوافقة بالفعل مع الحمض النووي لإحدى السيدات، نجد أن الأطباء يريدون بان يكونوا قادرين على توفير العلاج المناسب لكل إمرأة على حدة.
وقالت الباحثة الدكتورة نيك زينل، بأنه وفي المستقبل فإن هناك مساعي نحو التوصل إلي إمكانية تحديد العلاج المرجح نجاحه أكثر للسيدة أو الرجل ممن تم تشخيص إصابتهم بمرض سرطان الثدي، في خطوة أقرب إلى الرعاية الصحية الشخصية للسرطان.
وبذلك يكون للبحث الذي تم نشره في مجلة Nature and Nature Communications إمكانية تسليط الضوء على ما يتسبب في حدوث طفرات، ومن ثم الإصابة بمرض السرطان. وقد حدد العلماء 20 نمطا مختلفا من الطفرات التي يعتقد بأن لديها أسباباً منفصلة، وكانت إحداها لجين BRCA1 الذي حملته الممثلة آنجيلينـا جولي، ويزيد كثيراً من إحتمالات إصابة المرأة بسرطان الثدي. إلا أن أصول العديد من الأنماط الأخرى تبقى لغزاً محيراً.
وربما يؤدي إلى طرق جديدة للوقاية من المرض، التحذير بضرورة تجنب المرأة للمواد الكيميائية الضارة على سبيل المثال والنصيحة بالإقلاع عن التدخين لخفض إحتمالات الإصابة بسرطان الرئة فضلاً عن إرتداء واقٍ من الشمس للحماية من سرطان الجلد.
وحذر الباحثون من أن العقارات التي تستند إلي النتائج التي تم التوصل إليها هذه الأيام ربما تستغرق عقوداً في تطويرها ثم بعدها لا تنجح دائماً في القضاء على المرض. وأشارت دكتورة إيما سميث، من معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة بأن هذه الدراسة تقرب أكثر من الحصول على صورة كاملة للتغيرات الجينية في قلب سرطان الثدي، والتي تبرز أدلة مثيرة حول العمليات البيولوجية الرئيسية التي تعمل علي الإضرار بالخلايا وتؤدي إلي الإصابة بالمرض. وهو ما يمثل خطوة كبيرة نحو تطوير عقاقير جديدة وزيادة عدد الأشخاص الناجين من السرطان