صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل

شدد الدكتور نايف بن فلاح الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على أهمية ارساء الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة وفق الضوابط المتفق عليها في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ولا سيما تلك المتعلقة بوقف انتشار الأسلحة النووية، مؤكدا ضرورة أن تحفظ تلك الاتفاقات والمفاوضات مصالح دول المنطقة ككل.

وقال خلال مشاركته في (حوار المنامة): “من الواضح أين تقف دول الخليج العربي اليوم، نريد السلام ونروج للسلام والازدهار، ونحن مع احترام القوانين الدولية وضمان سيادة الدول، هذه الأسس دائما نضعها على الطاولة. لا بد أن نتحدث نفس اللغة، لقد وضعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجهات المعنية وبالتحديد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أطرًا وأنظمة تحدد الكثير من الممارسات ويجب الالتزام بها ولا سيما فيما يتعلق بموضوع حيازة الأسلحة النووية، فالوكالة هي الجهة الوحيدة التي وضعت الأطر ولا بد من أن يسمح للمفتشين بممارسة عملهم بشكل تام ولا بد من أن نطمئن لتقارير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لارتباط هذه الثقة بمسألة الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة. وأعرب عن تمسك دول الخليج بخيارات ضمان الأمن والسلام في المنطقة. ولفت إلى أن الأسلحة النووية تشكل تحديا يواجه كوكب الأرض ويتسبب بمخاطر جمة. وقال: “لذلك يجب علينا حظر امتلاك وتطوير أسلحة الدمار الشامل ولا بد من إدراك حقوق الدول الأخرى في الاستخدام السلمي للطاقة النووية مع الامتثال للأنظمة ومواثيق الأمم المتحدة المعمول بها في هذا الإطار. دول مجلس التعاون وقعت على اتفاقيات تمنع انتشار الأسلحة النووية ولا بد من العمل بالشكل الذي يمكننا فيه الحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة. وللأسف لا تزال إيران تنتهك كل قرارات مجلس الأمن خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي وهو ما يسهم في زعزعة استقرار المنطقة”.

وأكد الحجرف على أهمية أن يقوم المجتمع الدولي بما يلزم لضمان خلو المنطقة من الأسلحة النووية، وأن يأخذ أي اتفاق نووي جديد مصالح دول المنطقة بعين الاعتبار، مشيرًا إلى أنه لا تزال إيران تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا سيما خطة العمل المشتركة الشاملة، ولا تزال تزعزع استقرار المنطقة؛ تصر دول مجلس التعاون الخليجي على أن أي اتفاق نووي جديد يجب أن يمنع إيران من امتلاك أسلحة وصواريخ نووية.

من جهة ثانية قال صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود إن الحكومة الإسرائيلية قدمت نفسها على أنها محبة للسلام وللمبادئ الأخلاقية وادعت أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، ويقدمون أنفسهم على أنها دولة تتهدد وجودها على أيدي قتلة يمنعونها من الوجود، ومع ذلك يعلنون الحرب على حماس كمنظمة إرهابية، ويقولون إنهم يريدون أن يكونوا أصدقاء مع السعودية.

وأضاف في مداخلته في الجلسة الختامية بمنتدى “حوار المنامة” أن إسرائيل هي آخر قوى محتلة في الشرق الأوسط منذ أخذوا أرض فلسطين في 1948 بعد أن حرقوا قرى الفلسطينيين ودمروها، وبعد حرب 1967 بدأ تهجير السكان المتبقين، ورغم كل قرارات الأمم المتحدة فإن كل الحكومات الإسرائيلية لم تنصت لهذه القرارات، وتابعت احتلال المزيد من الأراضي رغم معاهدات جنيف التي تمنع تغيير هوية الأراضي المحتلة، كما أنهم قاموا ببناء جدار فصل عنصري لمنع السكان من العودة إلى أراضيهم، ومحكمة العدل الدولية أصدرت قرارا بأنه جدار غير قانوني وتجاهلوا ذلك، ويدمرون البيوت والأراضي، والكنيست الإسرائيلي أصدر قرارا بأن هوية إسرائيل يهودية بالكامل، ولا تعطي الآخرين حقوقا متساوية، أي ديمقراطية هذه؟

وتابع الأمير تركي الفيصل: إسرائيل هي لديها قوة عسكرية كبيرة وتظهر قوتها من خلال ضرب سوريا ومن فيها من أعداء لها، وضمت الأراضي المحتلة، ولديها سلاح نووي، ونقول إن إسرائيل هي التي احتلت الأراضي العربية المجاورة وليس العكس.وأشار إلى أن العرب منذ 2002 يقدمون مبادرة السلام العربية، وكل الحكومات الإسرائيلية رفضت هذه المبادرة، وكما أكد وزير الخارجية د. عبداللطيف الزياني فإن هذه المبادرة تعبر عن سياسة كل الدول العربية، كما أنها تمثل الموقف السياسي لجميع الدول الـ 57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

وقال إن العاهل السعودي وولي عهده أكدا مررا أن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية هو الخيار السلمي لنا جميعا، ولا يمكن أن يكون هناك اتفاق إبراهيمي من دون أراضي إبراهيم “مكة المكرمة”، لا يمكنك معالجة الجرح المفتوح بالمسكنات، لن ينجح الاتفاق الإبراهيمي إلا إذا تم إحياء مبادرة السلام العربية.وتابع: ومن أجل هذا فإن مبادرة السلام العربية يجب أن تنفذ فيما يتعلق بفلسطين، لذا أدعو شعب إسرائيل أن يمدوا أيديهم نحو يد السلام الممدودة وحينها يمكن أن نجتمع ضد من يتباهون باحتلالهم 4 عواصم عربية، بيروت وصنعاء ودمشق وبغداد.

وشدد سمو الأمير تركي الفيصل على أن حل القضية الفلسطينية سوف يقطع الطريق على الانضمام إلى الجماعات المتطرفة.وأشار إلى أننا بحاجة إلى دور فاعل من الولايات المتحدة الأميركية ويجب أن يكون هناك دور للرئيس الأميركي جو بايدن في إحلال السلام في الشرق الأوسط، داعيا إسرائيل إلى إزالة المستوطنات لعقد محادثات مباشرة من دون شروط، وذلك حتى يظهروا نوايا حسنة، لأن هذه المستوطنات تعتبر شروطا مسبقة

قد يهمك ايضا 

الأمير تركي الفيصل يهاجم دولة الاحتلال في منتدى حوار المنامة

"تركي الفيصل يؤكد أن قطر كانت على تواصل مباشر مع "القاعدة