الصحفى الأسكتلندى "بيتر ماى "

بعد مرور 15 عاما على رفضها من قبل دور النشر، تمكن الكاتب الصحفى الأسكتلندى، بيتر ماى ــ الذى كان يعمل لصالح وكالة بى بى سى البريطانية الإخبارية ــ من نشر روايته بعنوان «الحظر Lockdown»، والتى تنتمى لأدب «الديستوبيا»، وتتشابه أحداثها بنسبة كبيرة مع ما يحدث فى العالم الآن من تفشى لوباء «كورونا» المستجد؛ حيث تسرد وقائع جائحة قاتلة تجتاح كل مدن العالم، تنطلق من العاصمة البريطانية لندن، التى تمثل مركز تفشى الوباء.
وكشف «ماى» عن أنه حين عرض النسخة الأولية من روايته على دور النشر عام 2005، قوبل بالرفض والاستهجان؛ بسبب اعتبار موضوعها «غير واقعى تماما» و«غيرمعقول».
وفى تصريح خاص لشبكة CNN، قال «ماى»: «فى الوقت الذى اكتبت فيه الرواية، كان العلماء يتوقعون أن تكون إنفلونزا الطيور هى الوباء العالمى القادم».
وتابع: «لقد قمت بالكثير من البحث والاطلاع حين شرعت فى كتابة هذه الرواية؛ وذلك بسبب موضوعها المخيف، وتفكيرى الدائم فيما يمكن أن يحدث من إغلاق إحدى مدن العالم الكبرى، مثل لندن، من جراء تفشى أحد الأوبئة».
وأوضح أن روايته تتمحور حول أحد محققى الشرطة الذين يحققون فى مقتل طفل بعد اكتشاف رفاته فى موقع أحد المستشفيات، ويأتى ذلك فى ضوء قرار الحكومة البريطانية بافتتاح مجموعة من المستشفيات المؤقت فى مختلف المدن لمواجهة أزمة كورونا؛ كمستشفى NHS Nightingale المتوقع افتتاحه بالعاصمة البريطانية خلال هذا الأسبوع.يجدر بالذكر أن المستشفيات المؤقتة تعد بادرة مبتكرة فى تاريخ الإنقاذ الطبى، ولعبت دورا مهما فى مكافحة فيروس كورونا الجديد.
وقال «ماى» إن دور النشر البريطانية فى ذلك الوقت اعتقدت أن تصوره لمدينة لندن وهى واقعة تحت حصار عدو غير مرئى كوباء H5N1 أو [إنفلونزا الطيور]، كان أمرا غير واقعى بالمرة، على الرغم من حقيقة أن جميع أبحاثه خلال فترة كتابة الرواية أظهرت أنه أمر قابل للحدوث، نقلا عن صحيفة الإندبندت البريطانية.وأكد أنه «فزع للغاية» من مدى تشابة معالجته الدرامية عبر صفحات الرواية، مع ما يدور حاليا على أرض الواقع من تعامل مع أزمة «كورونا»، حتى إنه تنبأ بفرض الحكومة لحظر التجوال، وبتهافت الناس على البقاء بمنازلهم؛ من أجل العزل الذاتى خشية الإصابة بالمرض.
وأضاف أن المشروع قد ظهر للنور مرة أخرى بعد تفشى فيروس كوفيد ــ 19؛ حيث قام أحد المعجبين بالتواصل معه عبر تويتر؛ من أجل اقتراح كتابة عمل أدبى يتناول موضوع الفيروس التاجى المستجد، فما كان منه إلا أن تذكر روايته القديمة، واستطاع استرداد الملف الذى يحوى النسخة الأخيرة والمنقحة منها من مجلد خدمة تخزين الملفات عبر الإنترنت Dropbox، وشرع على الفور فى إجراءات النشر.وتمت إتاحة الرواية للبيع فى نسخة «الكيندل» عبر عبر موقع Amazon UK فقط فى الوقت الحالى، كما تم الإعلان عن صدور كل من النسخة الورقية منها والمسموعة، بدءا من يوم 30 من شهر إبريل الحالى.
وعلى صعيد آخر، ساهم ظهور وباء «كورونا» المستجد فى كشف النقاب عن العديد من الأعمال الأدبية الأخرى التى تناولت بشكل أو بآخر فكرة تفشى وباء قاتل بجميع أنحاء العالم وعجز البشرية عن ملاحقته، مثل رواية «ميلر» للكاتب أم سميث، التى تدور حول تعرض الجنس البشرى لهجوم من أحد الفيروسات القاتلة، الذى يتمكن من قتل الملايين كل يوم، ورواية «الموقف» لأديب الرعب، ستيفن كينج، وهى العمل الخيالى الأكثر شهرة فى هذا الصدد، فضلا عن أعمال عالمية شهيرة مثل رواية «الطاعون» لألبير كامو، «الحب فى زمن الكوليرا» لجابرييل ماركيز، «العمى» لجوزيه ساراماجو، ورواية اليوم السادس لأندرية شديد، كما تناولت بعض الروايات العربية الأوبئة مثل الحرافيش لنجيب محفوظ، فضلا عن أعمال الكاتب أحمد خالد توفيق، ومنها رواياته: الموت الأصفر، الوباء، و«عن الطيور نحكى».

قد يهمك ايضا

أحمد مراد يكشف عن أبرز الأسباب التي تساعد في نجاح الروايات سينمائيًا

إليك مجموعة من أفضل الروايات التي يفضلها كبار الأدباء