وزارة التربيه والتعليم

أكد وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي، أنَّ الوزارة نفّذت سلسلة من الخطوات المهمة الرامية إلى تحسين أوضاع المعلمين المادية والأدبية والمهنية، اشتملت على تطوير المدارس والارتقاء بمستوى بنيتها التحتية ومرافقها وتوفير مناخ الإبداع والابتكار والتميز في المجتمع المدرسي بوصفه بيئة العمل الأصلية للمعلمين.
وأشار الحمادي، إلى أنَّ الوزارة تعول على المعلمين وبشكل خاص المواطنين لإعداد أبناء الدولة للمستقبل والحياة لأنَّ تأهيل جيل يُعد مسؤولية وطنية ينبغي أن يتفاعل معها كل مواطن يؤمن بقيمة مهنة التعليم وأهميتها في مسيرة التنمية المستدامة
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة التربية والتعليم مروان الصوالح، الثلاثاء، خلال افتتاح مؤتمر التعليم والمعلم "خلق ثقافة التميز في المدارس"، الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبو ظبي برعاية ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المركز الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وبيّن الحمادي أنَّ الوزارة تدرك قيمة وقدر وجود العنصر المواطن على رأس العمل التربوي، وفي قلب العملية التعليمية في مدارس الإمارات، ومن أجل ذلك استحدثت نظامًا متطورًا لاستقطاب العناصر المواطنة ولاسيما الذكور للعمل في مهنة التدريس، وهو تحدٍ تواجهه الوزارة بسبب تفضيل المواطنين الذكور لوظائف أخرى، حيث وفّرت الوزارة سلسلة من الحوافز الأدبية بجانب آليات محددة للترقيات وقد تمَّت ترقية الآلاف من التربويين خلال العامين الماضيين.
وأوضح أنَّ مهنة التعليم تواجه أزمة عالمية حقيقية ومعها المعلم والمدرسة وهذا ما حذرت منه منظمة اليونسكو في تقرير صدرعنها قبل عام وأكدت فيه بعض الحقائق المهمة ومنها ضرورة استحداث 1.58 مليون وظيفة جديدة لتعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2015 وتوظيف نحو 3.6 مليون معلم ليحلوا محل المعلمين القدامى إلى جانب توفير 33 مليون معلم إضافي بحلول عام 2030 وأنَّ نحو 58 في المائة من البلدان في العالم تفتقر إلى ما يكفي من المعلمين للتعليم الابتدائي وأنَّ الدول العربية تأتي في المركز الثاني في حجم العجز في المعلمين في هذه المرحلة وأنَّ العجز سيتزايد بحلول عام 2030 في ظل الزيادة السكانية التي ستضيف ما يزيد على 9.5 مليون طالب إضافي في المرحلة المقبلة.
ومن جانبه أشار وكيل وزارة التربية والتعليم مروان الصوالح في تصريحات صحافية على هامش المؤتمر، إلى أّنَّ الوزارة نفّذت أكثر من مبادرة لرفع مستوى المعلمين والوصول بهم إلى التميز، حيث حددت الوزارة 40 ساعة تدريب إلزامية للمعلمين سنويًا لتطوير مهاراتهم في التعليم، لافتًا إلى أنَّ استقطاب المدارس للكفاءات التعليمية المتميزة تجذب أولياء أمور الطلبة لتسجيل أبنائهم في تلك المدارس ما يزيد من التنافس بين المؤسسات التعليمية لاستقطاب أفضل الكفاءات
وفيما يتعلق بتأثير انخفاض رواتب المعلمين في المدارس الخاصة على قدرتهم على التميز، قال: إنَّ دخل المعلمين لا يؤثر على تميزهم في مجال التعليم، حيث إنَّ قبول العقد الوظيفي ليس أمرًا إلزاميًا وأنَّ المعلمين على دراية بالراتب المقدم لهم قبل الموافقة على عقود العمل وأنَّهم وافقوا على العمل بتلك الرواتب منذ بداية الأمر، موضحًا أنَّ هذا لا يمنع زيادة دخل المعلمين في المدارس الخاصة، وأنَّ الوزارة حريصة على تحسين كل ما يتعلق برفع مستوى التميز للتعليم والمعلم بشكل مستمر.
وأشار الصوالح إلى أنَّ الوزارة وفّرت تطبيق أبنائي الإلكتروني، والذي يمثل بوابة خدمية ومعلوماتية متكاملة تستهدف أولياء أمور الطلبة، ويوفر بيئة تفاعلية متكاملة تتيح لولي الأمر الحصول على كل الخدمات المتعلقة به في أي وقت ومكان من دون جهد وباستخدام كل الأجهزة الذكية، ويشمل خدمات تسجيل الأبناء في المدارس واستخراج الشهادات الدراسية والإدارية، وتوفير بيانات فورية محدثة عن تحصيل وسلوك الأبناء والأنشطة الأكاديمية، والتواصل مع الإدارة المدرسية والمعلمين بسهولة وعلى مدار الساعة.
ونوّه إلى أنَّ تقييم المدارس أعطى صورة واضحة لأولياء الأمور حول مستوى كل مدرسة وأوجد نوعًا من التنافس بين المدارس لاجتذاب المعلمين المتميزين وتقديم عروض تنافسية لهم لرفع مستواهم الأكاديمي واجتذاب ثقة أولياء أمور الطلبة
وانتهت الوزارة من تدريب 20 ألف تربوي وتربوية مع نهاية العام الدراسي 2013 – 2014 وتنفيذ برنامج تطوير القيادات المدرسية بالتعاون مع إحدى المؤسسات العالمية المتخصصة وهو يستهدف تنمية مهارات 700 قيادة تربوية، إضافة إلى فتح الباب أمام التربويين، بمن فيهم المعلمون للدراسات العليا مع إقرار حزمة من التسهيلات الخاصة بالإجازات الدراسية لتمكين المعلمين وغيرهم من الحصول على درجتي الدكتوراه والماجستير
كما أصدرت الوزارة ميثاق المعلم وهو يعد خطوة غير مسبوقة في تاريخ الوزارة، مؤكدًا أنَّ الوزارة تتطلع إلى تحقيق التنافسية العالمية في التعليم من خلال إنجاز التطوير الشامل والمتكامل الذي تضمنته رؤية الإمارات 2021 وأقرَّته الأجندة الوطنية وصولًا لنظام تعليم من الطراز الأول وهو ما يتم العمل عليه بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين من مجلس التعليم وهيئاته.
وكشف تقرير نتائج الرقابة المدرسية حول جودة التدريس في المدارس الخاصة في دبي للعام الدراسي 2013- 2014، والذي نفذته هيئة المعرفة أنَّ 19% فقط من معلمي اللغة العربية للناطقين بها لديهم مؤهل في التدريس ويحملون مؤهلًا جامعيًا في اللغة العربية، و31% من معلمي اللغة العربية للناطقين بها لا يحملون مؤهلًا جامعيًا في اللغة العربية، و50% لديهم شهادات جامعية دون مؤهل تعليمي.
وذكرت مدير جهاز الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة في دبي فاطمة بالرهيف، في ورقة عمل قدمتها خلال مؤتمر التعليم والمعلم، أنَّ واقع التعليم الخاص في الإمارة يشير إلى وجود 223 ألفًا 715 طالبًا، منهم 30 ألفًا 994 طالبًا مواطنًا، ويبلغ عدد المدارس 158 مدرسة خاصة، تقدم 16 منهاجًا، ويعمل بها 14205 معلمين.
وأظهرت نتائج الدراسة أنَّ 26% من ذوي طلبة مدارس المنهاج الأميركي اختاروها لرغبتهم في اكتساب أبنائهم لغة سليمة، و38% من معلمي اللغة الانجليزية لا يتحدثون بها كلغة أم، وغالبية ذوي الطلبة غير راضين عن مستوى المعلمين
وأوضحت نتائج الرقابة المدرسية حول جودة التدريس في دبي أّنَّ 17% من مدارس المنهاج البريطاني متميزة، 61% جيدة، و22% مقبولة، فيما أظهرت 38% من مدارس المنهاج الأميركي جيدة، و54% مقبول، 5% مميزة، 3% ضعيفة، وحصلت 24% من مدارس منهاج وزارة التربية والتعليم على تقدير جديد، و58% مقبول، و18% ضعيف، وجاءت نتائج مدارس البكالوريا الدولية 82% جيد، 14% مميز، 4% مقبول.
وكشف تقرير لجنة تحديث التعليم الخاص أنَّ أثر التدريس في النواتج التعليمية للطلبة في المدارس المتميزة بلغت في مادة العلوم 96%، والرياضيات 92%، واللغة العربية 39%، فيما بلغت في المدارس ذات المستوى الضعيف والمقبول في مادة العلوم 15%، والرياضيات 25%، واللغة العربية 14%
وبيّنت النتائج أنَّ 40% منهم على معرفة بالمادة العلمية، 30% لديهم فهم لأصول التدريس، و30% منهم لديهم تخطيط عملي للتدريس، 35% تدريسهم جيد، 65% تدريسهم مقبول، وبلغت نسبة تطوير المعلم في المدارس ذات الأداء المتميز والجيد 63% مقابل 38% في المدارس ذات الأداء المقبول والضعيف.
بدورها أشارت النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي مدير عام مجلس أبو ظبي للتعليم الدكتورة أمل القبيسي، إلى أنَّ الحاجات من المعلمين كبيرة حاليًا لأنّ اقتصادنا قائم على المعرفة والعلوم لذا نحرص على الارتقاء بالمعلم ليكون متخصصًا لتلبية هذه الحاجات، حيث إنَّ المجلس استقطب أخيرًا 420 معلمًا مواطنًا منهم 300 معلم و120 مساعد معلم، إضافة إلى تعيين نحو 200 مواطن في الوظائف الإدارية وحاليًا نستقطب أعدادًا أكبر حيث يمثل هذا العدد ما نسبته 25% من الزيادة في التعيينات عن العام الماضي في أعداد المعلمين.
وقالت القبيسي: إنَّ مهنة التعليم يجب ألا يُنظر إليها كوظيفة بل هي خدمة وطنية من خلالها يؤدي المعلم واجبًا وطنيًا تجاه أبنائنا الطلبة فهو صانع عقول المستقبل
وأوضحت في تصريحات صحافية على هامش مؤتمر التعليم والمعلم، أنَّه يجب على المجتمع أن يحفز أبناءه المواطنين للارتقاء بمهنة التعليم وإعطاء المعلم مكانته التي يستحقها، مشيرة إلى أنَّ المجلس يقدم كل الدعم والحافر للمواطنين لتطوير مهاراتهم ليس فقط لخدمة حاجات التعليم وإنما لخدمة طموحاتهم ومعرفتهم من خلال تحفيزهم على إتمام دراساتهم العليا وتنفيذ برامج محفزة على التطور بحيث يتطور ليكون مستشارًا تربويًا أو خبيرًا.
وأكدت القبيسي أنَّ دعم وتحسين أداء المعلمين في الدولة يتطلب أن يبدأ النظر في تحفيز المعلمين على الابتكار والتطوير في وسائل وتقنيات تحفيز التعليم ومشاركة تلك التجارب داعية إلى تطوير مركز للتميز لتجارب التعليم يقوم برصد وتحليل أفضل التجارب في تطوير تجربة التعليم وتوثيقها ونشرها وذلك ليصبح مرجعية لتطوير التعلم والتعليم في كل أنحاء الدولة.
وشدّدت القبيسي على أنَّ مسؤولية التربويين أن تتحقق رؤية الإمارات 2012 ورؤية أبو ظبي 2030 التي تركز على أنَّ العنصر البشري هو الركن الأساسي للوصول للأهداف وتحقيق الطموحات وكلا الرؤيتين تعتمد على التركيز على أننا نعيش اليوم في زمن أصبح التغيير سمته الأساسية وأنَّ الثابت هو الإنسان بمبادئه ومنظومته القيمية.
وناقشت الجلسة الأولى من المؤتمر موضوع البرامج الوطنية لإعداد وتطوير المعلمين وترأس الجلسة مدير جامعة زايد الدكتور رياض عبد اللطيف المهيدب وقدمت مدير المركز الاقليمي للتخطيط التربوي مهرة المطيوعي ورقة عمل حول تأثير البرامج الوطنية المختلفة لإعداد المعلمين وقياس فعالية المبادرات المطبقة في دولة الإمارات.
وصرّحت المطيوعي بأنَّ رؤية الإمارات 2021 ترجمت الاهتمام بالسعي إلى تأسيس نظام تعليمي من الطراز الأول يوفر للإماراتيين فرصًا متساوية الأسوياء منهم وذوي الحاجات الخاصة في الحصول على تعليم يهدف إلى رفع مستويات تحصيلهم العلمي ويوسع مداركهم ويصقل شخصياتهم لتكون أكثر غنىً وتكاملًا ويسعى أيضًا إلى إطلاق إمكاناتهم ليساهموا بفاعلية في حياة مجتمعهم.
وقدمت خبيرة التعليم ومديرة التطوير في جمهورية فنلندا تويجا راسينين، ورقة عمل حول الفرص المتاحة لتطوير البرامج الوطنية الراهنة كما قدم مدير التعاون والعلاقات الدولية في معهد التطوير التربوي الكوري في جمهورية كوريا الدكتور جو هور ورقة عمل حول تجربة كوريا في تطوير وإعداد المعلمين وذلك خلال جلسة العمل الثانية للمؤتمر التي ترأسها مدير كلية الامارات للتطوير التربوي الدكتور محمد يوسف حسين بن ياس.
وتضمنت الجلسة الثانية أيضًا ورقة عمل الرئيس التنفيذي لأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين في المملكة الأردنية الهاشمية هيف بنيان، حول الأكاديمية كنموذج فعال لتطوير المعلمين.
وقدم الرئيس التنفيذي لشركة تطوير للخدمات التعليمية في المملكة العربية السعودية الدكتور محمد الزغيبي ورقة عمل حول
استراتيجيات التطوير المهني للمعلم في السعودية إضافة إلى ورقة عمل قدمها مدير البحث والتطوير في مركز المعلمين البريطانيين توني مكاليفي حول تجربة المملكة المتحدة في تطوير وإعداد المعلمين.
ويواصل المؤتمر فعالياته بعقد جلستين ثم تليهما الجلسة الختامية للمؤتمر وإعلان التوصيات.