الكونغرس الأميركي

شهد مبنى الكونغرس الأميركي حدثاً تاريخياً، الأربعاء، إذ اقتحمه حشد من أنصار الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترمب، وأحدثوا فوضى عارمة انتهت بوفاة 5 أشخاص وإصابة العشرات، وكان من بين الضحايا سيدة تُدعى آشلي بابيت، التي وصفتها صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، بأنها "منخرطة بشدة في حركة "كيو أنون" (QAnon)، التي تؤمن بنظرية مؤامرة تدعي أن ترمب كان يحاول إنقاذ العالم من عصابة الشياطين، بما في ذلك السياسيون الديمقراطيون مثل الرئيس المنتخب جو بايدن، ومشاهير هوليوود، وأنه سيقدم أعداءه إلى العدالة قريباً".

وقالت الصحيفة إنه "في أواخر ديسمبر، غردت نائبة بايدن، كامالا هاريس، عن خططها في المائة يوم الأولى من إدارة بايدن، إذ وعدت بضمان سلامة الأميركيين، وتوزيع 100 مليون جرعة من لقاح فيروس كورونا، وإعادة الطلاب بأمان إلى المدارس"، ومن بين آلاف الردود، كتبت آشلي بابيت وهي من المحاربين القدامى، تغريدة غاضبة تقول فيها: "لا.. عليكم اللعنة لن تفعلوا ذلك.. لا توجد كمامات، ولا أنت، ولا بايدن مغتصب الأطفال، ولا لقاحات".

ولم تكن بابيت، تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، بل كانت تُخطط للسفر إلى العاصمة واشنطن للمشاركة في مظاهرة عامة تطالب بأن يؤدي دونالد ترمب، اليمين كرئيس للولايات المتحدة، عوضاً عن جو بايدن، ووفقاً للصحيفة، قال مسؤولون إن بابيت قُتلت بالرصاص خلال الغزو الفوضوي لمؤيدي ترمب لمبنى الكابيتول، بينما توفي 4 أشخاص آخرين، بينهم ضابط شرطة في مقر المبنى.


ويُظهر حساب بابيت على "تويتر"، أنها كانت امرأة متعصبة منخرطة بشدة منذ فبراير 2020، في نظرية المؤامرة التي صورت المشرعين الديمقراطيين على أنهم شريرون، بعد أن استشاطوا غضباً بسبب أكاذيب ترمب وحلفائه بشأن تزوير الانتخابات، وفق الصحيفة، ولأسابيع قبل انضمامها إلى الحشد في واشنطن، كانت بابيت تعيد تغريد مزاعم ترمب بشأن الانتخابات، وكذلك المحامون المؤيدون له مثل لين وود، وسيدني باول، زاعمين حدوث تزوير هائل في أصوات الناخبين، وأكدوا فوز ترمب في انتخابات 2020.

ولم تكن بابيت قياديةً أو مؤثرةً داخل الحركة، وفقاً لمارك أندريه، الباحث المتخصص في الجماعات المتطرفة، لكنه قال إنها كانت تغرد بانتظام حول نظرية المؤامرة منذ فبراير 2020، ونشرت الكثير من التغريدات على "تويتر" بشكل عام، كما أظهرت وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها، منشورات تشكك في ارتداء الكمامات وإجراءات الصحة العامةـ وقالت جوان دونوفان، مدير الأبحاث في مركز شورنستين بجامعة هارفارد: "لم يكن الأشخاص الذين اقتحموا مبنى الكابيتول يحاولون فقط إنقاذ ترمب، بل كانوا يحاولون إيقاف الديمقراطية متعددة الأعراق القادمة، التي اعتقدوا أنها ستؤسس أجندة عالمية يسارية راديكالية"، بحسب الصحيفة.

وتُظهر مقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع، بابيت وهي تقفز وتدفع بنفسها عبر أحد الألواح الزجاجية إلى أحد الأبواب داخل مبنى الكابيتول، بينما يصرخ رجل "اخفضه!" فيما سُمع صوت إطلاق نار لتسقط بابيت بعدها على الأرض، وأكد المسؤولون في وقت لاحق وفاتها على يد ضابط شرطة، مشيرين إلى أن عملية إطلاق النار قيد التحقيق، وفي إحدى المقابلات، دافع أفراد من عائلة بابيت عن آرائها السياسية وعن غضبها، إذ قال شقيقها روجر ويتوفت لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن "بابيت خدمت في الجيش لمدة 14 عاماً، مضيفاً: "إذا كنت تشعر بأنك أعطيت معظم حياتك لبلدك ولم يتم الاستماع إليك، فهذا شيء يصعب تقبله، لهذا السبب كانت مستاءة".

قد يهمك أيضًا

وفاة نائب جمهوري في الكونغرس الأميركي بفيروس كورونا

الميزانية و"حزمة كورونا" تضعان الكونغرس الأميركي أمام اختيار