المغربية طاطا ميلودة

تنافس المغربية طاطا ميلودة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الظهور على صفحات الجرائد والمجلات الفرنسية والأوروبية عموما بوصفها فنانة ساخرة تغلبت على أميتها، وعلى الأعراف التي جعلت منها مجرد امرأة تكنس وتطبخ وتنجب الأولاد، وإن حاذت عن هذه الطريق تتعرض للضرب والمهانة، وتحولت إلى نجمة فكاهية ساخرة في فرنسا. وتحظى عروض طاطا ميلودة بمتابعة جماهيرية كبيرة من الفرنسيين أنفسهم ومن أعداد غفيرة من جماهير الجاليات العربية والمغاربة، لأنها من الفنانين العرب القلائل الذين يقدمون عروضهم في كبريات المسارح الفرنسية.
و طاطا ميلودة المغربية المولودة عام 1951 بقرية بنواحي مدينة سطات تقوم بجولة فنية بعرضها الساخر"تحيا الحرية"، وفيه تتعرض بحس فكاهي انتقادي بسيط لأوضاع المرأة العربية في المجتمعات الغربية ومعاناتها مع "الهجرة السرية" ومشاق الحصول على الأوراق الثبوتية للإقامة في أوروبا، وصعوبة التأقلم مع مجتمعات الغرب، وهي القادمة من بيئة بدوية صرفة والخارجة من تجربة زوجية وصفتها بالعنيفة وفي عنقها 6 أطفال.
ولم تكن طاطا ميلودة  التي تضحك المجتمع الفرنسي، تتوقع يوم وطأت رجليها عاصمة الأضواء باريس في شتاء 1989 أن تتحول إلى ظاهرة فنية ومجتمعية بامتياز، إذ تتسارع الصحف والمجلات إلى إجراء لقاءات مطولة معها، خاصة وأنها استطاعت في وقت وجيز أن تتغلب على أميتها، وتبدأ بدراسة اللغة الفرنسية وإتقانها نطقا وكتابة، وقد بلغت من العمر عتيا، ولم يسبق لها أن التحقت بمدرسة، إذ كانت الأعراف تنص في بلدتها على أن "المدرسة للذكور" والمطبخ للبنات.
عرضها الساخر الجديد "تحيا الحرية" لا علاقة له بثورات الربيع العربي، وإنما يكاد يسبق هذا الربيع بسنوات خريفية، عانت فيها المرأة البدوية الشيء الكثير، وهي تحاول من خلال نصوص عرضها الذي كتبته بنفسها أن تبرز وضعية المرأة في المجتمعات الغربية، ومعاناة كل واحدة على حدة.