مجرمات مغربيات برغبات أزواجهن

أكثر من 1452 امرأة محكومة في السجون المغربية، والتهم تتنوع بين القتل والسرقة وتبادل الضرب والجرح والخيانة والفساد، لكن تم اتهام صغير أُلصق بعشرات السجينات اللواتي صرن مجرمات بسبب نزوات أزواجهن أو أولادهن أو إخوانهن القابعين في السجون أصلا. منهن من لم تعرف يوما طريق قسم الشرطة، وأخريات لم يسبق لهن أن غادرن بيوتهن ليفاجأن بالأصفاد تزيين أيديهن بدل الأساور، وبالقضبان الحديدية توصد أمام وجوهن بدل  أبواب غرف البيت. هن مجرمات برغبات أزواجهن، وهن مغامرات في طريق تنتهي بالحبس لا بالتتويج. عشرات النساء والفتيات المغربيات يقبعن في السجون بتهم تبدو غريبة، فهن متهمات بمحاولة إدخال "ممنوعات" إلى أقربائهن المسجونين وهم في الغالب من الأزواج. قبل أيام، انتبه رجل أمن بسجن "عكاشة" بالدار البيضاء إلى أن النعل الذي تود فاطمة ذات الربيع الأربعين ثقيل شيئا ما، ويفترض أن يكون "الصندل" خفيفا ليتسنى لزوجها المحكوم عليه بخمس سنوات لاتجاره في المخدرات، الوزن الغريب حتم على رجال الأمن تمزيق النعل ليفاجأوا بكميات من"الحشيش" مخبأة بعناية. الزوجة المسكينة بدل أن تعود إلى البيت، طلب من ذويها الحضور إلى المحكمة للاستماع إلى حكم يقضي بسجنها لعامين. القضية واحدة من عشرات القضايا التي رمت نساء كثيرات في السجون بينهن أمهات، زوجات وأمهات وأخوات يتفنن في أساليب "إدخال" الممنوعات إلى أقربائهن في السجون، فمسؤولي السجون في المغرب يسمحون للأسر بإيصال بعض المواد الغذائية أو الألبسة لذويهم المحكومين في جرائم مختلفة، وهي التي تعرف بـ"القفة" التي يتسلمها السجين من ذويه مرة واحدة في الأسبوع، و"القفة" تمر أولا بين أيدي حراس السجن الذين يتفننون في تفتيشها، ورغم تجاربهم السابقة فإن ذكاء بعض السجناء يتغلب على نباهة السجان، فالزوجات "المسكينات" يسارعن إلى تنفيذ أوامر أزواجهن باقتناء المخدرات ووضعها إما وسط "البطاطس" أو محشوة في الخبز، أو الحلويات، وأخيرا جرى اعتقال امرأة بعثت بطرد يضم طوب السكر عبر البريد في محاولة لإبعاد الشبهات، غير أن حراس السجن انتبهوا إلى أن الطوب مكسر و"ملصق" بعناية، وعند التفتيش اكتشفوا أكثر من نصف كيلو من"الحشيش" معبأة بشكل محكم. أما زوجات أخريات واللواتي كن في زيارة لأزواجهن تطبيقا لـ"الخلوة الشرعية"، فقد وجدن أنفسهن جيرانا لأزواجهن في السجن ذاته، والسبب أن بعضهن حاولن إدخال "مخدرات" في أعضائهن التناسلية. "ياما في السجن مظاليم"، لكن ظلم الأزواج أعظم وأشد ، فهم غير مبالين بمصير زوجاتهم وأبنائهم وهم يفرضون على شريكات حياتهم المغامرة بإدخال "الممنوعات" إلى السجن إرضاء لنزواتهم. ولا غرابة أن يسجل المرصد المغربي للسجون نسبة 30 في المائة من الجرائم في المغرب تتعلق بالاتجار في المخدرات، وهي الجرائم ذاتها التي تدفع بزوجات وأخوات وأمهات إلى مرافقة أزواجهن وأولادهن وإخوانهن بدواعي التستر تارة، أو بداعي محاولة إدخال المخدرات إلى السجن.