الأستاذة مريم رضي

ينبغي علينا الحفاظ على صحتنا و التعايش مع أزمة كورونا التي تمكنت أن تخرج منا هواياتنه المختبئة خلف أرواحنا، كل واحدٍ منا لديه شغف و مهارة و لكن نحتاج القليل من الوقت للجلوس مع أنفسنا لإبرازها لمن حولنا، فإنعزالنا عن أهلنا و أصدقائنا و الإلتزام بالحظر المنزلي للحفاظ على سلامتنا و سلامة من حولنا خيرةً لنا لنكتشف أنفسنا و نوضح أفكارنا و نلهم غيرنا.
و هنا جاء السؤال عن ما هي أبرز المهارات و الهوايات خلال الحظر المنزلي؟ و هل ساعدتنا أزمة كورونا على إبراز ما فينا من إلهام و إبداع؟!
الإهتمام بالمزروعات
أشارت الأستاذة مريم رضي ، مديرة حضانة ديزني نيرسري ، بسبب أوضاع البحرين الحالية تحت ظل جائحة كوفيد19- كورونا ، تم إغلاق جميع الحضانات.
فقالت: حجرت نفسي مع عائلتي في منزلي لسلامتي و سلامة من حولي ، فعملتُ في ممر ضيق جعلته مساحة خضراء في منزلي من خلال إقتناء الأحواض الخشبية المناسبه للزراعة والشتلات الصغيرة وكثرة القراءة والثقافة الزراعية عن كل التفاصيل وكيفية الرعاية بالنبات ، افشل احياناً وأحاول سريعاً قراءة الأسباب لأنجح ثانياً ، و أصبحت الزراعة رغم ضيق المساحة إهتمام رئيسي في كل يوم و خصوصاً مع عدم مزاولة العمل بسبب أزمة الكورونا ، و إن لم نخلق لأنفسنا متنفس ونعيش إهتمام آخر فسندخل في كآبة نفسية بسبب الوجود الدائم في المنزل في هذه الأزمة.
و أكتشفت مريم منذ بداية أزمة كورونا بإنها تحتاج ذلك الوقت الكافي الذي يحفزها بزراعة النباتات و إنها فخورة الآن بذلك الإهتمام ، فوجود النباتات في المنزل يزيد من جمال المكان ، ويُعطيه رونقاً محبّباً للنفس البشرية ، إلا أنّه لا يمكن إعتبار النباتات مجرد مساحة خضراء أو ديكورٍ منزليٍّ فحسب ؛ إذ إنّ لها العَديد من الوَظائف الأخرى والتي من شأنها التّحسين من نوعية حياة الإنسان ، فهي لديها القُدرة على تحسين وظائفه الحسّيّة والعقليّة و الإيجابية.
الإهتمام بالجمال
و أضافت زينب العلواني ، طالبة إعلام في الجامعة الخليجية ، بإن ساعدها الحظر المنزلي في إهتمامها بعالم الأناقة و الجمال.
و قالت: أنا من قبل تلك الأزمة أحب عالم المكياج كثيراً و هي هوايتي و لدي عملي الخاص في المكياج، و لكن الآن استفدت من الحظر المنزلي و إستغليت وقتي في التعلم و الممارسة عن دراسة عالم الجمال و تطبيقه على أخواتي الموجودين معي في المنزل ، و الآن مع تطبيق المكياج أحس بإن يدي أصبحت خفيفة في التلوين و الرسم ، و أصبح المكياج شيئاً من عملي اليومي و لا أستغني عنهُ و هو اعتبرهٌ من الآن هو مهارتي الجميلة.
فأنصحُ كل فتاة أن تهتم بجمالها الروحي قبل جمالها الشخصي ، و إن إبراز الجمال أمرٌ سهلُ يتم بجهدٍ قليل من خلال العناية و النظافة الشخصية ، و ذلك يُرفع من معنويات الفتاة و جمالها و ثقتها بنفسها.
الإهتمام بالرسم
و في السياق ذاته قالت رباب السيد مهدي ، طالبة أدب أنجلينزي بجامعة البحرين ، موهوبة بالفن ، من النادر حدوث ان ينفجر فيك الإلهام وسط كومة من الأحداث المفاجئة البائسة . تشعر وكأنك في وسط تيار من الخوف، والأكثر مخيفاً هو انك تشعر بقطرة من الالهام وتضل تمشي عكس التيار للوصول لهذه القطرة . هكذا تماماً ما حدث لي كفنانة بحرينية في فترة الحجر المنزلي الذي جاء بدون اي مقدمات . مازلت ابحث في أنواع الفنون ، لذا لن انسب أعمالي لنوع فني واحد . و من خلال فترة الحجر المنزلي وجدت نفسي في نهر من الإلهام وهذا ما دفعني لرسم على اشياء جديدة مثل : الأكواب و المباخر والصحون و غيرها ، وإبتكار شخصيات جديدة .
رسالتي لكل الفنانين في كل المجالات هي ان يستغلوا هذا الوقت ولو أنه جاء بشكل مفاجئ ومخيف لكن دائماً هناك الجانب المضيء الذي نتمسك فيه لنضل نشعر بالأمل ونبدأ يومنا في الحجر المنزلي على أنه يوم مليئ بالشغف والإلهام والإبداع.
الإهتمام بإعادة التدوير
جاسم راشد، طالب من الصف الثالث إعدادي ، محب لإبراز إبداع جديد و مفيد.
وضح بإن الإبتكار و الإبداع هو قدرة الشخص على استخدام المهارات العقلية للإيجاد أفكار جديدة خارجة عن المألوف بإقل التكاليف.
و قال: الحظر المنزلي نمى في روحي حب الإبتكار و التصميم و الإبداع ، و وقت الحظر المنزلي فادني في التفكير في أبسط الأشياء و جعلها أشياء مفيدة و عجيبة ، و إن ذلك لا يعتبر عائق لوقت الدراسة لأن في تلك الفترة وقتنا طويل فلابد من أن نستغلهُ في إظهار أفكارنا و تطبيقها على الأشياء الذي نمتلكها و لا تتطلب منا جهد توفيرها.
و مع مرور الوقت و الممارسة المستمرة جعل الحظر المنزلي يُصنع هواية جميلة و مُمتعة في جاسم لا يتخلى عنها.
الإهتمام بالقراءة
و على الصعيد ذاته أكدت جنان السابودي ، طالبة من الصف السادس الإبتدائي على إبراز هوايتها و هي القراءة لروايات و كتب و قصص من خلال الحجر المنزلي في هذه الفترة.
و ذُكرت جنان بإن الكتب الجيدة كالأصدقاء المقربين نادرون نسبيًّا لكنهم مخلصين ويهبونك السعادة و الكتب تفتح عقلك و تطور من مفهومك حول الحياة و المعيشة و المجتمع الذي انت تتعايش معه و غيرها من الأمور الكثيرة، وعلمتني القراءة الطويلة المتأنية أدب الاستماع ، فالقارئ لا يتكلم وإنما يستمع طويلًا وعميقًا إلى الذي يقرأه ، و البيت دون كتب كالجسد بلا روح.
و أتضحت عند جنان فكرة التطلع على القراءة عندما وجدت نفسها في عالمٍ صغير و محجورةٍ تحت أسقفٍ محدودة لا ترى العالم من الخارج بسبب مرضٍ مفاجئ لا محسوب له ، فقضت وقتها في قراءة الكتب التي تميل لها شخصيتها الصغيرة ، و التي تُحسسها بقيمة الوقت و كيف تُدركه ، و منذ تطلع جنان على سائر أنواع الكتب و الروايات المشوقة أُعجبت بهذهِ الهواية.

وقد يهمك أيضا" :

وزير الخارجية يترأس اجتماع اللجنة التنسيقية العليا لحقوق الإنسان

جهود مميزة للبحرين بحماية المواطنين والمقيمين من «كورونا»