قامت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، بزيارة أحد الأنفاق على طريق سلوى حيث أنهى فنان الجرافيتي الفرنسي- التونسي السيد العمل في عدد من الجدارايات ضمن مشروع رسم الجداريات على طريقة (الكاليجرافيتي) في إطار تكليف إدارة برامج الفن العام التابعة لهيئة متاحف قطر وهيئة الأشغال العامة، الفنان السيد بتزيين أربعة أنفاق على طريق سلوى. وقد وصل الفنان السيد إلى الدوحة مطلع الشهر الجاري للبدء بتنفيذ مشروع رسم الجداريات هذا الذي يستمر لأربعة شهور ويعد جزءاً من مشروع تطوير طريق سلوى الذي يهدف إلى تحسين الطريق الحالي. وبدأ الفنان العمل على تزيين الأنفاق الأربعة بإثنتين وخمسين جدارية فريدة ومختلفة مستوحاة من حكايات خاصة بالثقافة القطرية ومعالم أخرى من الحياة في قطر، كما أن هذا المشروع يهدف إلى تسليط الضوء على اهتمامه بالخط العربي الممزوج بفن الشارع المعاصر والذي يطُلق عليه اسم (الكاليجرافيتي). وتتبع الجداريات في النفق الأول نمط (الأبجدية السائلة) كما تحمل جملاً تشير إلى دولة قطر وتعزز روح الإنتماء الوطني، ويستعمل الفنان السيد هذا النمط من (الكاليجرافيتي) لكتابة الجمل فوق بعضها البعض مستخدماً الخط العربي، وتضم الكتابات على هذه المجموعة من الجداريات جملاً من النشيد الوطني لدولة قطر. وتعليقاً على أهمية هذا المشروع، قال السيد جان بول إنجيلين، مدير برامج الفن العام بهيئة متاحف قطر: "إننا نتشرف بالعمل جنباً إلى جنب مع هيئة الأشغال العامة على هذا المشروع الإبداعي الذي من شأنه أن يغير نظرة الناس لفن الشارع، ونحن نعتقد أن الفنان، ومن خلال استخدام الخط العربي في تصميم هذه الجداريات وتسليط الضوء على مواضيع خاصة مرتبطة بالثقافة المحلية، سيساعد المجتمع القطري على تقبل مثل هذا النوع من الفنون غير التقليدية والمعروف بفن الجرافيتي".      وأضاف "نحن أيضاً سعداء بمشاركة هذا العدد الكبير من المتطوعين القطريين والمقيمين لمساعدة الفنان في إنجاز هذه الجداريات وندعوا المهتمين بهذا المشروع إلى الإنضمام إلى الفريق موجها الشكر للفنان وفريقه".    ومن جانبه قال المهندس ناصر المولوي، رئيس هيئة الأشغال العامة: "إن مشروع رسم الجداريات على طريقة (الكاليجرافيتي) في واحد من أهم وأضخم مشاريع البنى التحتية في دولة قطر يؤكد على مساعي (أشغال) الرامية إلى تعزيز التراث والثقافة والتقاليد القطرية. نحن نشكر هيئة متاحف قطر بقيادة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني على تعاونها معنا لإنجاز هذا المشروع الذي يهدف إلى إبراز فن الخط العربي ونتطلع إلى تبني مثل هذه المبادرات الإبداعية لتعزيز النسيج الثقافي القطري"، مشيرا إلى اهتمام (أشغال) بزيين وبث روح جمالية في جميع شوارع قطر والمشاريع المستقبلية ومن جانبه عبر الفنان السيد عن شكره لسعادة الشيخة المياسة وهيئة متاحف قطر لاختياره لإنجاز هذه الجداريات، معربا عن أمله أن تحوز إعجاب المشاهدين. جدير بالذكر أن الفنان السيد ولد من أب وأم تونسيين وعاش في فرنسا، كما بدأ الرسم باستخدام بخاخات الطلاء في أواخر التسعينيات، وعندما انتقل إلى أميركا الشمالية، اندمجت اهتمامته بالخط العربي وفن الجرافيتي معاً فبدأ يرسم جداريات على طريقة (الكاليجرافيتي)، وكانت هذه الأخيرة تعكس عملية بحثه عن هويته كغيره من الشباب الذين نشأوا متأثرين بثقافات مختلفة.