دشنت معالي وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، بالتعاون مع وزارة الثقافة النمساوية مساء اليوم المعرض الفني الخاص بالفنانة العالمية النمساوية سوشانا في مركز الفنون . وتقدم الفنانة سوشانا عبر هذا المعرض اقتباسات صغيرة عن ملامحها الحياتية، وكيف انطبعت تجوالاتها حول العالم وحياتها الطويلة في الغربة والسفر على ملامح وتفاصيل لوحاتها، إذ تدلّ المتأملين لأعمالها على سيرتها الذاتية والشخصية، وتوجّههم لاستنباط أهم ما حملته من كل قارات العالم. حيث تأثرت سوشانا منذ صغرها بالعديد من الثقافات التي جعلت من قصتها وفنونها مادة خصبة للخيال والمطالعة، وتمكّنت من نيل شهرتها العالمية مع انطلاق معرضها الأول في العام 1948م الذي أقامته وهي في الحادية والعشرين من العمر. وتغلغل التشكيلية سوشانا في تجربتها الفنية العريقة وألوانها الجريئة والتقاطاتها لتكشف عن مسارات حياتها المتداخلة، وتوضّح في نتاجاتها التجربة الحياتية التي مرّت بها والمتغيرات التي أثرت توجهاتها وقراءاتها للفن والتشكيل. حضر المعرض السفير النمساوي لدى دولة الكويت، وثمن على دور معالي وزيرة الثقافة على كل ما تقوم به في سبيل تعزيز لقاء الثقافات والفنون، ومن جانبه أعرب نجل الفنانة سوشانا عن امتنانه وتقديره لوزارة الثقافة على استضافتها للمعرض الفني لوالدته سوشانا وحرصها على التبادل الفني والتعاطي مع الهويات الثقافية المختلفة والمتشابهه في الرؤية البصرية. إلى جانب ذلك حضر المعرض عدد من الشخصيات ومتذوقي الفن التشكيلي. ولا تقتصر أعمالها على التقديم الذاتي، بل تُفسِح في معرضها المجال للتعرف على جوانب حياتها الأخرى وتلك الموازية لها، خصوصًا وأنها قد ارتبطت بعلاقات قوية بفنانين عالميين على مستوى بيكاسو الذي رسمها في لوحته عام 1954م. كما تصرّ فيه على ملامسة الروح الفنية الخاصة التي تميّزت بها في معارض كثيرة في مختلف دول العالم. تجدر الإشارة إلى أن الفنانة سوشانا قد وُلِدت في العام 1927م، وتُعتَبر لوحتها الفنية "غزة" من أجمل أعمالها التي قدّمتها في العام 1992م. ويستمر معرضها الفني حتى 12 من فبراير كثاني معرض تشكيلي تخصصه المنامة عاصمة السياحة العربية للعام 2013م ضمن فصلها "السياحة الثقافية".