تحلم نوف العفيفي (24عاماً) منذ نعومة أظفارها، بالتحليق بين السماء والأرض، ونجحت بسعيها الدؤوب منذ بلغت الثامنة عشرة في نيل شهادة أول مراقبة جوية للطائرات والملاحة في سماء الدولة، إذ تعمل في مركز الشيخ زايد للملاحة الجوية، والذي يعد أكبر وأحدث مركز مراقبة في الشرق الأوسط، محققة نجاحاً متميزاً أكسبها مكانة رائدة بين نساء الإمارات والخليج. تؤمن العفيفي بأن تحقيق حلمها كان يتطلب عليها الالتزام بثلاثة شروط، ألا وهي تفادي السلبيين المثبطين لعزيمتها، وتخصيص الوقت الكافي لمهنتها أكاديمياً ونظرياً لصقلها، والتفكير الإيجابي المقترن بالتفاؤل الذي مكنها من نيل ثمار جهدها وتعبها. بدأت رحلة التميز لدى العفيفي منذ صغرها، عندما خطت لنفسها نهجاً واضحاً لا تحيد عنه لتحقيق أحلامها وتحويلها إلى واقع، فبدأت بالتدريب الشاق في مجال المراقبة الجوية، ولأنها تدرك أن العلم والتدريب صنوان لا ينفصلان للنجاح، شرعت في الدراسة الأكاديمية والنظرية لتكون نموذجاً يحتذى به. شخصية نوف الحيوية تتسم بالانضباط والالتزام المتوازن، ما هيأها للتفوق بجدارة على أقرانها من الرجال، موضحة أن مهنة الضابط الجوي تتطلب جهداً ذهنياً مضاعفاً بالتركيز الجاد والصرامة في اتخاذ قرارات حاسمة عند إنزال الطائرات اضطرارياً أحياناً لتفادي الحوادث. ترى نوف أن الدعم المتواصل الذي وجدته من القيادة الرشيدة ممثلة في الفريق الأول سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي دفعها لشحذ همتها وتشجيعها لإكمال دراستها العليا في مجال الرقابة الجوية في لندن، فهي لن تنسى جملة سموه عند لقائه بها «أنا فخور بك».