جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين بدير الزور

تتجاوز جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين بدير الزور التحديات والصعوبات التي تفرضها الأزمة وتواصل طريقها إلى جانب400 شخص يعانون من الإعاقة البصرية بمختلف درجاتها لتقدم لهم الرعاية النفسية والصحية والتعليمية وتبحث لنفسها عن مشاريع جديدة تسد نقص التمويل والموارد وتوفر فرص عمل لفئات هشة في المجتمع.
وجمعية رعاية وتأهيل المكفوفين بدير الزور التي أشهرت عام 2007 تضم وفقاً لنائب رئيسها محمد كمور240 عضواً منتسباً و200 عضو مسجل وسبعة أعضاء في مجلس الإدارة وفقاً لنظام الجمعية الذي يقسم الأعضاء إلى مسجل ثم منتسب ثم عضو عامل وجميعهم من المكفوفين أو ذوي الإعاقة البصرية بمختلف درجاتها.
وتقدم الجمعية الرعاية الصحية والتعليمية لأعضائها كما يذكر كمور حيث يدرس الكفيف في المرحلة التعليمية الأولى حتى الصف السابع الإعدادي في معهد النور للمكفوفين بدير الزور ويتابع دراسته في المرحلة الثانوية والجامعية من خلال الدمج بالمدارس والجامعات إضافة إلى الدورات التدريبية في الحاسوب واللغات مشيراً إلى أن التعليم يتم من خلال لغة برايل العالمية وعن طريق مدرسين مختصين من أعضاء الجمعية.
وتعتمد الجمعية في تمويلها على موارد من وزارة الشؤون الاجتماعية والمحافظة حيث يتم تخصيص مبلغ سنوي لكل جمعية إضافة إلى تبرعات المحسنين وهي لا تكفي لسد احتياجات الجمعية على حد تعبير كمور ولا سيما أن عملها يشمل توفير رعاية صحية وتعليمية واجتماعية للمكفوفين إضافة إلى مساعدة الفئات الهشة في المجتمع خلال الظروف الراهنة.
ويكشف كمور أن الجمعية تعد خطة لمشروعين بهدف تأمين موارد مادية ثابتة توفر احتياجات الفئات التي ترعاها أولها مشروع بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومن المتوقع توقيع العقد الخاص به قريباً في بداية شهر تشرين الأول القادم وهو افتتاح مشغل خياطة يعود قسم من ريع إنتاجه للجمعية وقسم يوزع مجاناً للفئات المحتاجة ويؤمن فرص عمل لخمسين خياطاً كمرحلة أولى.
أما المشروع الثاني وفقاً لكمور فهو افتتاح مركز تدريب مهني للمعوقين بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف حيث أخذت الموافقة المبدئية للمشروع وهو قيد التحضيرات.
ويؤكد نائب رئيس الجمعية ضرورة ضمان استمرارية عمل الجميعات الأهلية ولا سيما في الظروف الراهنة من خلال تأمين موارد ثابتة لها ودعم مشاريعها لتأخذ طابع الديمومة والتحول من المشاريع الإغاثية إلى مشاريع إنتاجية تؤمن فرص عمل.
ويشير كمور إلى أن العمل في مجال الدعم النفسي يأخذ حيزاً كبيراً من عمل الجمعية في الوقت الراهن باعتبارها كلفت ونتيجة الأزمة التي تمر بها سورية بالعمل في مجال تقديم الدعم النفسي للفئات المتضررة ولا سيما الأطفال والنساء.
وتعتمد الجميعة في عملها على 25 متطوعاً من ذوي الخبرة في مجال رعاية المعوقين وتقديم الرعاية النفسية وتعرب المتطوعة تهاني الأبكع عن سعادتها بالعمل الذي تقوم به في الجمعية وتؤدي من خلاله دوراً فعالاً في مجتمعها ولا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.
وتذكر الأبكع أن الجمعية تقوم بزيارة تجمع مراكز الإقامة المؤقتة في المدارس بدير الزور لمعرفة احتياجات الأسر القاطنة فيها ولا سيما الأطفال ويقوم عدد من متطوعي الجمعية بجلسات حوارية مع الأطفال والنساء هدفها توفير الدعم النفسي لهم ومساعدتهم لتجاوز الخوق والقلق المرتبط بالأزمة الراهنة كما تنفذ نشاطات فنية منوعة للأطفال ومعارض.
وتشير إلى أنه وإلى جانب العمل بمجال الدعم النفسي توزع الجمعية مساعدات مالية وغذائية وصحية مقدمة من المحافظة ووفق المخصصات الشهرية.
وترى المتطوعة تهاني أن العمل التطوعي يسهم في بناء المجتمع وإعادة إعماره وهذه مسؤولية الجميع وخاصة في الظروف الراهنة مبينة أن مساعدة الآخرين ولا سيما الأطفال والفئات المتضررة تحمل لها سعادة كبيرة.
وتقول شهرزاد الحميد عضو في الجمعية: “الجمعية ساعدتني في إكمال دراستي الجامعية وأنا اليوم طالبة في السنة الثالثة قسم علم الاجتماع بجامعة الفرات وأتمنى أن يقدم الجميع مساعدة ودعماً للجمعية لتتمكن من مساعدة كل المكفوفين مثلي ودعمهم لتحقيق مستقبلهم وآماله.”