قدم أستاذ علوم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية والتقنيات الحيوية بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور محمد الدهمانى فتح الله محاضرة نقلت عبر المنصة الإلكترونية العالمية زوم تطرق فيها إلى موضوع التغييرات الجينية أي الطفرات التي تحدث لدى فيروس كرونا 2 والتي تتولد عنها سلالات جديدة يجب دراستها بدقة للوقوف على مدى تأثيرها على نشر العدوى وسرعة انتشار مرض كوفيد 19 في المجتمع.وأفاد الدكتور الدهمانى أن عدد التغييرات التي حصلت في اتسلسل الحامض النووي لفيروس كورونا 2 منذ انتشاره بداية العام

الجاري تعدت إلى يومنا هذا ال10000 وهذا دليل واضح على أن هذا الفيروس عرضة للتغيرات الجينية عكس ما كنا نعرفه حول الفيروسات ذات الحمض النووي من نوع "آرآن آى"RNA، كما أشار الدكتور إلى أهمية التركيبة الجينية للمستقبل الجيني للفيروس : مستقبل ACE2 الذى يوجد على سطح خلايا الإنسان وخاصة الخلايا الرئوية في الإصابة بمرض كوفيد 19 وذكر أن لهذا المستقبل عدد كبير من الأنماط الجينية بمعدل قرابة ال200 نمط ويمكن أن يبلغ هذا العد ما فوق الألف وبالتحديد إلى 1700 بالصين.وفى السياق ذاته عرض

الدهماني نتائج الدراسة التي قام بها مع فريق من الباحثين الشباب بقسم علوم الحياة بجامعة الخليج العربي تم نشرها في شهر نوفمبر الماضي بمنصة عالمية متخصصة في نشر الأبحاث المتعلقة فيروس كوفيد-19 وشرح تفاصيل النتائج الهامة التي افرزتها هذه الدراسة والتي أكدت أن قدرة الفيروس على إقتحام خلايا الإنسان هي رهينة فعالية إلتصاق الفيروس عبر جزيئية (S) التي يستعملها الفيروس كمفتاح لاكتساح الخلايا ب بمستقبل ACE2 ( القفل) ويحدد هذه الفاعلية الطفرات الجينية التي يحملها الفيروس وكذلك النمط الجيني لمستقبل ACE2 اي

التركيبة الجينية للمصاب.وتوصلت الدراسة إلى أن هناك أكثر من 350 طفرة جينية استحدثت في فيروس كورونا منذ انتشاره بداية العام الجاري، واسهمت هذه الطفرات في التخفيف من حدته بنسبة 80%. بيد انه أوضح ان هذه الطفرات هي بمثابة 350 مفتاح مختلف لمستقبلات توجد على سطح خلايا الجسم هي بمثابة الاقفال التي يحب على الفيروس فتحها ليتسنى له الدخول إلى الخلية وإصابتها. كما أوضح أن هذه المستقبلات (الأقفال) لها أنواع متعددة (230) تحدد وراثيا عند كل إنسان، وبهذا تكون نجاعة الإصابة بالمرض مرتبطة في نفس الوقت

بنوع الطفرة التي يحملها الفيروس والنمط الجيني للمستقبلات (الأقفال) عند كل شخص. ويمثل هذا تفسيرا علميا للتفاوت بين الأفراد والدول في عدد الإصابات الإكلينيكية ومدى خطورتها.وأكد بناء على هذه المعلومات الفريدة الأهمية البالغة للمتابعة المتواصلة للفيروس المتنقل بين الناس في كل نقطة عدوى لحصرها وتحديد الطفرات الجينية التي تطرأ على الفيروس وكذلك تشخيص التركيبة الجينية الأكثر تواجداً عند سكان البلد ودراسة العلاقة بينها وبين نمط أو أنماط الفيروس المستفحل. واستناداً لهذه المعطيات العلمية يمكن القيام بتعديلات

دورية في الإجراءات الوقاية التي تضعها السلطات المختصة بطريقة مناسبة للحالة الوبائية.وعرض نتائج دراسة قام به مع نفس فريق العمل بجامعة الخليج العربي إضافة إلى أ.د. عبد الحليم ضيف الله حول ستة سلالات لفيروس كرونا 2 تم عزلها بمختبرات وزارة الصحة البحرينية وطرحها في بنك المعلومات GISAID وأشار إلى أن الدراسة التي تمت باستعمال علوم الحوسبة البيولوجية أوضحت أن هذه السلالات لا يمكن أن يكون لها تأثير سلبى على الوضع الوبائي في البحرين الشيء الذى تأكده المعطيات المتوفرة حول انسبة العدوى التي أصبحت

اليوم والحمد لله ضئيلة جدا بمملكة البحرين.وأختتم الدكتور الدهماني قوله بأن العمل متواصل وأنه قام بتشكيل فريق بحث متكامل لتطوير ودراسة تفاعل جهاز المناعة مع الإصابة بفيروس كوفيد 2 كخطوة هامة نحو المتابعة العلمية للقاح واستباق أي تطور ممكن للجائحة.

قد يهمك ايضاً

رسالة دكتوراه تناقش تعرّض مروج الحشائش البحرية لعمليات الحفر والردم

جامعة الخليج العربي عضوًا في تحكيم مسابقة الشيخة فادية الصباح العلمية