الثقافة والتربية يوقعان مذكرة لتبادل المعرفة ودعم الهوية الوطنية واللغة العربية

وقع معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم مذكرة تفاهم لتطوير التعاون بين الوزارتين في مجال الثقافة وتبادل المعرفة والهوية الوطنية واللغة العربية والابتكار بهدف تأكيد استمرار التعاون المثمر بينهما فيما يحقق النفع والفائدة للمجتمع وتحقيق الأهداف الإستراتيجية للحكومة الاتحادية بدولة الإمارات.

حضر توقيع المذكرة بديوان عام وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في أبوظبي سعادة عفراء الصابري وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة وعدد من القيادات الثقافية والتعليمية.

و أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة حرص الوزارة على التواصل المستمر مع وزارة التربية والتعليم لخدمة الساحة الثقافية والتعليمية بالدولة بما يخدم المجتمع الإماراتي .. مشيرا الى أن العلاقة بين الثقافة والتعليم علاقة تكاملية لبناء نهضة المجتمع واعتبر أن تقدم الشعوب يبدأ بالتعليم والثقافة وأن الأمة تنهض بهما.

وأضاف معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان ان مواصلة التعاون بين وزارة الثقافة وتنمية المعرفة و وزارة التربية والتعليم أصبح حتميا في إطار الرؤية الثاقبة لحكومتنا الرشيدة.. حيث أصدر مجلس الوزراء تكليفا لبعض الوزارات بمجموعة من الإختصاصات بما يحقق الأهداف الاستراتيجية للحكومة الاتحادية واطلاق السياسة الوطنية للقراءة محددا دور كلتا الوزارتين والتكامل بينهما في تنفيذ تلك الاستراتيجية.

وقال معاليه إن الإمارات تعيش نهضة وازدهارا بجميع المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والاجتماعية في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله رافعا لسموه وجميع قيادات الدولة والأمة الاسلامية التنهئة بمناسبة شهر رمضان الفضيل.

وتقدم معاليه لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله بأسمى آيات الشكر والثناء وأصدق معاني الحب والولاء اعترافا بقيادتهما الحكيمة لهذا الوطن وعرفانا بتوجيهاتهما الصائبة التي جعلت من الإمارات بشبابها دولة ذات دور رئيسي في العالم كله.

كما تقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اعتزازا برؤيته الحكيمة لحاضر ومستقبل الوطن وعمله الدؤوب في مختلف المجالات والاهتمام الخاص بالتعليم والثقافة في الدولة ولأصحاب السمو حكام الإمارات على جهدهم المتواصل وتفانيهم في خدمة هذا الوطن العزيز والاهتمام بقطاعي التعليم والثقافة.

وقال معاليه إن لكل مجتمع مخزونا ثقافيا يحدد هويته ويمثل جسر التواصل بينه وبين الشعوب الاخرى لذا من الضروري التعاون لتخريج جيل متعلم ومثقف والعمل على اكتشاف المواهب وتبنيها في المجالات الثقافية والعلمية المتعددة.. وذلك يتطلب تحقيق تضافر الجهود بين جميع الجهات المعنية في الدولة مبرزا الدور الرئيسي للتعليم والثقافة في التأثير على سلوكيات جيل المستقبل بمرحلة مبكرة من العمر وذلك من خلال استخدام المنهج الدراسي والأنشطة الثقافية في التوجيه الصحيح وتطوير الفكر ونشر التوعية بين الاجيال القادمة لمواصلة النهضة في الدولة.

وأضاف معاليه إن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم بين الطرفين تفتح الباب لتنفيذ أنشطة ومشروعات مشتركة ومؤتمرات وندوات ودورات تدريبية متخصصة بين الجانبين تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ ثقافة الابتكار وتعزيز اللغة العربية وتحقيق التنمية الثقافية والتعليمية بشكل عام في الدولة بمختلف الوسائل والأساليب الممكنة.

من جانبه أكد معالي حسين بن ابراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم أن أهداف وغايات وزارة التربية ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة تتقاطع وتتشابك في دورها الحيوي والتنويري المنبثق عن ضرورة نقل وتوفير مصادر العلم والمعرفة وتزويد الطلبة خاصة والمجتمع عامة بمصادر العلوم والثقافة والمعارف التي ترتقي بهم وتسهم في تماسك نسيج المجتمع وترابطه.. وصولا إلى بناء مجتمع المعرفة.

وأكد أن مجالات التعاون بين الجانبين ووفقا للمذكرة تتنوع في ما يتصل بالهوية الوطنية واللغة العربية والابتكار وبما يحقق رؤى وتطلعات القيادة الرشيدة وتوجهات الدولة المستقبلية وفقا للأجندة الوطنية عبر اطلاق مبادرات نوعية من ضمنها تأهيل 100 اختصاصي للمكتبات ورفد المكتبات المدرسية بالكتب والبحوث المعرفية والدراسات التي تثريها وتجعلها مصدرا مهما للطالب معرفيا وعلميا كخطوة أولى تتبعهما خطوات آخرى.

وذكر معاليه أن وزارة التربية تسعى إلى بناء جسور التعاون مع مؤسسات المجتمع المختلفة في الدولة ومن ضمنها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة وأن هذه المذكرة تعد امتدادا لمجالات التعاون الوثيق مع وزارة الثقافة والمعرفة بما يدعم من الجهود الموحدة والمشتركة ويحقق أعلى معايير الأداء والممارسات التربوية والمفاهيم الوطنية التي تلبي الطموحات وتحاكي توجهات القيادة الرشيدة.

و أشار معالي حسين الحمادي إلى مجالات التعاون وأكد أنها تعد من الأهمية بمكان كونها تمس قضايا ومواضيع مرتبطة بالطالب والمجتمع.. موضحا أن تعزيز الهوية الوطنية في نفوس الطلبة مسألة بالغة الضرورة وفي هذا الصدد سيتم التنسيق بين الطرفين في عدة نواح منها التعاون في اعداد المناهج التي تتناول هذا الجانب عبر التعريف بالمدلولات الحضارية والإرث الثقافي في الدولة بجانب تنفيذ الأنشطة والبرامج والمسابقات واطلاق المبادرات التي تتصل في هذا السياق.

و أوضح أن اللغة العربية من الأمور التي تتصدر أيضا اهتمامات الدولة باعتبارها الوعاء الجامع لتاريخ وثقافة وتراث الأمة وهي تشكل أيضا منبعا غزيرا يمد الأجيال المتعاقبة بالعلوم والمعارف ويرتبط ارتباطا شديدا بتكوين الهوية الوطنية وتحقيق المواطنة الصالحة منوها إلى أن مجالات التعاون في هذا المجال سيتضمن كل ما من شأنه نشر اللغة العربية وتشجيع الطلبة على النهل من قاموس مفرداتها بحثا عن سبل وضعها في إطارها الصحيح واعادة الاعتبار لها ونظرا لكونها لغة تعد عالمية قادرة على نقل وتبادل العلوم ونشر مفاهيم التسامح والتبادل الثقافي ومصدر اشعاع حضاريا.

وأكد معاليه أن الابتكار من الأمور الأخرى التي تندرج ضمن بنود مذكرة التعاون إذ يعد من القضايا المهمة التي وضعتها الدولة في أجندتها ومستهدفاتها وهو بدوره ما سيسهم في اكساب الطلبة المهارات المعرفية وتعزيز قدراتهم الابداعية.. مشيرا إلى أن مجالات التعاون في هذا الاطار ستشمل أمورا عديدة تعزيزا لثقافة الابتكار لديهم سواء من خلال البرامج التدريبية المشتركة أوالكشف عن الموهوبين أو تنفيذ المعارض والورش والمنتديات المرتبطة في هذا المجال وبناء مناهج دراسية مميزة تعنى بالابتكار وغيرها الكثير من مجالات التعاون الأخرى.

**********----------********** و ارتكزت مذكرة التفاهم على ثلاثة محاور رئيسية الأول هو مجال الهوية الوطنية وتم الاتفاق على أن يتم التعاون بين الجانبين في إعداد المناهج الدراسية والبرامج المتعلقة بالهوية الوطنية بهدف تعريف الجيل الجديد بالإرث الحضاري والثقافي لوطنهم وقادته.. بما يعمق الإحساس بالهوية الوطنية ويعزز الولاء للوطن ولمجتمعهم وتاريخه وتراثه وثقافته.

كما تم الاتفاق على تنفيذ أنشطة ومشروعات مشتركة ومؤتمرات وندوات ودورات تدريبية متخصصة تحقق التنمية الثقافية والمجتمعية في دولة الإمارات العربية المتحدة بمختلف الوسائل والأساليب الممكنة ومنها ملتقيات الشباب و ملتقيات تعزيز الهوية الوطنية و جائزة المدرسة المتميزة وفعاليات اليوم الوطني بجانب التعاون في إطلاق المسابقات الداعمة لمهارات الطلاب والشباب و نشر ثقافة التطور والحث على الالتحاق بالبرامج التطوعية من خلال الأنشطة والورش التدريبية و تنظيم الملتقيات الطلابية خارج الدولة بالتعاون مع الملحقيات والمكاتب الثقافية بالخارج.

أما المحور الثاني من المذكرة فهو مجال اللغة العربية من خلال التعاون المشترك في دعم ونشر اللغة العربية عبر تنظيم المسابقات على مستوى مؤسسات التعليم العام والعالي والمشاركة في واحات المعرفة وأندية الإمارات للقراءة وبرامج الرحلات المدرسية و إعداد مناهج اللغة العربية وطرق تدريسها وقياس الكفاءة اللغوية سواء للناطقين بالعربية أو بغيرها .

و اتفق الجانبان على التعاون في المبادرات والمشروعات المتعلقة بإنتاج المحتوى المعرفي بمختلف وسائطه التقليدية والرقمية وتعزيز مهارات الطلاب من خلال إنشاء دعم المكتبات ومراكز المعلومات المختلفة في المدرا س والجامعات .. فيما ركز المحور الثالث من المذكرة على التعاون في مجال الابتكارو نشر وتعزيز ثقافة الابتكار والإبداع من خلال مختبرات وواحات الابتكار وعقد البرامج التدريبية وربطها مع تطبيقات عملية للمناهج الدراسية والتعاون المشترك في إعداد مشاريع البحث العلمي بهدف البحث في قضايا الثقافة وتنمية المعرفة و إعداد برامج الكشف عن الموهوبين والمبدعين ورعايتهم من خلال تبادل وتوفير قواعد البيانات والمعلومات .

ونصت المذكرة أيضا على تأسيس و إنشاء المكتبات في المدارس والجامعات وتزويدها بأحدث الإصدارات والكتب والمحتويات التفاعلية الصادرة من الوزارة وتنظيم الفعاليات والمعارض والندوات والمؤتمرات وورش العمل والمعارض المشتركة والتعاون في عقد برامج تنمية المهارات المعرفية لدى الطلاب وبناء قدراتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

وتتضمن المذكرة كذلك الاتفاق على وضع رابط للموقع الإلكتروني لكل منهما على موقعه وكذلك وضع شعارهما على جميع المطبوعات المشتركة ومواد الدعاية والإعلان وكافة النشاطات والتصريحات التي تتعلق بموضوع المذكرة التي تسري لمدة خمس سنوات على أن يتم تشكيل لجنة عمل مشتركة تجتمع دوريا لإعداد وتنفيذ البرامج والفعاليات المشتركة وللتنسيق بينهما ومتابعة وتقييم تلك البرامج وتقديم الدعم المتبادل لتنفيذ بنود هذه المذكرة والتواصل مع الجهات المختلفة بشأنها وتقييم النتائج بناء على الأهداف المشتركة ورفع التوصيات والمقترحات اللازمة التي من شأنها تحقيق الأهداف العامة لموضوع المذكرة لممثلي الطرفين.