أكدت الإعلامية المصرية هناء عصام، في حديث خاص لـ"مصر اليوم"، رفضها "لهيمنة جماعة (الإخوان المسلمين) على الإعلام الحكومي، وأنها لن تتراجع عن مواقفها المناصرة لحرية الفكر والإبداع".وقالت الإعلامية في  الفضائية المصرية، الوضع في وسائل الإعلام الحكومية لم يتغير كثيرًا عن ذي قبل، فكانت ولا تزال صوت الحكومة ومؤسسة الرئاسة وبوق الحاكم وحزبه، والاختلاف الوحيد هو أنه بعد ثورة 25 يناير أصبحت مقاومتنا لهذا الاستبداد أكثر من السابق، ففي عهد الرئيس السابق مبارك لم يجرؤ أحد على الاعتراض، ولكن الآن وبفضل الثورة أصبحنا نقاوم على قدر المستطاع، رغم ما يمارس ضدنا من التحويل للتحقيق أو الإيقاف عن العمل، إلا أن تلك الضغوط تزيدنا إصرارًا على تغيير هذه المنظومة الفاشلة، ويزيدنا إيمانًا بأننا لن نترك التلفزيون الذي هو ملك للشعب، يُستخدم مرة أخرى لأغراض سياسية من أجل تلميع وجه الحاكم والحكومة". وأضافت هناء عاصم التي تقود تظاهرات العاملين في ماسبيرو ضد محاولات "أخونة الدولة"، أنها لن تتراجع عن مواقفها المناصرة لحرية الفكر والإبداع، موضحة أن "توجهات الإعلام تعتمد على إستراتيجية وأهداف مالك هذه الوسيلة، سواء كانت ملكية خاصة أو عامة، وبالتالي فهو ينقل المعلومة أو الخبر بالطريقة التي يريدها صاحب الوسيلة أو الممول أو المتحكم فيها، وهذا موجود في العالم كله، فالإعلام الأميركي مثلاً الممول من اليهود ينقل الخبر ويوصل الرسالة التي يريدها تحت غطاء الحرية والديمقراطية، هكذا الحال في كل الدول وكل الوسائل، وبالتالي فهو الحال نفسه في الإعلام العربي، الرسائل فيه تكون موجهة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لنقل بل ولفرض وجه نظر القناة أو الجريدة، ولذلك كنت ولاأزال أرى أن مصطلح (حيادية الإعلام) هو أكذوبة، أما العنصر الثاني المهم للحكم هو أن الإعلام في الأصل يعتمد على إبهار المشاهد ولفت نظره، سواء كان مرئيًا أو مقروءً أو سمعيًا، وبالتالي فكل قناة أو وسيلة بالطبع تعتمد على إمكاناتها وتمويلها، وبالنسبة للإعلام الخاص المصري والذي يتميز بالإمكانات العالية والتمويل الباهظ، فهو الوحيد القادر على منافس باقي القنوات العربية، ولكنه مثله مثل الكل، له أجندته وأهدافه وإستراتيجيته الخاصة، والتي في كثير من الأحيان تكون عليها علامات استفهام". وحول بداياتها مع الإعلام، قالت هناء "أنا خريجة كلية إعلام جامعة القاهرة، وبالتالي فهو مجال دراستي، لكني لم أكن اخطط أن أكون مذيعة إطلاقًا، ولكن كل ما تمنيته أن أعمل في مجال يكون فيه نوعًا من الإبداع والحرية، وبخاصة بعد حصولي على دبلومة من معهد الموسيقى العربية في عزف البيانو، مما زود عشقي لأي عمل إبداعي، وقبل التحاقي بالعمل الإعلامي، وأنا اعشق تلقائية المذيعة الأميركية أوبرا وينفرى، ورسالتها الإعلامية في مساعدة الناس". وعن البرامج التي قامت بتقديمها أوضحت عاصم "قدمت برامج متنوعة على مدار عملي كمذيعة، بدايةً من برامج الأطفال مرورًا بالبرامج الفنية وأخيرًا السياسية". وحول رؤيتها للقناة الفضائية المصرية، أشارت هناء إلى أن "إستراتيجية القناة كانت تقوم أساسًا على أنها القناة الوحيدة في التلفزيون المصري التي توجه خطابها للمغتربين، وبالتالي فكانت تعتمد في رسالتها على التواصل معهم، وتقديم كل ما ينفعهم، ولكن وبعد انتشار الفضائيات بشكل كبير اختلف الأمر كثيرًا، وأصبحت الفضائية المصرية غير مميزة وسط القنوات، تاهت معالمها، واختلفت إستراتيجيتها الأساسية، وباتت متخبطة ثم انهارت، وكان عامل تغيير رؤسائها كل فترة قصيرة كلا منهم له إستراتيجيته الخاصة وأهدافه اثر كبير على فقدان القناة لهويتها". وحول مفهوم الحرية في مجال الإعلام رأت هناء أن "حريته لابد أن تكون مسؤولة، فلا يتعدى على حقوق الآخرين، الحرية التي توصل بها رسالتك بكل شفافية ومصداقية من دون اللجوء إلى المفهوم الميكافيللى (الغاية تبرر الوسيلة)، فكما أنت حر ما لم  تضر، هكذا لابد أن يكون الإعلام المسؤول". وعن أخونة الإعلام، أشارت إلى أنها "جزء لا يتجزأ من أخونة الدولة ككل، وهو ليس وهم كما يراه البعض بل هو عين العقل، لأنه ببساطة كيف تتخيل حاكم يريد أن يبسط سيطرته وأفكاره ورؤياه على الشعب من دون اللجوء إلى الإعلام؟، وبخاصة أن القنوات الإخوانية قليلة، ولا تزال في بداية الطريق وغير مهنية أو مبهرة على الإطلاق رغم التمويل الضخم الظاهر فيها". وعن مقومات المذيع الناجح، أكدت الإعلامية أن "المذيع الناجح يتميز بتلقائيته وعدم تكلفه أمام المشاهد، أما عن المذيعة فعدم التكلف ليس فقط في أسلوبها ولكن أيضًا في مظهرها، أما المكياج الزائد والإكسسوارات المبالغ فيها تجعل منها مسخًا، فأبرز عيوب مذيعات التلفزيون هو التكلف الشديد فى المظهر والملبس وعدم بذل مجهود لدراسة الحلقة قبل تصويرها، أما عن أبرز المزايا فهو ولاء الكثير منهن لماسبيرو، وإحساسهم بأنهم أبناءه حتى وإن تركوه ليعملوا بقنوات أخرى، يأتي بعد ذلك الثقافة بأن يذاكر ما سيقدمه للمشاهد قبل أن يظهر على الشاشة، وأن يكون مديرًا جيدًا للحوار، وهناك عناصر أخرى لا يمكن الاستغناء عنها مثل: سرعة البديهة، والقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة المفاجأة أمام الشاشة". وتذكر هناء بعض مواقف صعبة ومحرجة تعرضت لها على الهوا فقالت "تعرضت في أحد البرامج لشرقة مميتة على الهواء، أفقدتني القدرة على الكلام لفترة، حتى أن المخرج كان يريد الخروج إلى فاصل ولم أستطع الرد عليه بالإيجاب، ومرة أخرى كان معي ضيف وفي وسط الحوار رأيته يشير لي بإشارات غير مفهومة وفي النهاية فهمت أنه يريد أن يدخل الحمام، فأخذت فاصل، ومرة استضفت شخص عرف نفسه على أنه أحد الوزراء في حكومة السويد، وأثناء الحلقة جاءتني اتصالات على الهواء من مغتربين مصريين في السويد بأن هذا الشخص كاذب". وتختتم هناء حديثها بأمنية "إعداد رسالة ماجستير تثبت فيها وجهه نظرها عن معنى الحيادية في الإعلام تحت عنوان (الحياد الإعلامي أكذوبة).