غادر رئيس الجمهورية التونسية الدكتور المنصف المرزوقي، ظهر الأحد، تونس العاصمة متوجها إلى المملكة المتحدة في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، حيث من المتوقع أن يُتوج صحبة زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي بجائزة "شاثام هاوس". تأتي هذه الزيارة، إثر قرار المعهد الملكي للشؤون الدولية بمنح جائزة شاثام هاوس لهذا العام لكل من الرئيس محمد المنصف المرزوقي، ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي. وكان رئيس المعهد روبن نايبلت، أعلن عقب التصريح بالنتائج النهائية، أنه تم اختيار المنصف المرزوقي وراشد الغنوشي لهذه الجائزة، تقديرا لدورهما الإيجابي في قيادة مرحلة الانتقال الديمقراطي في تونس، التي تزعمت المد الديمقراطي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتفوق الغنوشي والمرزوقي على عدد من المرشحين البارزين لنيل جائزة هذا العام، على غرار رئيس أساقفة جنوب السودان المطران دينك، ووزير الخارجية النرويجي جوناس ستوري، ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد. يذكر أن هذه الجائزة قد آلت العام الماضي إلى داعية حقوق الإنسان البورمية المعارضة أونغ سان سوتشي، في حين حازها عام 2010، الرئيس التركي عبد الله غول، ومن المقرر أن تسلم الجائزة خلال حفل ضخم يقام في العاصمة البريطانية لندن، بإشراف ملكة بريطانيا، وحضور شخصيات بارزة على الصعيد الدولي. تجدر الإشارة إلى أن المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدولية، الذي يعرف باسم "شاثام هاوس" تأسس عام 1920، ويعتبر من أبرز المؤسسات الدولية المستقلة التي تعنى بتحليل القضايا الدولية وأبعادها، ويسند المعهد سنويا جائزة لأبرز الشخصيات المؤثرة من خلال إسهاماتها المعرفية والسياسية على الصعيد العالمي. وبدأ المعهد في منح جائزة سنوية لأكثر شخصية مساهمة في تطوير العلاقات الدولية إيجابيا طيلة العام منذ سنة 2005، لهدف المساهمة في تطوير العلاقات الدولية وبناء جسور التفاهم بين الحضارات، وكانت الشيخة موزة زوجة الأمير القطري ورئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أحرزت الجائزة نفسها في العام 2007، كأول شخصية عربية وأول امرأة في العالم تتحصل عليها. وأثار قرار فوز راشد الغنوشي بجائزة "شاثام هاوس" انتقادات كبيرة من بين عدد من الشيوخ ورموز الدين من داخل وخارج البلاد وعلى صفحات المواقع الاجتماعية، معتبرين أن الجائزة تعد مكافأة له عن تخليه على اعتماد الشريعة مصدرا أساسيا في الدستور التونسي، وهو ما وصفوه بـ"الانحراف عن الإسلام والتطبيع مع العلمانيين". وكان الغنوشي قد تعرض لانتقاد علني شديد اللهجة من عدد من شيوخ وعلماء جماعة الإخوان المسلمين، أثناء أحد المؤتمرات الإسلامية في تركيا، حيث اتهموه علنًا بالانحراف عن الإسلام. تجدر الإشارة إلى أن مركز دراسة الإسلام والديمقراطية في واشنطن، قرر بدوره إسناد جائزة مسلم ديمقراطي لسنة إلى زعيم حركة النهضة التونسية الحاكمة الشيخ راشد الغنوشي.