هيئة الثقافة

شهدت مملكة البحرين خلال العقود الخمسة الماضية نهضة ثقافية لفتت أنظار العالم وجعلت من البحرين اليوم مركزًا للإنتاج الثقافي على المستويين الإقليمي والعالمي، وذلك بفضل إيمان عدد من الشخصيات الملهمة بفعل الثقافة ودورها في بناء المجتمعات، في مقدّمتهم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي شهدت سنوات ترؤسه حكومة المملكة طفرة في العمل الثقافي الرسمي وأصبحت الثقافة في عهده رافدًا للتنمية المستدامة ووسيلة لتعزيز الهوية الوطنية وجسرًا لتعريف الشعوب بالمملكة ومكتسباتها الحضارية.

واليوم، يتميز الحراك الثقافي في البحرين بعدة أوجه، تتنوع ما بين تدشين المعالم والصروح الحضارية، وإنجاز مشاريع الحفاظ العمراني والتاريخي واستدامةٍ في تنظيم المواسم الثقافية. وتستذكر هيئة البحرين للثقافة والآثار رعاية سمو الأمير الراحل للحراك الثقافي وحضوره الدائم في مختلف مواسمه ودعمه المستمر له منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي.

وعلى مدار السنوات الماضية، نالت جهود وإنجازات سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة اعتراف وتقدير دول العالم والمنظمات الدولية، على رأسها الأمم المتحدة واليونسكو، التي شهد مقرّها في العاصمة الفرنسية باريس تنكيس علم الأمم المتحدة تعبيرًا عن مواساة مملكة البحرين في رحيل سمّوه.

وكان لسمو المغفور له بإذن الله الفضل في حمل اسم البحرين إلى العالمية عبر مبادرات في مختلف المجالات، فتم تأسيس المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مملكة البحرين كمركز من الفئة الثانية تحت رعاية اليونسكو إذ يسهم منذ عام 2012م في جهود وحفظ التراث الإنساني للمنطقة العربية، وكان سموّه حاضرًا وداعمًا لجهود التأسيس الذي أعلنه أثناء زيارته لليونسكو عام 2009م.

وفي لفتة أخرى تشير إلى تقدير المجتمع الدولي لرؤية سموّه والتزامه العميق برسالة وأهداف منظومة الأمم المتحدة، أقرت الأمم المتحدة مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة باعتماد الخامس من أبريل من كل عام يومًا عالميًا للضمير. كما كرّمت منظمة اليونسكو سمو الأمير الراحل بجائزة «ابن سينا» في عام 2009م لقاء اهتمام سموه بالتراث والثقافة.

وتمثل الحركة والفنية والتشكيلية في البحرين أحد الشواهد المبكّرة على دعم ورعاية صاحب السمو الملكي المغفور له بإذن الله تعالى الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للثقافة، إذ شهد معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية دعمه ورعايته المتواصلة منذ عام 1972م، هذا المعرض الذي يعد أهم حدث فني تشكيلي في البحرين ويشارك فيه نخبة من أفضل فناني المملكة من مواطنين ومقيمين وروّاد وشباب.

كما اهتم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله تعالى بالحركة الأدبية في مملكة البحرين، فكان راعيًا مستمرًا لمعرض البحرين الدولي للكتاب، الذي أصبح خلال السنوات الماضية وجهة للقرّاء في المملكة وعنوانًا للعديد من دور النشر المحلية والعربية والعالمية.

قد يهمك أيضًا

هيئة البحرين للثقافة تشارك في معرض الشارقة الدوليّ للكتاب

هيئة الثقافة البحرينية تحذّر من ضياع قيمة المحافظة على النسق والطابع الأثري