لندن ـ ماريا طبراني
كشفت دراسة علمية حديثة أن خصلة شعر واحدة من رأس الإنسان يمكن أن تكشف عن مخاطر التعرض لأمراض القلب، مشيرة إلى أن خصلات الشعر تحتوي على معلومات غاية في الأهمية حول معدلات
الإجهاد والضغوط والتي بدورها يمكن أن تكشف عما إذا كان الفرد بات عرضة للإصابة بمرض في القلب.
وعلى عكس ما تقوم به تحليل عينات الدم التي تكشف عن معدلات هرمون الإجهاد والضغوط في لحظة معينة من حياة المرء، فإن فحص وتحليل فروة الرأس يمكن أن يستخدم في التعرف على توجهات معدلات هرمون الإجهاد والضغوط وهو الكورتيزول ، على مدار أشهر.
ومن شأن هذه الدراسة أن تسمح للباحثين بالتعرف على نحو أفضل بمدى التغيير الذي يطرأ على معدلات الكورتيزول، وقد نشرت نتائج هذه الدراسة العلمية في دورية أمراض الغدد العلمية، لافتة إلى أن الأفراد في سن الكهولة الذين ترتفع لديهم معدلات هرمون الكورتيزون على المدى البعيد هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.
وتقول لاورا مانينشيجن بمركز إراسموس في روترادام في هولندا، إن نتائج الدراسة تشير إلى ارتفاع معدلات الكورتيزون مثلها مثل ارتفاع ضغط الدم ودهون البطن ، يعد بمثابة مؤشر على أن الفرد بات معرضًا لخطر أمراض القلب الوعائية، مشيرة إلى أن خصلة من الشعر يمكن أن تحتوي على معلومات عن معدلات الكورتيزول وكيفية تغيرها من آن لآخر، كما أن تحاليل الشعر تعد بمثابة وسيلة أفضل لتقييم مدى الخطورة في هذا الشأن.
وقام فريق الباحثين بقياس معدلات الكورتيزول في مجموعة تتكون من 283 فردًا تتراوح أعمارهم من 65 إلى 85عامًا، واستخدم الباحثون عينات من الشعر بطول 3 سم من فروة الرأس، واستطاعوا من خلالها قياس تطورات معدلات الكورتيزون على مدى ثلاثة أشهر، وتبين لهم وجود علاقة بين ارتفاع معدلات الكورتيزون المزمن عندهم وبين سجل تاريخهم المرضي مثل أمراض القلب أوالسكتة الدماغية أو أمراض الشرايين أو السكر.
وتقول المشرفة على الدراسة، الدكتورة إليزابيث فان روسوم، إن نتائج الدراسة تتطلب القيام بمزيد من الدراسات لمعرفة دور قياس معدلات الكوليسترول على المدى البعيد كموشر ينبئ عن أمراض القلب وكيف يمكن استخدامه في التوصل إلى علاج جديد أو الحيلولة دون الإصابة بها.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يكتشف فيها العلماء أن تحليل عينات الشعر يمكن أن تكشف عن معلومات حول صحة الإنسان، ويعتقد أن تحليل الشعر يمكن أن يستخدم في تشخيص الحساسية ضد الطعام ونقص المعادن، كما يمكن استخدام خصلات الشعر كوسيلة لاختبار تعاطي الفرد للمخدرات، حيث إن جزيئات المخدر المحمولة في مجرى الدم تترسخ في تجاويف بصيلات الشعر ويمكن أن تظل موجودة لمدة 90 يومًا.