زيارة الوفد الأميركي الإسرائيلي إلى المنامة

في إطار الرؤية الحكيمة والثاقبة للملك حمد بن عيسى آل خليفة العاهل البحريني، في إحلال السلام العادل والشامل وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط، حققت زيارة الوفد الأميركي الإسرائيلي إلى المنامة نتائج مثمرة بالتوقيع على بيان تاريخي بإقامة علاقات دبلوماسية بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل، وانطلاق عهد جديد من التعاون والشراكة بين البلدين في العديد من المجالات الحيوية.

وفي عاصمة التسامح والسلام، استضافت المنامة أمس الأحد مجموعات عمل مشتركة وموسعة لمسؤولي مملكة البحرين مع وفود من الولايات المتحدة الأميركية برئاسة ستيفن منوتشين وزير الخزانة، ودولة إسرائيل برئاسة مائير بن شبات مستشار الأمن القومي، أثمرت عن توقيع مذكرات تفاهم لتوطيد أسس العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، والتعاون المشترك في مجالات التجارة والاقتصاد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبريد والخدمات الجوية والزراعة والرعاية الصحية والسياحة، والتعاون بين وزارتي الخارجية والمالية وغرف التجارة والصناعة في كلا البلدين، فضلاً عن الاتفاق بشأن تسهيل تنقل الأفراد والإعفاء من متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمية.

وتمثل هذه الاتفاقات التاريخية دلالة حضارية على النهج الدبلوماسي الحكيم لجلالة الملك المفدى بشأن تعزيز عرى المحبة والصداقة والتفاهم بين الأمم والشعوب والحضارات، وترسيخ دعائم الحوار والسلام العادل والشامل بين شعوب المنطقة، كخيار استراتيجي، وفق ما أكده البيان الرسمي المشترك عقب الاتصال الهاتفي لجلالته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتاريخ 11 سبتمبر الماضي، وأعقبه توقيع إعلان تأييد السلام بين البحرين وإسرائيل بواشنطن في 15 سبتمبر لإقرار مبادئ اتفاق إبراهيم وفتح فصل جديد من السلام.

وأكد البيان المشترك الصادر في ختام هذه الاجتماعات "أن هذا الفصل هو استمرار للجهود الإقليمية والدولية البارزة لتعزيز السلام في الشرق الأوسط وشهادة على الرؤية الجريئة والقيادة التي أظهرتها الدول الثلاث من جهود دبلوماسية صادقة من أجل استدامة السلام والازدهار .. من أجل حياة أفضل للبحرين وإسرائيل والمنطقة وشعوبها"، وسط إشادة أميركية إسرائيلية باستضافة المنامة للورشة التاريخية "الازدهار من أجل السلام" في يونيو 2019، وإجماع على مواصلة الجهود من أجل حل عادل وشامل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

هذه القيم والمبادئ المتوافق عليها بين الدول الثلاث الصديقة والشريكة في حفظ السلام والاستقرار، تأتي متوافقة مع تأكيدات جلالة الملك المفدى في كلمته السامية أمام أعمال الدورة الخامسة والسبعين لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بتاريخ 24 سبتمبر 2020، من أن الإعلان عن إقامة العلاقات مع إسرائيل جاء "انطلاقًا من حرصنا على أمن واستقرار المنطقة، وتجسيدًا لنهجنا الراسخ في الانفتاح والتعايش مع الجميع.. في رسالة حضارية تؤكد بأن يدنا ممدودة للسلام العادل والشامل باعتباره الضمانة الأفضل لمستقبل شعوب المنطقة جميعًا"، مجددًا جلالته الدعوة إلى "تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين، الذي نعتبره مدخلاً أساسيًا لتحقيق السلام العادل والشامل والمؤدي إلى قيام الدول الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، من أجل تشكيل مرحلة عمل جديدة نمد فيها جسور الخير وعلاقات حسن الجوار لبناء وتنمية المصالح المشتركة لدول المنطقة".

وقد أعرب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء لدى استقباله الوفد الأميركي الإسرائيلي المشترك عن تقديره لهذا النهج الملكي السامي، مؤكدًا: "أن مملكة البحرين بلد التســامح والتعايش والانفتاح على الأديان والثقافات تنظر إلى عملية السلام كخطوة هامة تؤسس لعلاقات أوسع لصالح دول وشعوب المنطقة"، وهو ما أكده مستشار الأمن القومي الإسرائيلي بأن نجاح هذه الزيارة سينعكس بالإيجاب على مستقبل العلاقات بين البلدين، من حيث استمرار التنسيق المشترك بينهما والمساهمة في تعزيز عملية السلام في المنطقة بما يخدم تطلعات دولها وشعوبها نحو التقدم والازدهار، منوهاً برؤية مملكة البحرين للسلام.

إن مملكة البحرين بقيادة صاحب الجلالة الملك المفدى وإذ تشهد هذا الحدث التاريخي بانطلاق عهد جديد من العلاقات الدبلوماسية والتعاون مع دولة إسرائيل في مختلف المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية والسياحية والتقنية، وبرعاية أميركية، إنما تؤكد عزمها على مواصلة جهودها في تحقيق السلام والازدهار في المنطقة، والتسوية العادلة والشاملة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في ضوء اعتزازها بتاريخها الحضاري العريق، وتمسكها بقيمها الداعية إلى الود والتعايش السلمي بين الثقافات والحضارات والأديان، وإدراكها المطلق للترابط بين حفظ السلام والاستقرار والعيش المشترك لشعوب المنطقة، وجنيها ثمار الرخاء والازدهار والتنمية المستدامة.

قد يهمك ايضاً

خطاب ملكي سامي في افتتاح دور الانعقاد الجديد للبرلمان البحريني

حمد يهنئ رئيس جمهورية جزر فيجي بذكرى الاستقلال