دمشق ـ سانا
"قرارات المجمع في الألفاظ والأساليب" عنوان لكتاب صادر عن مجمع اللغة العربية ينطوي على دراسة خلافية للألفاظ والأساليب واتخاذ قرارات بشأنها بعد عرضها على المجمع بصفته المرجعية العليا للغة العربية حيث اعتمدت لجنة اللغة العربية في المجمع مجموعة من القرارات والمبادئ تقوم على السماع والقياس والاحتجاج. فأما السماع فيعني أن ما سمع من اللغة الاحتجاجية لا يرد وكان تعويل اللجنة فيها على مفردات القرآن الكريم والحديث الشريف والمعاجم التراثية ولاسيما الصحاح ولسان العرب وتاج العروس. وبالنسبة للقياس فقد كان يتم اللجوء إليه عند تحقيق كلمة أو عبارة لم ترد في المسموع وكان يقوم على ثلاث ركائز هي القياس على الأبنية ولاسيما في مزيدات الفعل الثلاثي والقياس على التراكيب في تجويز تعدية بعض الأفعال بحرف جر غير ما ورد به السماع في نحو قوله أجاب عليه بمعنى أجاب عنه والقياس على تقييد حرف الجر بما وجدت له سندا مقبولا إن لم يكن قاطعا فلا يجوز أن يقال نبت على فلان بدل نبت عن فلان. والاحتجاج هو ما أثبتته المعاجم التراثية وكان معولا فيه على لغة عصر الاحتجاج كما هو مجمع عليه كما عمدت اللجنة إلى الاستئناس بلغة ما بعد عصر الاحتجاج فقبلت كل ما لا يخالف الأصول وإن لم تذكره المعاجم وهذه ظلت مسألة خلافية بين بعض أعضاء المجمع اذ أوضحت اللجنة أنها لم تحتج بلغة المغمورين والأغفال من الكتاب والأدباء بل من هم ملء السمع والبصر كالجاحظ والتوحيدي والمتنبي والمعري وابن عساكر. وبينت اللجنة في الكتاب أنها استأنست بأعمال المجامع اللغوية العربية الأخرى الشقيقة في الألفاظ والأساليب دون التزام مسبق بها ومع أن القرارات المجمعية الاستئناس وقبول السماع من بلغاء المحدثين شعراء وأدباء وخطباء لكن اللجنة لم تعمد إلى ذلك لأنها لم تدفعها الضرورة في سورية.