وذهب سوار الذهب
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

وذهب.. سوار الذهب!!

وذهب.. سوار الذهب!!

 صوت الإمارات -

وذهب سوار الذهب

بقلم : مصطفى زلوم

وما كان من الجيش بقيادة وزير الدفاع إلا الانصياع لرغبات الأمة، فانحاز القائد العام لمطالب إخوانه، وأعلن خلع الرئيس، وتسلمه السلطة بشكل مؤقت، مستعينا بمن حوله من رؤساء الأحزاب والقيادات الشعبية، لكنه وعد.. بشغل المنصب لحين تسليمه لمن يختاره الشعب، فهل صدق الرجل وعده؟

 من المكاسب العظمى التي يمكن للإنسان أن يقتنصها من هذه الدنيا.. هي السيرة العطرة، والتي تلازمه في الحياة، وتكون فنار إرشاد للضريح بعد الوفاة، لعل أحدا ممن سمعوا أساطيرا عن الرجال المحترمين يهزه الشوق لأن يقف بنفسه على شواهد قبورهم محدثا ذاته: "إن كانت سيرة الرجل صدقا وحقا.. أفلا نستنسخ مثله عسى أن ينفعنا أو نتخذه رمزا"!!

أما السيرة القذرة.. فتلازم صاحبها ايضا، بعدما تزكم أنوف العالمين، وتكون غطاء بالوعة تشي. بأن ما تحتها القذارة كلها، مجتمعة في جثة عفنة تنام، في غير سلام!

وكعادة كل الرؤساء العرب، خرج للتنزه والعلاج على نفقة الغلابة إلى الولايات المتحدة الأميركية عام ١٩٨٥م تاركا وراءه شعبا لا يجد الكفاف، ثم مشاكل لا حصر لها، كان هو الطرف الأصيل فيها، سافر "جعفر النميري" الرئيس الأسبق لدولة السودان الحبيبة إلى أميركا طلبا للعلاج! وإن كانت أمراض الرؤوس هي بحكم ما يلاقيه المواطن "زق زاملة" لا خطر منها، بيد أنها تكون طامة عامة على عموم الدولة، بعدما يجفف بسببها منابع القطر، ويأتي بها على الأخضر واليابس!

سافر النميري وترك المرجل على النار، مشاكل الجنوب التي بدأت ولم تنتهِ، وفساد إداري لا آخر له، وكساد في كل شيء سوى البشر! فهم الوحيدون الذين راجت سلعتهم، وأصبحوا فحما يباع في أوروبا لتدور العجلة! ولتهرس العجلة كل ما يقف بطريقها. إنه التاريخ المر، تاريخ جمهورية الذهب الفقيرة، والمسك الأسود الحامض، والذي أفسدته دواوين الحكم ودواليب اللصوص. ليسافر النميري بالطائرة إلى أميركا، بينما أمريكا كانت تعلم جيدا أنه لن يعود للسودان مجداا.

ففي السادس من إبريل عاام ١٩٨٥م قرر السودانيون عدم رجوع "النميري" للسودان مرة أخرى، وليسكن إلى بلدة بها مستشفيات لعلاجه، فالسودان بلا مستشفيات، وليسكن بلادا بها مراكز ومختبرات، فالسودان بلا مراكز ولا مختبرات، وليسكن بلادا بها حدائق ومتنزهات، فليس بالسودان حدائق ولا متنزهات، ولو بها ذلك.. فليس بها أرواح تتوق للتنزه، بعدما فرض البطن حاجته، عندها تتقزم كافة الاحتياجات التكميلية! فعوي المعدة صامت، لكنه يصم الآذان وينهي متع الدنيا.

اندلعت الثورة تغطي كافة ربوع الأرض، وتجمهر الناس الطيبون، وأعلم النميري وهو بالطائرة، أنَّ الجمل لن يستطيع دخول السودان من ثم الخياط! فكانت وجهته لأرض المحبوب، وإن كان المحبوب الوحيد لدى نميري، والصديق الصدوق له هو أنور السادات، فإن مصر هي بلد المحبوب، رحم الله السادات، لكن في خليفته "مبارك" السداد! قطعا حدث الرئيس المخلوع جعفر النميري ذاته بتلك الكلمات، وهو يحط برحاله على أرض مطار القاهرة، قادما من أمريكا، بعد تأكده من قرار اقتلاعه! ليكون صدر مخلوع قادم بعد ثمانٍ وعشرين سنة، مرتعا لمخلوع طازج! قادمٌ من الولايات المتحدة الأمريكية بلفافته!

وما كان من الجيش السوداني بقيادة وزير الدفاع المشير (سوار الذهب) إلا الانصياع لرغبات الأمة، فانحاز القائد العام لمطالب إخوانه، وأعلن خلع الرئيس، وتسلمه السلطة بشكل مؤقت، مستعينا بمن حوله من رؤساء الأحزاب والقيادات الشعبية، لكنه وعد.. بشغل المنصب لحين تسليمه لمن يختاره الشعب، وأصبح سوار الذهب الرئيس الخامس للجمهورية السودانية منذ تحررها من الإحتلال الإنجليزي وانفصالها عن وداي النيل في الأول من شهر يناير عام ١٩٥٦م. فهل صدق المشير وعده؟

عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب. ولد بمدينة الأبيض وتلقى تعليمه العسكري في الكلية الحربية السودانية وتخرَّج منها عام ١٩٥٥م. تقلد عدّة مناصب في الجيش السوداني حتى وصل به المطاف إلى وزارة الدفاع كوزير معين. أُبعِد عن الخدمة (تعسفيا) في العام ١٩٧٢م وأرسل لدولة قطر. ثم عاد بعد الرضا عنه من قبل المايويين وعُين رئيسا لهيئة الأركان. ليتدرج بالمناصب العسكرية إلى أن عُين في مارس ١٩٨٥م قائدا أعلى للقوات المسلحة السودانية، مع تمديد فترة عمله بالجيش لمدة سنة حسب قرار رئيس الجمهورية، وذلك حتى لا يشغل المنصب من بعده أحد اللوائين (تاج الدين - أو عثمان عبد الله).

تدرج سوار الذهب في المناصب منذ تخرجه من الكلية الحربية، بيد أن خياله لم يشطح به يوما لأن يمنيه بمنصب رفيع كالذي تقلده في آخر حياته العملية العسكرية! رئيس الجمهورية دفعة واحدة، منصب غرور، وقد يصيب الصالحين والأتقياء بجنون العظمة، بعدما يتعرضون لتيار النفاق والتملق، فينسون أحلامهم الفقيرة، ويتذكرون ما تنبأت به عرافة -كاذبة ولو صدقت- على شاطئ البحر، أو يركنون لأحالم المنام التي لها ألف تأويل، ربما ليس من بينهم الوثوب على سدة الحكم! فليست الزعامة نتاج تأويل أضغاس الأحلام، وليست القيادة بالكلام.. لكن وعلى غير عادة البشر. لم تؤثر به المؤثرات، ولم تغيره المحسنات، بل ظل كما هو حتى الممات! فقط رجل عظيم في ذاته، رفيع القدر بصفاته! عظيم الشان.. رقيق البيان!

وبعد عام من تسلمه السلطة مؤقتا. فقد تسلّم مقاليد السلطة بعد ثورة شعبية حماها الجيش في السودان بإمرة ضباط على رأسهم اللواء (حمادة عبد العظيم حمادة) والعميد (عبدالعزيز الأمين) والعميد (فضل الله برمه ناصر). وبعد تردد تقلد رئاسة المجلس الانتقالي إلى حين قيام حكومة منتخبة، وارتقى لرتبة المشير. سلم سوار الذهب مقاليد السلطة للحكومة الجديدة المنتخبة برئاسة رئيس وزرائها (الصادق المهدي) - ورئيس مجلس سيادتها (أحمد الميرغني)، وبعدها اعتزل العمل السياسي ليتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.

ثم مات في هدوء تام الخميس المنصرم الثامن عشر من شهر أكتوبر لعام ٢٠١٨م، عن عمر ٨٥ عاما. بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، بعدما قال فصدق، ووعد فأوفى، وارتقى مدارج الأفلاك.

 

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وذهب سوار الذهب وذهب سوار الذهب



GMT 21:10 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

واطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 16:38 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"عقار جودة" وتسريب الأراضي الفلسطينية إلى المستوطنين

GMT 01:31 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

GMT 06:17 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

عرض مسلسل "الشارع اللي ورانا" نهاية العام الجاري

GMT 01:13 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

بثينة الرئيسي تعتمد أحدث صيحة لهذا الصيف

GMT 21:23 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تشغيل أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بريف حماة

GMT 20:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة شعبان عبد الرحيم.. تعرف علي تفاصيل الساعات الأخيرة

GMT 17:51 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد أبو تريكة يعلق على تعيينه سفيرا لمونديال قطر2020

GMT 01:38 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تركيا تعلن الاستيلاء على مدينة رأس العين شمال سورية

GMT 20:58 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

البواردي يستقبل السفير اليمني

GMT 17:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على مزايا وعيوب سيارة تويوتا "C-HR"

GMT 03:10 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عطر "Decadence Eau So Decadent" يُجسِّد المرأة القوية الحُرّة والأنيقة

GMT 16:30 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

جاي بيريمان يطلب الترخيص للمشاركة في سباق السيارات

GMT 10:17 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

حاربي التجاعيد وحب الشباب بهذا المكوّن

GMT 08:28 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

بنتلي تكشف عن أسعار سيارتها "Bentayga" الجديدة بقوة 550 حصان

GMT 05:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

النعيمي يفتتح نادي مصفوت الرماية والفروسية في عجمان

GMT 09:52 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسهم المحلية تتماسك أمام ضغوط البيع

GMT 20:38 2015 السبت ,18 إبريل / نيسان

العداء “بولت” لا يهتم بالألقاب فى 2015
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon