الثورة البيضاء في وسائلها ونتائجها
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

"الثورة البيضاء" في وسائلها ونتائجها

"الثورة البيضاء" في وسائلها ونتائجها

 صوت الإمارات -

الثورة البيضاء في وسائلها ونتائجها

بقلم : احمد عبد الفتاح

أشرق صباح يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 على هدير أصوات المتظاهرين الذين اتخذوا من ميدان التحرير قبلة لهم من كل حدب وصوب، بعد حالة من الشحن المعنوي سبقت هذا اليوم ومهدت له الثورة التونسية قبلها بأيام.

في مثل هذا اليوم منذ 5 أعوام كنت ذاهبًا لعملي في جريدة الشروق حينها، ولم أستطع ركوب وسيلة مواصلات لازدحام الشوارع بقوافل الثوار التي كانت تحط رحالها في ميدان العزة، سرت معهم مندهشًا من حجم الإقبال على دعوات التظاهر ضد نظام مستبد، ولم أكن أتوقع هذا الإصرار في عيون المشاركين نظرًا لعلمنا جميعا ببطش قوات "أمن مبارك"، فكان الحشد دافعًا لحشد أكبر يتزايد وينمو ككرة الثلج.

أنهيت عملي في هذا اليوم في الخامسة مساءً، وقادتني قدماي شوقًا إلى ميدان التحرير، وتساؤلات كثيرة تدور في رأسي في كل خطوة أخطوها نحو الهدف "التحرير والتحرر"، هل سننجح؟، هل سيتخلص المصريون من نظام فاسد استبد بالحكم وأراد تحويل مصر إلي مملكة يرث عرشها "مبارك الإبن"؟، لكن أنهار البشر التي كانت تسير نحوي أجابت عليها مسبقًا، ورددها الشباب، لن نترك الميدان حتى إسقاط النظام.

وصلت الميدان فوجدت أسرًا بأكملها أتت من محافظات عدة تشارك في يوم الزحف إلى الميدان، تحدثت مع بعض منهم بخاصة كبار السن، وسألتهم "ألا تخافون من رد فعل قوات الأمن؟" وردوا بإجابات تحمل إصرار الشباب "ليس لدينا ما نخسره، فإما ان نعيش بكرامة أو نموت فداء لحريتنا".

مع دقات الساعة 11 و55 دقيقة مساءً، كنت أقف بجوار الحاجز الأمني بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي التي طوقت الميدان، وقال أحد الضباط الذي ظهر على ملامحه استخفاف بكل ما يري "ياريت ياشباب تخلوا كبار السن يتركوا الميدان خلال 5 دقائق، وياريت كمان تمشوا معاهم لأن الساعة 12 هنخلي الميدان بالقوة"، رد عليه من سمعه بهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" ووصل الهتاف إلي كل من في الميدان بشكل متتابع.

دقت الساعة 12، وانطلقت قنابل الغاز من كل اتجاه صوب المتظاهرين، مع سماع أصوات لطلقات الرصاص، حينها تحول سماء الميدان إلي ما يشبه السحابة البيضاء، دلف المتظاهرون إلى الشوارع الجانبية ومنهم من دخل العمارات المطلة على الميدان وكنت منهم.

دخلت إلى العمارة رقم 13 ووجدت حارس العقار يفتح الباب للمتظاهرين ويدعوهم للدخول هربًا من جحافل الأمن المصحوبة بقنابل الغاز والعصي، وأعجبت بشهامة هذا الرجل لكن ذلك الإعجاب لم يدم طويلا، إذ اكتشفنا جميعا أنه سلمنا "تسليم أهالي" لمباحث أمن الدولة"، حينما قال لنا بضمير موجوع بعدما رأي كثرة عدد المغمي عليهم والمصابين "ياجماعة اللي يعرف يدخل شقة أو يهرب دلوقتي يجري بسرعة، أمن الدولة بلغني إنه جاي حالا"، حينها اقتحمت قوات الأمن المركزي وكنت في مواجهتهم، انهالوا علي بالضرب بالعصي وركزوا ضرباتهم على الرأس، وسمعت بعض الجنود يصرخون وهم مستمرون في الضرب"عايزين تخربوا البلد ياولاد ال....".
اقتادوني إلي ضابط بأمن الدولة يرتدي ملابس مدنية، ودار بيننا الحوار التالي:

الضابط: بتشتغل ايه يالا.
أنا: صحافي.

الضابط: فين كارنيه النقابة.
أنا: اتفضل.

الضابط: انت ضارب الكارنيه ده..وريني البطاقة.
أنا: خد البطاقة.

الضابط: وكمان ضارب البطاقة دانت وقعتك سوده.
وأمر جنوده باقيتادي إلي سيارة الترحيلات حينها استوقفنا لواء شرطة بزي ميري، وبدت عليه دهشة لم أفهم معناها سوي بعد لحظات، فسأل اللواء ضابط امن الدولة " مين ده الواد خلصان" فرد الضابط "ده منتحل صفة صحفي ومزور البطاقة"، فقال لهم "طيب سيبوه معايا"، سمعته حينها يتحدث مع أحد المارة ليصطحبني إلى أقرب مستشفى، وعندما سمعته وضعت يدي علي رأس فإذا بها امتلأت دمًا نتيجة جرح قطعي لم أشعر به من هول الموقف.

واصطحبني أحد زملائي بعدها لتحرير محضر بالواقعة وبعد تحقيقات النيابة تم وضع اسمي في قائمة المدعين بالحق المدني ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العدلي.

كانت الثورة بيضاء في وسائلها وسلميتها تشهد علي ذلك، وحتى الآن لم أحصل أنا وغيري ممن قدموا حياتهم فداء لها وللوطن على حقوقهم ، فهل أصبحت الثورة بيضاء أيضًا في نتيجتها ؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة البيضاء في وسائلها ونتائجها الثورة البيضاء في وسائلها ونتائجها



GMT 22:21 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 18:55 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 15:46 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

GMT 15:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

لبنان عكس الطائف بين ثلاثة مفاهيم خطيرة... وتشوّهين

GMT 15:39 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

نهوض سوريا تهديد لإسرائيل

GMT 15:37 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

تسارع استعادة السيطرة السورية على شرق الفرات ؟:

GMT 13:12 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

الحوثيين... ذلك الإعصار المدمر

GMT 03:52 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 21:15 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

تعرّف على أفضل ماركات ملابس الرجال لعام 2019

GMT 03:57 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للحفاظ على خصوصيتك على "واتسآب"

GMT 09:30 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تعلق بناء جسر بعد نفوق آلاف الأسماك النادرة

GMT 11:08 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة المستخدمة في كتابة الرسائل تكشف الكذب أو الأسرار

GMT 15:00 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

معتز موسى يبدي سعادته بانفراج أزمة السيولة

GMT 17:44 2018 الجمعة ,14 أيلول / سبتمبر

موضة الخريف لديكورات غرف معيشة المنازل العصرية

GMT 17:32 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

أفكار مميزة لتجديد ديكور غرفة الجلوس الصغيرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates