صناعة النشر  القوة الناعمة التي تعزّز جسور التواصل بين العرب وأميركا اللاتينية
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

صناعة النشر .. القوة الناعمة التي تعزّز جسور التواصل بين العرب وأميركا اللاتينية

صناعة النشر .. القوة الناعمة التي تعزّز جسور التواصل بين العرب وأميركا اللاتينية

 صوت الإمارات -

صناعة النشر  القوة الناعمة التي تعزّز جسور التواصل بين العرب وأميركا اللاتينية

بقلم : بدور بنت سلطان القاسمي

 عدت مؤخراً من زيارتي إلى البرازيل، بعد المشاركة للمرة الأولى في معرض ساو باولو الدولي للكتاب، وكانت فرصة مثالية لاكتشاف ما تحفل به هذه الدولة النابضة بالحياة، وما جاورها من بلدان تتقاسم معها الأرض والتاريخ والمصير، من نقاط تواصل والتقاء مع العالم العربي، خصوصاً في ظل التحول الاقتصادي والاجتماعي الكبير الذي شهدته دول أميركا اللاتينية على مدار العقد الماضي،  والتراجع في  معدلات الفقر والأمية، التي حرمت في السابق الكثيرين من سكان تلك المنطقة من متعة القراءة واقتناء الكتب.
 
لقد أتاحت لي هذه الزيارة  فرصة التواصل والنقاش مع الناشرين، والمفكرين، والمؤلفين من كافة بلدان أميركا اللاتينية، حيث استنتجت أنه وبالرغم من بعد المسافة الجغرافية، إلا أن أميركا اللاتينية تتشارك معنا تجربةً حديثةً  من التطور الاقتصادي والاجتماعي التي أوجدت جيلًا مثقفاً  في العالم العربي وأمريكا اللاتنية يتخذ من القراءة وسيلة لدخول المستقبل، وهذا ما يؤكد لي أن القواسم المشتركة التي تجمعنا مع هذه المنطقة من العالم يمكن أن تساهم في تطوير وتنشيط العلاقات مع دول أميركا اللاتنية على مستويات عديدة.
 
وفي مثل هذا التطور السريع والنمو الاقتصادي، ارتفعت معدلات  الاستثمارات الحكومية في مجال التعليم والمعرفة والصحة والبنية التحتية، ما عزز الاهتمام نحو التحول للاستثمار برأس المال البشري، ونظراً لأن دور النشر لها دور رئيسي  في نشر المعرفة بأمريكا اللاتينية والعالم العربي وجميع أنحاء العالم، فقد لعبت دوراًمحوريا  في تعزيز تلك التحولات.
 
وجدت في أميركا اللاتينية، كما هو في العالم العربي، مجتمعاً شاباً، أكدته إحصاءات الأمم المتحدة التي أشارت إلى أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً يمثلون ما يقارب من 20% من سكان المنطقتين، وهذا القطاع السكاني المتنامي والمليء بالحيوية، يرتبط بالتكنولوجيا الرقمية، وتتزايد فيه معدلات التعليم والثقافة، ويرغب بالحصول على المزيد من تنوع المحتوى، وهو ما يتيح للناشرين الدوليين، في كلتا المنطقتين، فرص نمو ضخمة ويعزز التجارة البينية الإقليمية مع الأسواق الناشئة في قطاع النشر.
ولكن رغم هذا التقارب بين العالمين، هناك فجوة كبيرة في العلاقات التجارية بين دور النشر في أميركا اللاتينية ونظيراتها في العالم العربي، حيث أن أحدث الإحصاءات التجارية الصادرة من الأمم المتحدة توضح أن حجم تجارة الكتب بين العالم العربي وأميركا اللاتينية يبلغ قرابة مليون دولار سنوياً فقط، وأن 94% من تلك التجارة هي صادرات الكتب من العالم العربي إلى أميركا اللاتينية، وهذا يعني أن الناشرين في هذه القارة، القريبة منا في مجتمعها الشاب، وصاحبة الأسماء العالمية الشهيرة في الرواية والأدب، لم يكتشفوا بعد جميع الفرص التي يمكن من خلالها الدخول إلى أسواقنا، وتعزيز تجارة الكتاب بين منطقتينا.
 
وتوضح نفس الدراسة نشاط صناعة النشر والكتب في دولة الامارات العربية المتحدة حيث أن دولتنا تُصَدِّر ما نسبته 83% من إجمالي الكتب العربية إلى أميركا اللاتينية سنوياً، وهذا ما يُحفزنا على المزيد من التطوير لصناعة النشر في دولة الامارات وجميع الدولة العربية ومشاركة ثقافتنا وفكرنا مع جميع أنحاء المعمورة.  وفي المقابل، تقدر قيمة صادرات الكتب من أميركا اللاتينية إلى الدول العربية بـ59,314  دولاراً أميركياً فقط، حيث أن 80% من إجمالي هذه الصادرات يتوجه إلى كل من الإمارات، والمملكة العربية السعودية، والكويت، والجزائر، ولبنان، والأردن.  
وفي نفس السياق، فإن تجارة الكتب المترجمة بين المنطقتين لا تزال ضئيلة على الرغم من زيادة الطلب العالمي على الأدب القصصي المترجم ومقارنة بعدد المغتربين العرب الكبير في أميركا اللاتينية،. ووفقاً لفهرس الترجمات بمنظمة اليونسكو، فقد تُرجم 97 كتاباً من اللغة العربية إلى البرتغالية، وهي اللغة الرسمية في البرازيل، بينما تُرجم أكثر من 1000 كتاب من اللغة العربية إلى اللغة الإسبانية المنتشرة في معظم بلدان أميركا اللاتينية، في حين تمت ترجمة 373 كتاباً بالإسبانية و36 كتاباً بالبرتغالية إلى اللغة العربية. وهذه الأرقام تؤكد على وجود فرص كبيرة لتطوير وتعزيز العلاقات التجارية في مجال صناعة الكتب والنشر والترجمة بين المنطقتين.  
تعيش في أميركا اللاتينية جالية عربية كبرى، يقدر عدد أفرادها بما يتراوح بين 17 و30 مليون نسمة، وهذا يجعلها أكبر قارة تستأثر بالعرب خارج حدود بلدانهم الأصلية، ويتراوح أعداد المغتربين العرب في أميركا اللاتينية بين 1400 شخص يعيشون في غويانا الفرنسية، التي يقيم فيها العدد الأقل من العرب في القارة، فيما يصل عدد الجالية العربية في البرازيل إلى 12 مليون نسمة، أي أكثر من عدد السكان في العديد من الدول العربية. وتشير التقديرات إلى أن عدد المغتربين من أصول لبنانية في البرازيل وحدها أكثر من عدد اللبنانيين الموجودين في لبنان نفسها.
 
ورغم أن المغتربين العرب في أميركا الجنوبية أكثر اندماجًا سياسياً واجتماعياً من نظرائهم في أوروبا على سبيل المثال، فإنهم ما زالوا يحتفظون بالانتماء الثقافي لأوطانهم. فمثلاً تحظى كتب الطهي الخاصة بالمأكولات العربية بشعبية كبيرة في أميركا اللاتينية، إضافة إلى الكتب التي تتناول تاريخ العالم العربي، وعاداته، وتقاليده، والأعمال الأدبية، وخاصة الرواية، وبالتالي هناك فرصة كبيرة للناشرين العرب لزيادة حجم الكتب العربية المترجمة في أسواق أميركا اللاتينية، وتتضح فرص نمو هذه المنتجات الثقافية من خلال الصادرات الإماراتية إلى أميركا اللاتينية والتي ارتفعت نسبتها إلى 186% في الفترة من عام 2009 إلى آخر عام توافرت فيه الإحصاءات.
 
قرأت ذات مرة مقالاً في مجلة "Publishing Perspective" تحت عنوان "نعمة الترجمة: هل يمكن للقراء بأمريكا اللاتينية أن يتفوقوا على القراء الإنجليز؟"، اعتبر كاتبه أن نجاح الناشرين من أميركا اللاتينية يتمثل في اجتياحهم لسوق الترجمة بالمملكة المتحدة من خلال مجموعة من الكتب المترجمة. بينما  لم يحققوا نفس النجاح في الحصول على فرص متاحة لدخول سوق العالم العربي، رغم وجود اهتمام كبير من قبل القراء العرب بالحصول على الأعمال المترجمة، التي تحمل أسماء كتّاب لاتينيين، وخصوصاً في مجال الرواية.
وبالرغم من أن وجود نهج مماثل للوصول للقُرّاء الناطقين باللغة الإنجليزية في دول مجلس التعاون الخليجي قد يكون فعالاً، فإن النهج الذي قد يكون أكثر نجاحاً لدخول السوق العربية هو التركيز على الكتب العربية المترجمة لتلبية الطلب على التنوع الأدبي الذي لم يستطع الناشرون العرب تلبيته حتى الآن.
 
من جانب آخر، أظهرت العديد من الدراسات أن التركيز التقليدي لدور النشر العربية على موضوعات محددة مثل الثقافة، والتاريخ، لم يتطور ليواكب اختلاف أذواق القراء وتفضيلاتهم للموضوعات الأكثر تنوعاً. وباعتبارها واحدة من أكثر المناطق ارتباطاً بالتكنولوجيا الرقمية على مستوى العالم، فإن سكان المنطقة العربية، والذين يشكل الشباب نسبة كبيرة منهم ويتبنون وسائل التكنولوجيا الحديثة والتقنية الرقمية، يوفرون فرصة كبيرة لدور النشر في أميركا اللاتينية لتلبية الطلب المتزايد على المحتوى العربي المتمثل في الكتب الإلكترونية، والتطبيقات، والفيديو، والتسجيلات الصوتية، والأجهزة المعلوماتية، والألعاب، والتعليم الإلكتروني.
 
لقد حصل شبه إجماع بين زملائي العرب واللاتينين  خلال معرض ساو باولو للكتاب على ضرورة المشاركة الفعالة للناشرين الإماراتيين والعرب في معارض الكتب الرئيسية في أميركا اللاتينية، مثل معرض بوينس آيرس ومعرض غوادالاخارا الدوليين للكتاب، إضافة إلى مشاركة الناشرين اللاتينيين في معارض الكتب العربية، إلى جانب الاستفادة من الدعم الحكومي، ومنح الترجمة، والجوائز الأدبية، لتعزيز العلاقات الثقافية بين الجانبين، والتي ستثري قطاع النشر وتفيد القراء في مختلف أنحاء العالم.
 
إن ترسيخ العلاقات الثنائية بين المنطقتين لا يتحقق بالتبادل الدبلوماسي والتجاري في السلع فحسب، بل أيضا بتعزيز التبادل التجاري في قطاع النشر والثقافة بين العالم العربي وأميركا اللاتينية مما سيؤدي حتما إلى تقوية روابط  التعاون والتفاهم بين شعوب المنطقتين،  ونحن في جمعية الناشرين الإماراتيين عازمون على المضي قدما في  تطوير العلاقات الثنائية مع أميركا اللاتينية وعلى تطويرصناعة النشر وفتح قنوات جديدة  مع جميع شعوب العالم والاستفادة من فرص كثيرة ومتنوعة في صناعة آفاق أوسع بكثير مما هي عليه الآن!
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة النشر  القوة الناعمة التي تعزّز جسور التواصل بين العرب وأميركا اللاتينية صناعة النشر  القوة الناعمة التي تعزّز جسور التواصل بين العرب وأميركا اللاتينية



GMT 23:41 2018 السبت ,03 آذار/ مارس

أبي حقًا

GMT 15:19 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقييــم رؤســاء الجامعــات؟!

GMT 13:52 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

التلميذ.. ونجاح الأستاذ

GMT 16:14 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم " مخيم عقبة جبر"

GMT 15:42 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الإرشاد النفسي والتربوي

GMT 21:56 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

علمني

GMT 19:33 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

لن أعود إلى المدرسة اليوم

GMT 16:33 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شريهان تحتفل بتخرُّج ابنتها وتثير إعجاب روّاد مواقع التواصل

GMT 05:39 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

«جامعة الشارقة» تحصل على المركز الأول في التنمية المستدامة

GMT 09:26 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الملك سلمان يأمر بتنفيذ وصية سوار الذهب

GMT 04:09 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

مدافع الوحدة سالم سلطان يتعرّض لإصابة طفيفة

GMT 09:24 2014 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

مصابيح رشيقة في الجيل الجديد من "بي إم دبليو "X1

GMT 09:23 2012 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

مركز خليجي للطوارئ في الكويت

GMT 23:07 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الحمل

GMT 16:16 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

100منحة تعليمية مجانية من المركز الثقافي الروسي

GMT 12:46 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تشارك جمهورها بصورة جديدة من داخل الاستديو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates