حلم الحياة من جديد
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

حلم الحياة من جديد

حلم الحياة من جديد

 صوت الإمارات -

حلم الحياة من جديد

بقلم : سهير بشناق

لماذا ينتابها هذا الخوف؟

تشعر بان جسدها يرتعش، غير قادرة على الإحساس بشيء وكأنها تحلق في عالم آخر ليس جزءا منها.

لطالما أضجرتها الحياة والأيام المحملة بالمسؤوليات وأشعرتها بالتعب والوحدة تارة والروتين الذي يتسلل إلى حياتها يوما بعد يوم، لتكاد تشعر بأنها تتقن ما هو مطلوب منها وتنجزه دون الحاجة للتفكير به لحظة واحدة.

أحلامها ..كانت اكبر بكثير من واقعها الذي تعيشه تحلم دوما بتحقيق شيء ما لا تعيشه وكأنها على موعد دائم مع الأيام التي لم تكن ترضى عنها وتتقبلها.

لا تختلف حياتها عن حياة نساء أخريات فهي زوجة عليها كم كبير من المسؤوليات، من اللحظة التي قبلت بها ان تكون زوجة وتشارك إنسانا آخر الحياة.

وهي أم تتضاعف مسؤولياتها يومًا تلو الآخر اتجاه أطفالها تشعر بهم مرة ويصيبها العجز مرات أخرى لتشعر بأنها لم تعد قادرة على الاعتناء بهم وتربيتهم وتحمل أخطائهم ومتطلباتهم وحجم اعتمادهم عليها لتقسو عليهم مرات ومرات..

كانت أيامها تسير برتابة، تكاد تسرق منها معنى الوجود، كما تراه هي .

لا ينتهي يوم إلا وتتذمر من كل ما حولها ؛مسؤولياتها،أحلامها التي لا تتمكن من تحقيقها... رغبتها بان تعيش حياة مختلفة لا تعلم كيف تكون إلا أن عدم الرضا عن أيامها كان يرافقها دوما.. في أعماقها توتر دائم يحكم علاقاتها مع كل من حولها وكأنها كانت غير مبالية بهم تشعر أنها تحيا بدونهم لا يعنيها بقاؤهم او رحيلهم.

لم تشعر بالحياة ولم تفهم معناها كما يجب إلا بلحظة واحدة كانت أمامها مجردة من كل شيء، كانت تعيشه سابقا لحظة واحدة غيرت نظرتها للحياة وأدركت معنى أن تكون إنسانة تتعلم أن تحيا كل يوم بما فيه من فرح وسعادة بقرب من تحب..

لحظة واحدة شعرت بها بالخوف ومعنى أن يكون الإنسان قريبا من الرحيل تاركا وراءه كل من أحبهم ولم يدرك قيمتهم ووجودهم بأيامه.

هي تلك الخطة التي اكتشفت بها بان ما تبقى لها من أيام تربطها بالحياة قليلة.. هي تلك اللحظة التي يكون الإنسان بها بمواجهة مع العمر كله يراه بمكان وهو بمكان آخر يبعد عنه ليودعه دون أن يملك خيار آخر يجدد به الأمل بالبقاء.

نظرت لأطفالها وكأنها تراهم للمرة الأولى وكأنها تكتشف معنى وجودهم بحياتها.. هذا الوجود الذي لطالما كان سببا في تذمرها مرات ومرات ومدعاة لشعورها بالتعب والمسؤولية.

نظرت إليهم واكتشفت بأنها لم تتعلم أن تحبهم كما يجب... أن تمنحهم الحب كما يجب أن تقضي أوقاتها معها تشاركهم أيامهم وأحلامهم وتكون جزءا منها عوضا عن كل ما كانت تقوم به من تأدية لاحتياجاتهم فقط غير قادرة على تفهم نوع آخر من الاحتياج لا يمكنهم أن يعبروا عنه لكنهم يشعرون بعدم وجوده في كل مرة يقتربون منها مطالبين بان تكون أما بلا قيود..

استعادت رؤيتها للحياة وكيف تعاملت مع الأيام ومع الآخرين.. كيف حملت هم العمر والأيام وتفاصيلها الصغيرة لتفقد قدرتها على أن تحيا هذه الحياة ولو بقليل من الفرح الذي يمنحها السعادة

أن تحيا دون أن تفكر بالغد الآتي... أن تعيش اللحظة بكل ما فيها لتتمكن من ان تكون كما تريد.

هي اليوم اقرب إلى الرحيل عن البقاء وكم موجع أن يكون الإنسان قد اقترب من النهايات دون أن يعيش البدايات دون أن يفكر للحظة ما بأنه سيغادر كل من أحبهم ليكتشف انه احبهم دون ان يتعلم كيف يحيا بهذا الحب ليتغلل إلى أعماقه ويشعره بقيمتهم.

في هذه اللحظات يصبح الإنسان عاجزا متمسكا بالحياة التي كان لفترات سابقة يتعامل معها من زاوية واحدة أنها لم تقدم له ما يستحقه وما يحلم به ليكتشف بان كل ما تمناه وغضب لأجله لا يستحق لحظة واحدة من الشعور بمعنى الرحيل عنها..

أرادت أن تقترب من كل الذين أحبتهم ولم تراهم كما هم بعد أن عجزت عن أن تحيا بهذا الحب كما هو أرادت ان تخبرهم بان وجودهم بحياتها ليس عابرا بل هو كل ما تملكه وستغادره.

أرادت أن تحيا عمرا جديدا لتودع الحزن ولتفهم معناه الحقيقي عندما يطرق أبواب نفوسنا ويحولها لنفوس متعبة عاجزة ليكون حينها حزنا وألما لا حدود له.

أرادت أن تستعيد كل ما مضى وتتعلم كيف تحيا تمر مرور الكرام من أمام غضبها وتوترها وحزنها لا يستوقفها اي منهم لأنها تحب الحياة ولا تزال تحلم بوجودها بين كل من أحبتهم.

لكنها تشعر بالخوف وجسدها يرتعش.. لا تقوى على الحديث ويداها عاجزتان عن طلب المساعدة ممن حولها اتراها رحلت..؟

أتراها عاجزة عن تقبيل أطفالها للمرة الأخيرة وإخبارهم عن أسفها لكل ما بقلبها من حب لهم لم تمنحهم إياه كما يريدون..

أتراها الآن في عالم أخر لا احد يسمعها... ليتها الحياة تمنحها يومًا آخر.. يوم واحد فقط تعيد ترتيب أيامها كما تتمنى وتعيشها وكأنها لن ترحل أبدا..

يوم آخر كان بصورة لم ترها من قبل..

هو ذاك اليوم عندما سمعت صوت أطفالها للمرة الأولى وهم حولها وينادونها لتصحو وتساعدهم للاستعداد للذهاب إلى مدارسهم..

مدت يدها لهم وهي ترتعش وحضنتهم وحدقت بملامحهم جيدا.. فهي لم ترحل بعد لكنها شعرت بوجع أثقل قلبها ونفسها.. شعرت بالخوف الحقيقي للمرة الأولى بحياتها.. لتكتشف معنى الحياة من جديد بيوم آخر، بعد أن عاشت تجربة الرحيل بأحلامها التي كانت تحياها بطريقة أخرى.. لتدرك بان الحياة خيارات..

وكم تنقلنا الأحلام من حال لحال وتغير قلوبنا ونفوسنا إلى الأبد..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلم الحياة من جديد حلم الحياة من جديد



GMT 16:19 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

سيّدتي لا تصدّقينا

GMT 16:17 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

الجنة تحت أقدام النساء

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

سؤال للأزواج

GMT 19:13 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الصداقة سعادة

GMT 18:12 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

سنوات يفصلها رقم

GMT 09:17 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الحوت

GMT 06:05 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

إطلاق برنامج "Politics Live" السياسي للعصر الرقمي

GMT 17:24 2013 الخميس ,21 آذار/ مارس

اختراع كندي يجعل اللسان فرشة أسنان

GMT 11:58 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

إطلالات "كيت ميدلتون" التي أحدثت ضجة كبيرة وأثارت الجدل

GMT 17:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أسماء أبو اليزيد تعرب عن سعادتها بمسلسل" الآنسة فرح"

GMT 17:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العقوبات الأميركية تطال وزير الداخلية الكوبي

GMT 23:08 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيسبوك" ينقطع عن بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية

GMT 13:32 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

مدحت شلبي يبدي استيائه من هجوم جماهير الأهلي ضده

GMT 15:22 2018 السبت ,03 شباط / فبراير

"دريسكيل" واحدٌ من أغرب الفنادق في أميركا

GMT 12:42 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق توظيف "الدهان اللامع" في الديكور

GMT 10:41 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

3 وصفات طبيعية وفعالة لعلاج تساقط الشعر من الأمام

GMT 14:09 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الباكستانية الصادرة الجمعة

GMT 01:33 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاربعاء ذكرى رحيل مدافع النادي المصرى "محمد عمر الأكو"

GMT 18:37 2016 الإثنين ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الإلكترونية من "أطياف تُراوغ الظمأ"

GMT 06:08 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

مرتضى منصور يوضح أن عباس يعرقل "الزمالك"

GMT 13:07 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

العباءة الدمشقية بتصميمات وزخارف تحاكي موضة العصر

GMT 12:13 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مي الشباسي تعلن عن تصاميمها الخاصة بحلي شتاء 2016

GMT 12:29 2012 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة فوردهام تمنح النصر الدكتوراه الفخرية في القانون

GMT 15:18 2012 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مدير مناظرة أوباما ورومني يتعرض لانتقادات في أميركا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates