غرابة رجل وعذاب امرأة
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

غرابة رجل.. وعذاب امرأة!

غرابة رجل.. وعذاب امرأة!

 صوت الإمارات -

غرابة رجل وعذاب امرأة

الحسين إدريسي

من أغرب ما سمعت عن الخيانة الزوجية في حياتي، قصتان. الأولى تتعلق برجل والثانية بجمل. ستكون قصة الجمل موضوع الحلقة المقبلة. تقول القصة الأولى وهي واقعية، إن رجلا ضبط زوجته متلبسة بالخيانة مع عشيق لها في فراش الزوجية. فقرر الانتقام منها بشكل غريب. تعج المحاكم في كل المعمور بمثل هذه القضايا. حصل هذا في مدينة وسط المغرب، قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وتحديدا في العام 1976 بعد المسيرة الخضراء بعام حسب الحكاية. ربما جرت العادة أن يغتنم العشيق خروج الزوج من البيت باتجاه عمله، ليتسلل حيث تكون الخائنة بانتظاره. والعهدة على الراوية، فقد حصل ذات يوم أن عاد رب البيت أدراجه، لسبب ما، أو ربما من دون سبب إلا لأن الله أراد ألا يستر بعد ذلك اليوم على مغفلين أمهلهما لمدة، فتماديا حتى أهملهما. دخل الزوج الشرعي، فرأى بأم عينيه ما يجعل أحدا آخر مكانه، يقتل الخليلين، لكنه تملك نفسه، وهنا مكمن الغرابة، ووقف غير بعيد يرى فضيحة، فقد بطلاها القدرة على الحركة لفترة، كما لو أنهما أصيبا بالشلل التام. لم ينطق الرجل أمام ما وقع ولا بكلمة، ليستمر مسلسل الغرابة لا التشويق، وبينما كان الخدن يرتدي ملابسه، سقطت من جيبه قطعة نقدية بقيمة 20 سنتيما في ذلك الوقت، أي 4 ريالات فقط. ثم غادر مذهولا. وفيما كانت الزوجة أو الأصح المرأة، تعتقد أن الرجل سيتصرف بجنون إزاءها، ظل صامتا على غير عادته. وظلت الخائنة متسمرة في مكانها عارية وكإني بها تخمن أنه سيقتلها أو يضربها أو يتصل برجال الأمن أو يرفع بها فيما بعد دعوى قضائية، إلا انه لم يتصرف على أي نحو مما ذكر. كل ما قام به هذا الرجل، أنه أخذ القطعة النقدية من الأرض وبدأ يتلهى بها. يقذف بها بإبهامه في السماء، لتسقط في كفه، وأحيانا يتركها تسقط على الاسمنت ليكسر صوتها الصمت الرهيب في أركان البيت. وهكذا يكرر الرجل العملية عدة مرات. وعندما يتوقف يدس القطعة في جيبه. من سوء حظ المرأة أنها حالتها العائلية أشبه بمن يقال لها باللسان العامي "مقطوعة من شجرة" لا من يأويها غير الشارع، وحتى إن كان لها أهل، فبأي وجه ستعود إلى الأهل. مر اليوم الأول، الذي جرت فيه الفضيحة، بسلام، لا خصام ولا كلام. وكان اليوم الموالي نسخة لسابقه، وكذا اليوم الثالث والرابع لا شيء يعكر هدوء المنزل إلا اللعب بالقطعة النقدية الصفراء. كان الرجل يحضر وجبات أكله بنفسه، ولا يلتفت إلى أي شيء تقدمه هي. ومع كل يوم تغيب فيه الشمس، كانت المرأة البيضاء الجميلة والمكتنزة تفقد وزنها من دون حمية. "الريجيم" الوحيد والمرير هو استمرار الرجل في صمته ولهوه في نفس الآن بنفس القطعة النقدية كلما دخل إلى داره أو قبل الخروج. باتت المرأة قليلة الخروج، والنشاط على غير المعتاد. وأضحت بنيتها الجسمية تذوب تحت طنين ذات القطعة النحاسية، إلى أن صارت المسكينة أشبه بقصبة أو الأصح، أشبه بشبح يمشي على رجلين نحيفتين. كانت حالة المرأة محط استغراب الجيران. ووحدها صديقة لها علمت بحقيقة ما جرى. فهل أحسن الرجل فعلا، بهذه الطريقة التي تعامل بها مع امرأة خانت ثقته، وفي عقر داره؟ هنا قد تختلف الأجوبة، قد يقول البعض كان عليه أن يقتل الرجل الذي اعتدى على شرفه، أو يقدمه على الأقل للمحكمة. قد يقول البعض، لماذا لا يتجاوز على امرأة ضعيفة أغواها الشيطان. ويقول القضاة والفقهاء عن عمق العلاقة بين الزوج وزوجته، الله تعالى وحده، يعلم بخباياها. من يدري أن الرجل الذي قرر الانتقام لشرفه بهذه الطريقة الغريبة، خمن في كل الاحتمالات وقرر أن يتصرف بحكمته هو. ماذا لو أدانتهما المحكمة بالسجن، وخرجا بعد العقوبة ليعلنا زواجهما تحت أنظاره. كيف سيكون عليه حاله، إن استصدر الخائن حكما بالبراءة له ولعشيقته، ونحن بعد عقود ما زلنا نطالب بنزاهة القضاء، واستقلال القاضي عن التعليمات وإغواء الرشاوي الكبرى التي تغير الأحكام بين الأولي والاستئنافي والنهائي، حيث يصبح المظلوم أحيانا هو الظالم الجائر.    باختصار، بعد 3 شهور من العذاب أو التعذيب النفسي، ماتت المرأة وانتهى شكلها الذي كان يغري إلى شبه هيكل عظمي، لا يكسوه لحم. لم يعد الوجه نضرا، ومُسخ الجمال، ووهنت الصحة، وذبُلت المرأة بالكامل. من الواضح، أن الديدان لم تجد فيها وليمة مناسبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غرابة رجل وعذاب امرأة غرابة رجل وعذاب امرأة



GMT 23:36 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

الفالنتين والأوهام التي تنهي العلاقات

GMT 10:00 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

شهداء الهوى حيارى  في نعيم الوجد هائمين

GMT 02:45 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

عنف الطفولة يتحول جحيم السيكوباتية

GMT 02:13 2019 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 03:51 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

عالم الأمومة المفخخ

GMT 08:41 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

أجيال

GMT 23:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

الطفولة العربية والمستقبل

GMT 02:07 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

بيروتي يؤكد تجديد تعاقده مع ناديه روما حتى ٢٠٢١

GMT 11:50 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

زيدان يعلق على تألق الثنائي مبابي وهالاند

GMT 09:58 2019 الإثنين ,06 أيار / مايو

"الحبة الصفراء" من "سياليس" تُنافس الفياغرا

GMT 23:22 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

مجمع دبي للاستثمار يُحقّق نمو 36% في عقود التأجير

GMT 19:12 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

زيت الخروع فوائد صحية مذهلة قد لا يعلمها الكثيرون

GMT 12:34 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

"آمازون" تضيف "007Legends" لقائمة ألعاب الـ"Wii U"

GMT 16:42 2013 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح أول مطعم لونج هورن ستيك هاوس في الشرق الأوسط

GMT 11:42 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بشرى تركز هذا العام على الأعمال الدرامية التي تخص المرأة

GMT 17:34 2013 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

فتيات "صنع في تشيلسي" في ملابس ساخنة على "تويتر"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates