باكستان والدعايات التركية
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

باكستان والدعايات التركية

باكستان والدعايات التركية

 صوت الإمارات -

باكستان والدعايات التركية

أمل عبد العزيز الهزاني
بقلم - أمل عبد العزيز الهزاني

آمنت أنقرة بفشل استراتيجياتها مع أوروبا التي تستعد لفرض عقوبات عليها بسبب سلوكها الاستعدائي، وبفشلها مع المنطقة العربية التي همشتها بسبب سلوكها الاستعلائي، ومحاولة زج نفسها في ملفات عربية حساسة. ولأن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، رجل حالم، خرج من دائرة الواقع، تراه يبحث في كل الاتجاهات عن بدائل من الحلفاء، ومزيد من العلاقات التي قد يكون لها ثمن لا تستطيع تسديده في المستقبل، مثلما تفعل الآن في جنوب وسط آسيا مع القارة الهندية.

أهمية القضية لإردوغان ليست كما يحاول أن يبديها، بدعم المسلمين في تلك المناطق، بقدر ما هو تسويق لحلمه الشخصي حول قيادة العالم الإسلامي بالدرجة الأولى، إضافة إلى حرصه على أن تكون تركيا جزءاً من طريق الحرير الجديد، الذي يبدأ من العملاق الصين، ويمر عبر باكستان وإيران ثم تركيا إلى أوروبا، ومنافع لا حصر لها من مشروعات تتخذ هذه الدول محطات توقف.

تركيا اختارت النفاذ إلى آسيا من خلال باكستان، حيث تتوفر فيها كل مقومات التدخل؛ كونها بلداً مسلماً، ولها قضية عالقة، وهي كشمير. أي أنها بلد لديه نزاع، مثلما الوضع في سوريا وليبيا والعراق واليونان. النزاعات مدخل سهل، لأن تركيا تجيد فن الاصطفاف، وارتداء وشاح الدفاع لكسب موطئ قدم لها. هذا ما يفسر تطور العلاقات الباكستانية - التركية في السنوات الأخيرة، اقتصادياً وعسكرياً. كما أن باكستان دولة مهمة للغرب في ملف مكافحة الإرهاب، والعلاقة مع أفغانستان، إضافة لكونها قوة نووية إسلامية وحيدة. لكنها من جهة أخرى، تعاني إسلام آباد من وضع اقتصادي ضعيف نتيجة شح الموارد، ولديها ديون مستحقة للبنك الدولي، وهي تحاول الآن الاستعانة بالصين لإقراضها، رغم أن الدول العربية المسلمة كانت دائماً هي الداعم الاقتصادي لها. إردوغان لم يتعامل على المستوى الحكومي فقط، بل بدأ بالشارع الباكستاني، بالقوة الناعمة من خلال مسلسل «أرطغرل» الذي تابعه أكثر من 50 مليون باكستاني، متصورين أن أحداث المسلسل هي الوجه المثالي للقيادة الإسلامية التي يتوق لها كل مسلم. دغدغة مشاعر المسلمين بالدراما المتعلقة بزمان القوة العثمانية ليمنيهم بسراب عودة ذاك الزمان. واجتهد إردوغان أكثر، من خلال تقديم منح تعليمية حتى لمسلمي الهند ليتحولوا في توجهاتهم السياسية داخل تركيا إلى التصميم الذي يخدمه.

معضلة باكستان أنها تختزل مشكلاتها في كشمير، وترى العالم وتقيم علاقاتها مع العالم من هذه النقطة. القضية مهمة، لكن حلها في المحاكم الدولية وليس دبلوماسياً، لأن الهند، الخصم اللدود، لديها علاقات قوية وتزداد قوة مع دول إسلامية عربية، يأتي على رأسها المملكة العربية السعودية. الرياض مثلاً لم تجعل حرب اليمن ميزان قياس لتحالفاتها الدولية، لأن دبلوماسيتها بعيدة النظر.

إردوغان يحاول مع لعبة الوقت والاتفاقيات أن يوهم إسلام آباد أنها مضطرة للاختيار بين السعودية وبينها، واضعاً أمام باكستان تصريحاته النارية حول تأييده لها حول قضية كشمير، الوتر الحساس، حتى أن رئيس الوزراء الباكستاني رد له الجميل بإطلاق تصريحات مباشرة حول تأييده لتركيا في تحركاتها بشرق المتوسط وضد اليونان، ودعمها سياسياً ضد أرمينيا وشمال سوريا. وصل الأمر بإردوغان أن وعد بدعم قضية كشمير عسكرياً بإرسال مرتزقة من سوريا إليها، كما فعل في إقليم ناغورني قره باخ، وليبيا. هذا المشهد المعقد يوضح كيف صنع هذا الرجل شبكة من العداوات لتركيا في كل اتجاه، متناسياً أن الهند ليست قوة اقتصادية كبرى فحسب، بل عسكرياً أيضاً. نيودلهي ليست الوطية ولا عفرين، واستمرار استفزازها قد يصل لخط اللارجعة، وإن كنت لا أرجح أن تجازف تركيا بالدخول في مواجهة مماثلة، لأن تدخلاتها العسكرية عادة ما تكون في المناطق الرخوة، والهند لاعب مهم في آسيا، وعلاقاتها مع الدول العربية الكبرى وأوروبا والولايات المتحدة تعطيها قوة سياسية معززة.

ما الخيارات أمام باكستان؟ هل تسلم لتركيا، حتى وإن كان الثمن خسارة دولة مثل السعودية؟ هذه مجازفة كبيرة لمن يقرأ المشهد في الشرق الأوسط خلال العقد المنصرم. العلاقة السعودية الباكستانية عميقة، بحكم قيادة المملكة للعالم الإسلامي إضافة إلى أنها بلاد الحرمين، والتعاون العسكري بين البلدين منذ عقود، وباكستان مشاركة في التحالف العسكري الإسلامي، والتعاون الاستخباراتي كبير في ملف مكافحة الإرهاب. هذه العلاقة استراتيجية ليست آنية، وعلى المدى المتوسط والبعيد، ستدرك إسلام آباد أن الدعايات التركية ستورطها في مواجهات تعتقد أنها ستنجح مثلما نجح «أرطغرل» في زماناته. الظرف مختلف، التعاطي مع الواقع السياسي والجيوسياسي هو ما يحدد مصائر العلاقات والتحالفات وليست الدراما الدعائية. كشمير قضية مهمة لكل الدول الإسلامية، لكن جعلها معياراً للعلاقات مع الدول هو تحجيم لشأن باكستان، وإضرار بمصالحها الاستراتيجية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باكستان والدعايات التركية باكستان والدعايات التركية



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 07:22 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج السرطان

GMT 20:55 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 10:48 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الجمعة 31 نوفمبر / تشرين الثاني لبرج الجدي

GMT 00:00 -0001 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

شهر مفصلي أنت على مفترق طريق في حياتك وتغييرات كبيرة

GMT 12:29 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

أمينة بالطيب تُشير إلى سبب حبها لمجال الرسم

GMT 17:02 2017 الأربعاء ,09 آب / أغسطس

كلبٌ وحكيم

GMT 13:04 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

فيل يحول أحد أعضائه إلى خرطوم إطفاء

GMT 18:42 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

موديلات فساتين زفاف صيفية للعروس العصرية

GMT 19:15 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

نادر السيد ضيف إبراهيم فايق في "نمبر وان"

GMT 01:02 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي علي ماسكات جمالية من قشور الليمون عليكِ تجربتها

GMT 06:59 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي اسهل طريقة تبييض الوجه وتقشيره بالقهوة

GMT 01:55 2015 الأحد ,05 تموز / يوليو

سانتي مينا ينتقل إلى صفوف "فالنسيا" رسميًا

GMT 20:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي

GMT 17:37 2012 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

مرصد الإمارات الفلكي يحيي الليلة العالمية للقمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon