الطرب المصرى أم كلثوم نموذجًا
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

الطرب المصرى.. أم كلثوم نموذجًا!

الطرب المصرى.. أم كلثوم نموذجًا!

 صوت الإمارات -

الطرب المصرى أم كلثوم نموذجًا

مصطفي الفقي
بقلم - مصطفي الفقي

أتذكرها كلما افتقدت الطرب الأصيل، أتذكرها كلما شاعت الأغانى الهابطة ذات المعانى الفقيرة والألحان الهزيلة والأصوات الواهية، نعم أتذكر أم كلثوم، تلك الظاهرة التى قال لى بعض الأصدقاء الهنود ممن لا يعرفون العربية إن قوات الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية كانت تُوَقِّت ضرباتها أحيانًا بالتنسيق مع صوت أم كلثوم حتى تضمن انشغال الشعوب بصوتها الساحر، بما فى ذلك الشعوب غير العربية مثل فارس والهند وغيرهما، نعم أتذكر أم كلثوم يوم ذهبت معها مودعًا لها فى مطار هيثرو، وأنا نائب للقنصل بلندن، فى مستهل حياتى الدبلوماسية، وكيف رأيتها هى وزوجها الدكتور حسن الحفناوى- وهو والد صديقى، الأستاذ الدكتور محمد الحفناوى، الذى أجاب، فى حوار صحفى مؤخرًا عن حياة أم كلثوم، إجابات صادقة ورائعة فى نفس الوقت- وأتذكر جيدًا أن ضابط الجوازات البريطانى سألنى يومها: ما اسم هذه الضيفة الكبيرة؟ فقلت: أم كلثوم، فقال: ولكن أين الاسم الأوسط واسم العائلة؟ وعندما سألتها قالت لى فى ضيق: أم كلثوم إبراهيم البلتاجى، وكان تاريخ ميلادها فى جواز سفرها الدبلوماسى 1908، وأنا أظن أن التاريخ الحقيقى كان 1898، وقد سألتنى يومها: ما درجتك؟ فقلت: إننى دبلوماسى صغير بدرجة سكرتير ثالث، وكان ذلك فى عام 1972، فقالت: إن الذى ودعنى فى مطار القاهرة هو الدكتور عبدالقادر حاتم، بتعليمات من الرئيس السادات.

فلماذا لا يستقبلنى السفير كمال رفعت فى مطار لندن؟! فقلت لها: إن السفير الحالى لا يستقبل إلا رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو وزير الخارجية، وهو مشغول الآن بمقابلات معينة واتصالات رسمية، ولابد أن أعترف بأن لقائى بها وحوارى معها كانا صدمة لى، لأنها كانت فى الواقع مختلفة كثيراً عن ما كان بخيالى الواسع، خصوصًا أنها كانت فى تلك الفترة قد تقدمت فى العمر، وكانت تشعر وقتها بأن رحيل عبدالناصر ومجىء السادات قد طوى صفحة من حياتها، وأنها قد أصبحت قريبة من صانع القرار لأن السادات كان فى بداية عهده ولم يكن له فى ذلك الوقت مثل كاريزما عبدالناصر فى حياته، ولقد ترددت شائعات عن خلاف لها مع السيدة الفاضلة جيهان السادات، وقد اكتشفنا أن ذلك لم يكن صحيحًا وأنها شائعات برعنا فيها دائمًا. أعود إلى عصر الطرب الجميل الذى كانت تمثله أصوات متميزة، أبرزها صوت سيدة الغناء العربى كوكب الشرق أم كلثوم، التى أظن أن الله قد منحها صوتًا شجيًا لا نعرف له مثيلًا، وقد بدأت من الإنشاد الدينى إلى أشعار «شوقى» و«رامى» مع ألحان «القصبجى» و«السنباطى» ثم «عبدالوهاب» وصولًا إلى بليغ حمدى وسيد مكاوى وغيرهم من صناع الكلمة وواضعى الألحان ومهندسى الأنغام، فأم كلثوم تركيبة ذات خصوصية تمثل ظاهرة فريدة، وأتذكر الآن صديقى الراحل أحمد زويل، الذى كان يقول لى إنه حصل على جائزة نوبل نتيجة أبحاثه وتجاربه التى أجراها وصوت أم كلثوم يصدح إلى جواره فى كل وقت حتى داخل المختبرات العلمية فى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأنا أعترف أننى قد استعنت شخصيًا فى فترة إعدادى للدكتوراه فى لندن بصوت هذه القيثارة الفريدة وأغانيها الرائعة، خصوصًا الأشعار الخالدة، بدءًا من «سلوا قلبى» مرورًا بـ«رباعيات الخيام»، التى ترجمها «رامى» شعرًا عن الفارسية، وصولًا إلى «الأطلال» مع العشرات من روائعها الأخرى مثل «ذكريات» و«قصة الأمس»، بل إننى استمعت إلى تلاوة من آيات الذكر الحكيم بصوتها الرخيم، الذى جعلنى أدرك أن نشأتها الدينية قد لعبت دورًا كبيرًا فى تثقيفها وتكوين وعيها وتشكيل وجدانها، كما أنها قد صعدت درجات سلم المجد من «طماى الزهايرة» إلى أن أصبحت حلمًا لشريف باشا صبرى، شقيق ملكة مصر، الذى افتتن بها وأراد أن يتزوجها، لقد كانت قريبة من عظماء عصرها فى كافة المجالات، وربطتها صداقة قوية بعدد من رؤساء الحكومات المصرية، أذكر منهم النقراشى باشا، حتى إن جحوظ عينيها قد بدأت أعراضه بعد حزنها على اغتيال ذلك السياسى الوطنى المصرى النظيف.

إننى أسوق هذه الكلمات ترحُّمًا على عصر الطرب الأصيل والفن الجميل، متذكرًا أيقونة الغناء العربى فى القرن العشرين، إننى أتذكر ذلك كله الآن وأنا أرى ما آل إليه الطرب المصرى حاليًا من هبوط واضح وسطحية ظاهرة وفن أجوف.. رحم الله أم كلثوم وعصرها الذهبى وعاشت أغانيها الخالدة وأعمالها الرائعة وحسها السياسى الرفيع وتذوقها للشعر والأدب، حتى كانت مُحدِّثة ساخرة لا يباريها أحد فى ملاحظاتها الذكية و«قفشاتها»، التى مازال يذكرها معاصروها أو مَن كتبوا عنها.. رحمها الله، ورحم معها الطرب المصرى وإبداعات زمنه الجميل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطرب المصرى أم كلثوم نموذجًا الطرب المصرى أم كلثوم نموذجًا



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 06:17 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

عرض مسلسل "الشارع اللي ورانا" نهاية العام الجاري

GMT 01:13 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

بثينة الرئيسي تعتمد أحدث صيحة لهذا الصيف

GMT 21:23 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تشغيل أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بريف حماة

GMT 20:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة شعبان عبد الرحيم.. تعرف علي تفاصيل الساعات الأخيرة

GMT 17:51 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد أبو تريكة يعلق على تعيينه سفيرا لمونديال قطر2020

GMT 01:38 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تركيا تعلن الاستيلاء على مدينة رأس العين شمال سورية

GMT 20:58 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

البواردي يستقبل السفير اليمني

GMT 17:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على مزايا وعيوب سيارة تويوتا "C-HR"

GMT 03:10 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عطر "Decadence Eau So Decadent" يُجسِّد المرأة القوية الحُرّة والأنيقة

GMT 16:30 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

جاي بيريمان يطلب الترخيص للمشاركة في سباق السيارات

GMT 10:17 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

حاربي التجاعيد وحب الشباب بهذا المكوّن

GMT 08:28 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

بنتلي تكشف عن أسعار سيارتها "Bentayga" الجديدة بقوة 550 حصان

GMT 05:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

النعيمي يفتتح نادي مصفوت الرماية والفروسية في عجمان

GMT 09:52 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسهم المحلية تتماسك أمام ضغوط البيع

GMT 20:38 2015 السبت ,18 إبريل / نيسان

العداء “بولت” لا يهتم بالألقاب فى 2015
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon