مخاوف مشروعة
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

مخاوف مشروعة

مخاوف مشروعة

 صوت الإمارات -

مخاوف مشروعة

مصطفى الفقي
بقلم : مصطفى الفقي

كلما تقدمت البشرية إلى الأمام وقطعت أشواطًا فى مجالات البحث العلمى والتطور الصحى، ظهرت مخاوف جديدة بعكس ما كان متوقعًا، وهو أن تكون الاكتشافات الحديثة مصدرًا للطمأنينة ومبعثًا للأمان.. ولكن الواقع يقول بغير ذلك، فكلما زاد حجم المعلوم لا يتراجع حجم المجهول كما كنا نظن، بل يزيد هو الآخر بشكل مطرد، لأننا كلما توغلنا فى العلم من أجل تعميق حجم المعلوم فإننا نجد فى طريقنا تساؤلات جديدة تجعل المجهول أكثر تأثيرًا وأكبر حجمًا، لذلك فإننى أتصور أن الحياة البشرية التى أصبحت أكثر يسرًا فى بعض جوانبها باتت تحمل معها مخاطر جديدة، فالذى يركب الحمار لا يعتريه خوف يذكر من حادث عارض، أما راكب الطائرة فلديه مخاوف من أن تحدث مفاجأة فى الجو ويكون الأمر صعبًا بل خطير، فكلما ازدادت الحياة تعقيدًا تزايدت وسائل الراحة وأسباب التقدم ولكنها فى الوقت ذاته تقترن بمتاعب من نوع جديد!.. فالمصعد الإلكترونى إذا توقف بين الأدوار قد يكون الخروج صعبًا، بينما الأمر بالنسبة للمصعد الخشبى التقليدى ذى البوابة الحديدية المفرغة يكون أكثر أمانًا وأقل خطرًا.. ولقد كشفت أحداث عام 2020 وما بعده عن غزو جديد لكائنات صغيرة للغاية تسمى فيروسات هاجمت البشرية من بوابات الصين لكى تكتسح العالم فى كل اتجاه ودون استثناء، وذلك معناه أننا مقدمون على مرحلة مختلفة فى المستقبل البشرى، فقد كانوا يقولون لنا فى مبادئ علم الاقتصاد إنه علم الندرة، فالحاجات متعددة ولكن الإمكانات نادرة، وبالتالى فإن المشكلة الاقتصادية تكمن فى عدم القدرة على الوفاء باحتياجات الجميع، لذلك فزعت الدراسات فى العقود الأخيرة وهى تتداول حجم الزيادة السكانية فى معظم دول العالم بشكل ينذر بالخطر ويدق ناقوسًا بالتحذير تجاه المستقبل المتزايد فى عدد سكان الكوكب والذى يتجاوز كثيرًا المليارات السبعة من البشر.. وهكذا أطلت علينا من جديد النظريات التقليدية التى كانت ترى أن عدد السكان فى كوكبنا محكوم بالتوازن الطبيعى نتيجة الحروب والنزاعات المسلحة، وأيضًا بسبب الدور الذى تلعبه الأوبئة الفتاكة التى اجتاحت البشرية، بدءًا من الطاعون، وصولًا إلى الكورونا، مرورًا بعشرات الأوبئة والأمراض التى تُقلص أعداد سكان الأرض وتحفظ التوازن المطلوب.

وقد اختلف الأمر كثيرًا فى السنوات الأخيرة، فمنذ الحرب العالمية الثانية لم تتكفل الحروب الإقليمية والنزاعات المحصورة فى مناطق معينة والموزعة على خريطة الكون، ولم تتمكن تلك الحروب والصراعات من أن تحقق التوازن المطلوب فى عدد السكان، لذلك أطلت علينا أوبئة جديدة تجاوزت عالم الميكروب إلى عالم الفيروس الذى يلتصق بأجزاء فى الجسم مخترقًا الجهاز المناعى لكى يدمر ويعبث بحياة الملايين، وبينما الفزع يدق أنحاء العالم إلا أن هناك قلة تحاول أن تجد لما جرى ميزة ما، حتى ولو كانت خفية وغير مصرح بها بل مسكوت عنها، وأعنى بها أن الأوبئة القادمة سوف تصبح ضرورة لحصد مئات الألوف من الزيادات البشرية السنوية، فى محاولة سخيفة لإحداث التوازن البشرى المزعوم، بغية الوصول إلى الحد الأمثل لسكان الكوكب. وفى ظنى أن الأمر أعمق من ذلك وأخطر، إذ يحمل فى طياته نعرات عنصرية وأفكارا متطرفة ورؤى متشائمة تخفى خطاب الكراهية تجاه بعض الأمم والأعراق والأجناس، فهناك من يخططون للأفكار الشريرة لمستقبل الإنسان على الأرض، ويرون أن الثروات الطبيعية لن تفى بالاحتياجات البشرية، لذلك فإن الصراع حتمى، وتحجيم كمية الجنس البشرى تصبح - فى نظرهم - ضرورة تحتكم إلى مفاهيم نظرية محددة، تستهدف أممًا بذاتها وربما قوميات دون غيرها!.

ولا أريد هنا أن أفرط فى التشاؤم ولا أن أصبح أسير نظرية المؤامرة فى تفسير ما جرى وما يجرى، إلا أن الشواهد مازالت تدعو إلى القلق وتثير المخاوف المشروعة فى مثل تلك الحالات التى تمر بها البشرية، كما أن عددًا من التصريحات التى تفلت من أفواه أصحابها على قمة المجتمعات الغربية تثير هى الأخرى الخوف والقلق وتعزز روح التشاؤم، ولعل هذا يفسر إلى حد كبير التردد الواضح والخوف المنتشر من عمليات التطعيم ضد الأوبئة الأخيرة، وعلى رأسها وباء كورونا المستجد الذى يتطور ويتحور فى خبث يكاد يكون بشريًا وليس فقط طبيعيًا.

إن الثقافة والفكر والعلم والأدب واقتناء الرؤية البعيدة والالتزام بالموضوعية والصبر.. كلها أمور لازمة لمواجهة تلك المخاطر المرضية الجديدة والمخاوف المشروعة التى تغزو العقول وتخترق الثقة التى جرى بناؤها بين البشر على امتداد القرون الماضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف مشروعة مخاوف مشروعة



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 07:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج العذراء

GMT 14:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج القوس

GMT 10:35 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الأثنين 31 نوفمبر/ تشرين الثاني لبرج القوس

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 19:34 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الحمل

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 19:14 2020 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الاثنين 30 نوفمبر / تشرين الثاني لبرج الجوزاء

GMT 14:41 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج العقرب

GMT 21:04 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 15:18 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الدلو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon