التأييد لا يعنى مسح العقول
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

التأييد لا يعنى مسح العقول

التأييد لا يعنى مسح العقول

 صوت الإمارات -

التأييد لا يعنى مسح العقول

بقلم : عمرو الشوبكي

هناك دائما جماهير غالبة مؤيدة لكل النظم السياسية منذ عهد عبدالناصر مرورا بالسادات ومبارك وانتهاء بالسيسى، وفى كل المراحل كانت هناك رواية سياسية ما يلتف حولها المؤيدون، وحتى حين تراجعت السياسة فى عهد مبارك ظلت هناك حجج ما للتأييد تنتمى للمنطق والعقل.

فى عهد عبدالناصر دعمت الناس قائدا وزعيما حقيقيا امتلك مشروعا سياسيا متكاملا نجح وأخفق، وحارب الاستعمار بجد لأننا كنا بلدا محتلا، وواجه العدوان الثلاثى على ضفاف القناة، وإذا صادف أن وصف أعداءه بأنهم أشرار فإننا نعرفهم وفق تعريفات عصره بأنهم المسؤولون عن الاستعمار والرجعية، فخصومه محددون يعرفون لماذا يكرهون عبدالناصر، ومؤيدوه يقولون كلاما عاقلا فيه مائة سبب لتأييده، بصرف النظر عن الاتفاق والاختلاف مع ما قاله المعارضون والمؤيدون.

وفى عهد السادات عرفت مصر رواية «ساداتية» متكاملة نالت فى البداية تأييد قطاع واسع من المصريين حين استعاد الرجل بشجاعة سيناء عقب حرب ومبادرة سلام، ووقَّع مع إسرائيل اتفاقية سلام، وربط بين التسوية السلمية والرخاء الاقتصادى، وكان مؤيدو الرئيس السادات يتناقشون (حين دخلنا الجامعة فى نهاية السبعينيات) مع خصومه بحجج سياسية معروفة: لماذا الحرب من أجل الآخرين (العرب)؟ لقد حررنا أرضنا بدمائنا، وأفقرتنا الحروب المتتالية ضد إسرائيل، وأن دفاعنا عن القضية الفلسطينية سبب أزماتنا الاقتصادية!

وبصرف النظر عن موقف البعض من هذه المقولات، إلا أنها كانت وراءها أفكار سياسية ربما كانت حجر الزاوية، الذى قام عليها ما يمكن تسميته «مدرسة اليمين العربى»، التى دعت إلى حل الصراع العربى الإسرائيلى بالطرق السلمية، وتوثيق العلاقة مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وبناء نظام رأسمالى فى الداخل.

وحين تحركت كتلة حرجة من المصريين، رافضة استمرار حكم مبارك (30 عاما) فى ثورة يناير، ونجحت فى إسقاطه، رفض قطاع كبير من المصريين فكرة إسقاط مبارك عبر ثورة، وطالب البعض ببقائه حتى انتهاء مدته الرئاسية (فى سبتمبر من العام نفسه)، فى حين أيد الكثيرون الثورة، ولكنهم رفضوا ما جرى عقب تنحى مبارك من فعاليات ثورية ومظاهر للفوضى عرفتها البلاد على مدار 3 سنوات.

وفى كل الأحوال عرفت مصر نقاشا سياسيا حادا بين المؤيدين والمعارضين، لم يعكس دائما وعيا عميقا، وكان فيه أحيانا بعض الخداع، ولكنه فى النهاية حمل مضمونا عاقلا أعطى أملا بأن هذا البلد مازالت لديه فرصة للتقدم وبناء دولة القانون وقبول التنوع والأفكار المختلفة.

واللافت أن التحول الذى شهدته مصر عقب «30 يونيو» أعطى الحكم الجديد فرصة تاريخية لأن يكون هناك إطار سياسى لتيارين، أحدهما محافظ وتقليدى ومرتبط بالنظام الأسبق (نظام مبارك)، وآخر مدنى ديمقراطى تقدمى مرتبط بثورة يناير، وأيد رموز التيارين انتفاضة الشعب فى «30 يونيو» وتدخل الجيش فى «3 يوليو»، ومع الوقت غاب فكر التيارين من أى نقاش عام لصالح الكلام الفارغ، وتراجع دورهما بشكل لافت إلا مَن اعتادوا تأييد كل النظم وفقا لتوجيهات تُطلب منهم.

لقد تراجع حجم المؤيدين الطبيعيين الذين اعتدنا عليهم طوال تاريخ مصر المعاصر، وشهدنا نماذج مسخا من أصحاب العقول الممسوحة تردد كلاما فارغا وأكاذيب مضحكة حلت مكان اللغة السياسية التى كان يحملها نظام «30 يونيو» فى بدايته.

مُحزِن أن يكون جانب رئيسى من دعاية التأييد هو روايات عن أَسْر قائد الأسطول السادس الأمريكى، وعن 600 مليار دولار وجدها رجال القوات المسلحة فى جبل الحلال بسيناء، وعن رجال المخابرات البريطانية، الذين أُلقى القبض عليهم فى سيناء، وجاء وزير خارجية بريطانيا للإفراج عنهم، وكذلك فعلت المستشارة الألمانية «ميركل» أثناء زيارتها لمصر.

وانتشرت مؤخرا رواية أخرى- عشية زيارة الرئيس السيسى الأخيرة للمملكة العربية السعودية- تقول إن هناك صفقة لإنقاذ حكم الملك سلمان فى السعودية، بعد اكتشاف مصر مؤامرة دنيئة لقلب نظام الحكم فى المملكة العربية السعودية، لذلك كان اجتماع السيسى وسلمان، فى لقاء الإنقاذ والتراضى وتصفية الأجواء وترضية مصر، بضخ استثمارات بقيمة 27 مليار دولار، ومنحة 10 مليارات دولار لبناء مدينة رفح الجديدة، بـ10 آلاف وحدة سكنية و3 مستشفيات عالمية و3 مدارس و3 مساجد، بجانب منحة أخرى 10 مليارات دولار لبناء مدينة شرم الشيخ الجديدة وجامعة الاتحاد العربى للتكنولوجيا، وبناء قاعدة عسكرية مصرية فى جزيرة الفرسان السعودية جنوب البحر الأحمر، لحماية مدخل البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

مُحزِن أن نسمع كلاما سياسيا وخطابا متماسكا، أمس الأول، من ولى ولى العهد السعودى (أيا كان الاتفاق والاختلاف معه أيضا)، فى حين يردَّد فى مصر هذا الفهم والكلام الفارغ عن طبيعة العلاقة بين مصر والسعودية.

لم يحدث فى تاريخ مصر المعاصر أن شهدنا خطاب تأييد لنظام قائما على خرافات وقصص وهمية مجهولة المصدر تحتاج مستوى عقليا وفكريا شديد الضحالة، لكى تُصدَّق، حتى ربط البعض تأييده للحكم بترديد كلام فارغ عن المؤامرات اليومية، وعن انتصارات وبطولات وهمية، وغيَّبنا الكلام الجاد الذى يساعد على التقدم والنقاش المفتوح الذى يحترم التنوع.

خطورة هذا الكلام أن مُروِّجيه يعتبرون أن الشعب المصرى لا يستحق إلا الكلام الفارغ، فحشوا عقول البعض بخطاب تخلُّف حقيقى حتى تبقى البلاد على أوضاعها الحالية، فى حين أنه كانت هناك فرصة حقيقية للدفاع عن دوافع سياسية عاقلة دفعت قطاعا كان غالبا من المصريين إلى تأييد النظام الجديد، فى مواجهة معارضة مدنية أخرى اختلفت فى التفاصيل لا فى الجوهر، أما الآن فبات من الصعب تصور أن هناك نظاما سياسيا يمكن أن يستمر بنظريات المؤامرة والكلام الفارغ وتأييد أصحاب العقول الممسوحة، فمتى يغير من مساره ويصلحه؟

المصدر : صحيفة المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التأييد لا يعنى مسح العقول التأييد لا يعنى مسح العقول



GMT 20:15 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

التوجهات الجديدة

GMT 22:06 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

المسار الجديد

GMT 18:45 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

التواصل مع الناس

GMT 17:29 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

الفيتو الرئاسي

GMT 17:56 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

الأهلي والزمالك

GMT 13:27 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 17:12 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تناقض بين الرياضي والفاخر في مجموعة " فيتون"

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 20:38 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

حمد محمد ثاني الرميثي يستقبل نظيره البريطاني

GMT 04:01 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ننشر أسماء الفائزين في سباق الجري القمي بشرم الشيخ

GMT 07:53 2018 السبت ,26 أيار / مايو

طريقة تحضير المنسف الأردني

GMT 10:07 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

فاس أكبر المدن المغربية تجمع الأصالة والحضارة

GMT 04:54 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

«الصحة ووقاية المجتمع» تحذر من مكملات غذائية

GMT 13:25 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

سلمى أبو ضيف تظهربإطلاله مثيرة على "انستغرام"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates