إضاعة الفرص هواية وطنية لبنانية
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

إضاعة الفرص هواية وطنية لبنانية

إضاعة الفرص هواية وطنية لبنانية

 صوت الإمارات -

إضاعة الفرص هواية وطنية لبنانية

بقلم : خير الله خير الله

أن يتلهى اللبنانيون بأوضاعهم الداخلية شيء والسعي إلى رؤية الصورة الأكبر، أي ما تشهده سوريا والإقليم كلّه شيء آخر.

صارت إضاعة الوقت وتفويت الفرص هواية وطنية منذ غرق اللبنانيون في أواخر ستينات القرن الماضي في حروبهم الداخلية وحروب الآخرين على أرضهم.

لم يتبلور، للأسف الشديد، لدى معظم القيادات السياسية اللبنانية ولدى المواطنين العاديين فهم يسمح بالربط بين ما يجري في الداخل من جهة، وما يدور في الشرق الأوسط من جهة أخرى.

على سبيل المثال وليس الحصر، لم تستوعب معظم القيادات المسيحية والإسلامية معنى بقاء لبنان خارج حرب العام 1967 وكيف المحافظة على هذا الإنجاز، بدل الذهاب في لعبة الحلف الثلاثي المسيحي الذي انجرّ إليه شخص يرمز إلى الاعتدال والحكمة والتعقل مثل ريمون ادّه. صحيح أنّه كانت لكميل شمعون حسابات ذات طابع شخصي كان يريد تصفيتها مع الشهابية التي سعت إلى إلغائه، لكن الصحيح أيضا أنّه لم يكن منطقيا أن يخرج حزب الكتائب من تحت عباءة الشهابية بعدما كان من أعمدة النهج الذي خطّه فؤاد شهاب بعد العام 1958. قام هذا النهج على بناء مؤسسات حديثة لدولة لبنانية تأخذ في الاعتبار الحاجة إلى العدالة الاجتماعية والتنمية التي تشمل كلّ المناطق.

أخذ نهج فؤاد شهاب في الحسبان صعود “الناصرية”، نسبة إلى جمال عبدالناصر الذي مثّل ظاهرة مخيفة مهّدت لتولي حزب البعث السلطة في سوريا والعراق، بل في العراق قبل سوريا، في مرحلة بدء توريط المنطقة في هزيمة 1967 وإغراقها في بحر المزايدات والشعارات الفارغة التي أوصلت العراق وسوريا إلى ما وصلا إليه الآن.

غابت عن القيادات اللبنـانية، في معظمها، تلك الثقافة التي كانت تسمح بالربط بين الداخلي والإقليمي.

زاد غياب هذه الثقافة مع مرحلة ما بعد 1967 وتركيز النظام السـوري، حيث كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع، على نقل المسلحين الفلسطينيين إلى لبنان وكأنّ الهدف الواضح للأسد الأب كان يتمثّل في الانتقام من لبنان تعويضا عن خسارة سوريا، هضبة الجولان… أو تسليمها لها في ظروف لا بدّ أن تتكشّف يوما.

زاد العجز عن فهم المعادلة الإقليمية وكيف يمكن أن يذهب لبنان ضحيّتها تدفق المقاتلين الفلسطينيين على جنوب لبنان وعلى المخيمات المنتشرة في كلّ المناطق واضطرار لبنان إلى توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم في العام 1969 بسبب عوامل عدّة. من بين هذه العوامل الضغوط التي مارسها الشارع السنّي على رئيس الجمهورية شارل حلو، وكان رئيسا ضعيفا. كان رأس الحربة في هذه الضغوط رئيس الوزراء رشيد كرامي الذي لم يقدّر خطورة التنازل عن السيادة على جزء من الأرض اللبنانية لمنظمة التحرير الفلسطينية. لم يقف سوى زعيم مسيحي واحد، هو ريمون إدّه ضدّ اتفاق القاهرة. كان ريمون إده من طينة مختلفة عن الزعماء الموارنة. لم يكن مستعدا للتنازل عن أيّ من المبـادئ التي يؤمن بها من أجل رئاسة الجمهورية. لم يكن في حاجة إلى رئاسة الجمهـورية كي يصبح شيئا وكي يدخل أفراد عائلته عالـم المـال والأعمال والصفقات… كان فوق ذلك كلّه. لذلك لم يقل الشيء وضدّه في أقلّ من أربع وعشرين ساعة. رفض كلّ العروض التي قدّمت له حفاظا على سمعته أوّلا، وعلى إراحة ضميره ثانيا وأخيرا.

زاد العجز أكثـر عن فهـم المعـادلة الإقليمية عند معظـم الزعماء اللبنانيين عنـدما استـولى حافظ الأسد على السلطة كلها في سوريا ابتداء من خريف العام 1970. لم يستوعب سوى قليلين إلى أيّ حد كان الأسد الأب مستعدا للذهاب في لعبة تدمير لبنان، خصوصا بعد حرب تشرين الأوّل ـ أكتوبر 1973، مستخدما المسلحين الفلسطينيين والميليشيات المسيحية اللبنانية في البداية من أجل تحقيق مآرب خاصة تنسي تسليم الجولان لإسرائيل في حزيران – يونيو 1967، أي قبل نصف قرن إلّا بضعة أيام.لم يبدأ بعض المسيحيين في استيعاب ما هو النظـام السـوري إلا بعد تفرّغه كلّيا للبنان في اليوم الذي توصّل فيه إلى اتفاق فكّ الارتباط في الجولان في العام 1974. لا يزال هذا العجز عن فهم الرابط بين لبنان ومحيطه سمة تميّز معظم الزعامات اللبنـانية، خصوصا المسيحيين الذين لم يعوا معنى حرب السنتين (1975 و1976) وإبعاد اتفاق الطائف وإعادة بناء وسط بيروت وقبل ذلك معنى خروج المقاتلين الفلسطينيين مـن لبنان، وبدء حلول ميليشيا “حزب الله” المرتبطـة مباشـرة بإيـران مكانهم.

كان هناك في كل وقت غياب للقدرة على تقدير التوازنات الإقليمية واعتبار لبنان محور العالم. في الكتاب المهم الذي عنوانه “دوائر التدخّل” والذي يعرض تفاصيل العلاقات بين الولايات المتحدة ولبنان بين 1967 و1976، تتكشف كميّة السذاجة لدى زعماء مسيحيين كثيرين كان همّهم الأوحد الحصول على سلاح من أميركا لمقاتلة الفلسطينيين، في حين كان همّ الإدارات الأميركية المتلاحقة استرضاء النظام السوري ومنع أي صدام سوري – إسرائيلي… وصولا إلى اليوم الذي أصبح فيه الجيش التابع للنظام السوري يسيطر على لبنان بغطاء دولي وعربي… وموافقة إسرائيلية.

عدم إجراء الانتخابات في موعدها والدخول في خلافات في شأن القانون الجديد، دليل على أن اللبنانيين، في معظمهم، لم يتعلموا شيئا من تجـارب الماضي. على العكس من ذلك، أنهم ضحية نظرية تقول إن كل لبناني يعتقد أن العالم يدور حول لبنان

آن أوان أن يفكّر اللبنانيون أن العالم لا يدور حول بلدهم الصغير. أكثر من ذلك، صار هذا البلد مجرّد تفصيل صغير مقارنة مع ما يدور في المنطقة ومع سقوط سوريا والعراق، وتحولّهما إلى مرتع لميليشيـات تمارس عملية تطهير ذات طابع مذهبي تترافق مع تدمير المدن العربية الكبيرة الواحدة تلو الأخرى أو وضع اليد عليها، كما يحصل في دمشق.

من المفيد أن يكون هناك وعي بأمر في غاية الأهمية يتمثل في أن لا معنى لأي كلام عن “حقوق المسيحيين” في لبنان بوجود سلاح غير شرعي يحمله حزب مذهبي قراره في طهران. أي كلام عن هذه الحقوق من النوع المضحك – المبكي الذي يجعل من الخلاف على القانـون الانتخابي بمثـابة تأكيد لجهل اللبنانيـين بما هو على المحكّ فعلا ليس في بلدهم فحسب، بل في المنطقة كلّها أيضا. عنـدما يكون هناك قانون انتخابي معمول به ولا تجري الانتخابات في ظلّه، في اليوم الذي يحل فيه موعد الانتخابات، فهذه مهزلة المهازل لا أكثر. إن عدم إجراء الانتخابات في موعـدها والدخـول في خلافات في شأن القانون الجديد، دليل على أن اللبنانيين، في معظمهـم، لم يتعلّمـوا شيئا من تجـارب الماضي القريب. على العكس من ذلك، أنهم أكثر من أي وقت ضحية نظرية تقول: إن كل لبناني يعتقد أن العالم يدور حول لبنان. الحقيقة أن كل لبناني ينتهي بالدوران على نفسه لا أكثر ولا أقل.

عشتم وعاش لبنان وعاشت حقوق المسيحيين في لبنان.

المصدر : صحيفة  العرب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إضاعة الفرص هواية وطنية لبنانية إضاعة الفرص هواية وطنية لبنانية



GMT 08:24 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"أبو مازن" الذي تذوّق السلطة

GMT 17:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الياس الرحباني شاهد على حلو لبنان ومرّه

GMT 22:53 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

الفراغ بعد الانهيار في لبنان

GMT 22:19 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

السودان يدفع ثمن ضريبة فرضها الاخوان

GMT 23:36 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"نقطة التحوّل" التي فاتت بشّار

GMT 07:22 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج السرطان

GMT 20:55 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 10:48 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الجمعة 31 نوفمبر / تشرين الثاني لبرج الجدي

GMT 00:00 -0001 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

شهر مفصلي أنت على مفترق طريق في حياتك وتغييرات كبيرة

GMT 12:29 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

أمينة بالطيب تُشير إلى سبب حبها لمجال الرسم

GMT 17:02 2017 الأربعاء ,09 آب / أغسطس

كلبٌ وحكيم

GMT 13:04 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

فيل يحول أحد أعضائه إلى خرطوم إطفاء

GMT 18:42 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

موديلات فساتين زفاف صيفية للعروس العصرية

GMT 19:15 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

نادر السيد ضيف إبراهيم فايق في "نمبر وان"

GMT 01:02 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي علي ماسكات جمالية من قشور الليمون عليكِ تجربتها

GMT 06:59 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي اسهل طريقة تبييض الوجه وتقشيره بالقهوة

GMT 01:55 2015 الأحد ,05 تموز / يوليو

سانتي مينا ينتقل إلى صفوف "فالنسيا" رسميًا

GMT 20:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي

GMT 17:37 2012 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

مرصد الإمارات الفلكي يحيي الليلة العالمية للقمر

GMT 21:28 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

بلجيكا تسجل 38 وفاة و3437 إصابة جديدة بكورونا

GMT 23:40 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

الطريقة الصحيحة لارتداء الكمامات للوقاية من عدوى كورونا

GMT 06:26 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

رويز وجوشوا يقيسان وزنيهما قبل نزال الدرعية التاريخي

GMT 18:02 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

أحدث صيحات فساتين الزفاف لتختاري من بينها

GMT 11:57 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمات تتنافسن بالمونوكروم في "هوليوود فيلم أواردس"

GMT 00:39 2019 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

جزيرة "مولوكاي" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon