ثلاث انفراجات كبرى
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

ثلاث انفراجات كبرى!

ثلاث انفراجات كبرى!

 صوت الإمارات -

ثلاث انفراجات كبرى

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

لم يكن عام 2020 رحيماً بالبشرية في عمومها، فتوالت النوائب بأشكال مختلفة على العالم، وإقليمنا الذي نعيش فيه، ولم تنجُ دولة في الدنيا إلا ووقعت تحت آلام عنيفة سياسية واقتصادية. ولكن العام لم يشأ أن يرحل من دون انفراجات ثلاث لثلاث أزمات كبرى. الأولى منها كانت «الجائحة»، فقد ظلت «أزمة كورونا» منذ بداية عام 2020 حاكمة للسلوكيات العامة في الدول والعلاقات الدولية؛ وكل ما لا يؤثر مباشرة مع مواجهة الفيروس كان إما مؤجلاً أو لا يلقى الاهتمام الكافي. ومرض «كوفيد - 19» هو مرض معد سببه آخر فيروس تم اكتشافه من سلالة فيروسات «كورونا».
ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس الجديد ومرضه قبل بدء تفشيه في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر (كانون الأول) 2019. وبعد عام بلغ إجمالي عدد حالات الإصابة حتى 7 ديسمبر الحالي أكثر من 67 مليون حالة، والوفيات أكثر من 1.54 مليون حالة في 220 دولة وكيان سياسي.
والأزمة هنا كانت «مركبة»، فهي صحية تهدد حياة الإنسان؛ وهي اقتصادية لأن جزءاً من علاجها سحب الجماهير من دوائر العمل والإنتاج، وفصلها عن بعضها البعض مع غلق وعزل مناطق؛ وهي اجتماعية لأنها أثرت سلباً على قطاعات واسعة من المواطنين انخفض دخلها أو انعدم بالبطالة، ووضعت المواطنين أمام خيارات صعبة، بعضها روحي، وكثير منها مادي يتمثل في فقدان أعزاء. والأزمة كانت غامضة، وقف العلم أمامها مستطلعاً ومستكشفاً وباحثاً عن مخرج أو لقاح أو علاج. وللتعامل مع هذه الأزمة المركبة، أصبح «التعايش» مع المرض هو الصيحة العالمية في دول عانت جميعاً من البلاء.
وكانت المعضلة الأولى التي يجري حلها هي التعامل مع عامل الزمن، ونفاد الصبر، والرغبة السريعة للشعوب في العودة إلى الحالة «الطبيعية». واكتسب البحث عن لقاح للفيروس شدة لم يسبق لها مثيل في الأبحاث الطبية، مع ما يترتب على ذلك من آثار هائلة على الصحة العامة والاقتصاد العالمي.
وعملت الحكومات والشركات والمختبرات الأكاديمية على تسريع جهودها وسط التيارات الجيوسياسية وتحديات إنتاج جرعات كافية لمليارات البشر. وفي شهرنا هذا جرى اكتشاف اللقاح، وتصنيعه، وبدء توزيعه على العالم في بشارة انفراج أزمة قاسية.
الأزمة الثانية كانت في حالة النظام العالمي، بعد أن دخلت الولايات المتحدة، الدولة العظمى الباقية، في فترة غياب سياسي تمثل في انتخابات رئاسية شغلت الدنيا كلها. كان العام هو عام الانتخابات الأميركية، وفاز كل من ترمب وبايدن بالانتخابات التمهيدية لحزبيهما.
وفي مواجهة ثلاث أزمات - تزايد عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، والانهيار الاقتصادي الذي أعقب ذلك، والاحتجاجات ضد قتل الشرطة للأميركيين السود - أتيحت لترمب الفرصة كرئيس للولايات المتحدة لتوحيد الأميركيين من مختلف الاتجاهات السياسية في العام الأخير من ولايته الأولى؛ وبدلاً من ذلك، في كل لحظة محورية تقريباً، ظل ترمب وفياً لعلامته التجارية المثيرة للانقسام، رافضاً نصيحة العلماء والمستشارين، وسخر من أولئك الذين تجرأوا على الاختلاف. ولأول مرة حقق الحضور الأميركي في الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 في كل المؤشرات ما لم يحققه من قبل، حيث بلغت نسبة المشاركة 70 في المائة ممن هم في سن التصويت، ومن ناحية فاز جو بايدن بأصوات أكثر من 82 مليوناً، بينما حصل منافسه دونالد ترمب على أكثر من 76 مليوناً، بزيادة قدرها 8 ملايين عما حققه في الانتخابات السابقة في 2016.
ورفض ترمب الاعتراف بالهزيمة، معتبراً هزيمته كانت نتيجة عملية «احتيال واسعة النطاق»؛ ولكن بعد العديد من المشاكسات السياسية بدأت عملية انتقال السلطة السياسية إلى الرئيس المنتخب؛ وأصبح للدولة القائدة في النظام الدولي عنوان يمكن تحليل توجهاته، وفهم نواياه، والحديث والتفاوض معه.
الشرق الأوسط بدأت أزمته المصيرية قبل عقد تقريباً، وعندما وصلته الجائحة، فإنها كانت تضيف إلى الكثير من الأوجاع آلاماً إضافية. ومع ذلك فإن عام 2020 شهد ثلاثة أنواع من الانفراجات التي تبشر بعقد جديد، ربما يكون فاتحاً لتغييرات كثيرة في المنطقة للحاق بعصرها. أولها استطاعت المنطقة خلال عام 2020 التعامل بجدارة مع عدد من الملفات في المنطقة، بعد حالة عدم الاستقرار التي ألمت بالعديد من دولها، واتجهت نحو تهدئة الأوضاع في العديد من البلدان.
وسواء كان الأمر في ليبيا أو سوريا، أو حتى في اليمن، فإن مزيجاً من الدبلوماسية وسياسة توازن القوى والإرهاق دفع في اتجاه تخفيض العنف ومحاولة البحث عن حل. باختصار فإن دول الموجة الأولى من «الربيع العربي» المزعوم استنزفت طاقتها في العنف، وبدأت في البحث عن خروج من مأزق.
أما الموجة الثانية التي بدأت في عام 2019، فإنها مع نهاية 2020 كانت قد تعلمت الكثير من الدروس. وثانيها شهد عام 2020 توقيع إسرائيل اتفاقيات دبلوماسية تاريخية مع دولتين عربيتين خليجيتين، هما الإمارات والبحرين في احتفال بالبيت الأبيض.
وتضفي الاتفاقيات الثنائية الطابع الرسمي على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين التي تتماشى مع معارضتهم المشتركة لإيران. ووقعت الدول الثلاث على وثيقة أطلق عليها اسم «اتفاقيات إبراهيم».
وتتكون الوثيقتان من بيانات عامة تتعهد فيها تعزيز الدبلوماسية والتعاون المتبادل والسلام الإقليمي. واتفقت الدول على الموافقة على اتفاقيات ثنائية بشأن 15 مجالاً من مجالات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التمويل والتجارة والطيران والطاقة والاتصالات والصحة والزراعة والمياه.
وفي الأيام التي تلت ذلك، وافق السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وكأن العام لم يشأ أن ينصرم قبل الإعلان في 9 ديسمبر (كانون الأول) عن اتفاق إسرائيل والمملكة المغربية على إقامة علاقات طبيعية بينهما.
وثالثها أنه رغم «كورونا» والضغوط الاقتصادية، فإن تيار الإصلاح في المنطقة لم ينجح فقط في التعامل مع «الجائحة»، سواء ما تعلق بالإصابات أو الوفيات، أو حتى في التعامل مع الآثار الاقتصادية السلبية بعد تراجع أسعار النفط، وإنما في الإصرار على استمرار الإصلاح، وأحياناً تحقيق معدلات نمو إيجابية.
الانفراجات الثلاث تفتح أبواباً كثيرة، ليس فقط للعام المقبل، وإنما أكثر من ذلك للعقد المقبل كله.
فهناك درس أنه لا توجد دولة واحدة في العالم تستطيع مواجهة المشكلات العالمية وحدها، وإنما سوف تحتاج في كل الأحوال للتعاون مع المجتمع الدولي. والدرس الآخر أن التقدم البشري، وقدرة الإنسان على التحكم في الطبيعة، لها حدود، وأن هناك حاجة ماسة لمزيد من الجهد للتعامل مع قضايا كوكب الأرض. والدرس الثالث في الشرق الأوسط أن أمور المنطقة تؤكد حقيقة أن مصالح الدولة الوطنية لها الأولية فيما يتعلق بعلاقاتها الخارجية، ولكن هذه المصالح ذاتها تدعو إلى مراجعة للكثير من السياسات والتوجهات التي جعلت من المنطقة استثناءً عالمياً في تحقيق التقدم. استمرار الإصلاح وتعميقه داخل الدولة الوطنية وفي الإقليم كله يجعل السلام والرخاء والتقدم ممكناً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث انفراجات كبرى ثلاث انفراجات كبرى



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 19:34 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الحمل

GMT 19:40 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الثور

GMT 15:58 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الدلو

GMT 06:50 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الحمل

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:05 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الميزان

GMT 21:34 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 20:53 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الثور

GMT 09:25 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

عرض الموسم الثالث من "مسرح مصر" على "MBC مصر"

GMT 11:38 2012 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "نورث آيلاند" يتمتع بالعُزلة والخصوصية في سيشيل

GMT 17:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الاثنين 31 نوفمبر/ تشرين الثاني لبرج العقرب

GMT 20:36 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 19:47 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يخسر معركته مع برشلونة حول فاران الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates