«غول» التكنولوجيا
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

«غول» التكنولوجيا

«غول» التكنولوجيا

 صوت الإمارات -

«غول» التكنولوجيا

سوسن الأبطح
بقلم - سوسن الأبطح

ما يحدث يتجاوز الخيال. من كان يصدق أنه في معقل أكبر ديمقراطية في العالم، يمكن لرجل واحد يملك شركة تكنولوجية، أن يسكت رئيس البلاد متجاهلاً عشرات الملايين ممن انتخبوه، ويجعله بلا حنجرة، ومحروماً من إبداء الرأي، من دون العودة إلى أي هيئة، أو الخضوع لأي نص قانوني واضح، ولا يجابه بمعارضة فعلية.


صحيح أن الرئيس دونالد ترمب، تجاوز كل الحدود باقتحام أتباعه حرم «الكابيتول» والتسبب في إزهاق أرواح بريئة، لكن الشركات العملاقة التي تواطأت على طرد الرئيس الأميركي وأنصاره من رحمتها، وعلى رأسها «تويتر»، موقع دونالد ترمب الأثير، سجلت سابقة ديكتاتورية خطيرة، أثارت رعباً، مما يمكن أن يحمله المستقبل من مفاجآت، قد تكون في غير مكانها.


وإذا كانت بروكسل، قد تجندت واستنفرت، واعتبرتها فرصة للبدء باتخاذ إجراءات أوروبية حاسمة، لوضع حد لطغيان أصحاب النفوذ التكنولوجي، فماذا عنا؟ وما الذي ينتظرنا؟ ونحن من أكثر الأمم استسلاماً لوسائل التواصل، وغراماً بخدماتها، وإدماناً على الثرثرة؟


جنبت الصين نفسها المهانة، حين ابتكرت شبكاتها. على «وي شات» ينشط الصينيون، محادثة وتواصلاً، ونشراً، ودفعاً لمستحقاتهم، وسحباً لأموالهم. هناك تراقبهم دولتهم، وقد قنعوا بذلك. وعبر «علي بابا» يتسوقون ويتبضعون، وهم يعرفون من يتجسس عليهم، ويحصي أنفاسهم. وصار للصينيين تليفوناتهم، وشبكتهم الإنترنتية الأكثر تطوراً واستقلالية. العربي اليوم، يجهل عدد الجهات التي تجمع بياناته، وما الذي تفعله بها، وعدد أجهزة المخابرات التي تستفيد منها، وليس لديه من بديل أو أمل ببزوغ بدائل، على المدى المنظور.


جاء إعلان «واتساب»، الذي يجتمع له ربع سكان العالم، بأنه سيشارك بياناتنا بدءاً من 8 فبراير (شباط) مع بقية التطبيقات التي يملكها «الإمبراطور» زوكربيرغ من «فيسبوك» و«إنستغرام» وغيرهما، ليضعنا أمام خيار واحد، هو الهروب إلى تطبيقين أميركيين آخرين، على أنهما أكثر أماناً، هذا على ذمة من يديرون التطبيقين. لكن «واتساب» كان قد وعد هو الآخر، بحفظ سرية المعلومات التي نأتمنه عليها، يوم بصمنا على شروطه، ثم نكث بعد أن جمع بيانات ملياري إنسان على وجه البسيطة. فما ضمانتنا المستقبلية، عند من ننزح إليهم لاجئين إلى خدماتهم؟
ثمة فوضى غير مسبوقة. وقوة جبارة تجمّعت لخمس شركات، باتت تتحكم في رقاب البشر. لكن الشعوب ليست جميعها سواء في هذه المحنة. الاتحاد الأوروبي، متماسكاً ومتضامناً، يقود مواجهة قانونية وضرائبية شرسة وفعّالة للجم انتهاكات أسياد العالم الجدد لخصوصيات مواطنيه. أميركا لها سابقة في تفكيك الاحتكارات من خلال قانون «تشيرمان» الذي وضع عام 1890 فقطّع أوصال كارتيلات عملاقة، وحوّلها إلى شركات صغيرة أقل سطوة. أي أن الدول الكبرى، ستعثر على حلول، ويبقى صغار القوم، هم الأكثر عرضة للابتزاز والتحكم في مصائرهم.
هذا ليس لتخويف أحد. لكن الحقائق تشير إلى أن «غوغل» و«فيسبوك» وحدهما باتا يستحوذان على ربع الإعلانات في العالم، فهل ستبقى لنا شركات إعلانية وطنية؟ هذا سؤال قد ينطبق على باقي المجالات، طالما أن كل شيء بات إلكترونياً بما فيها الخدمات المصرفية والصحة والإعلام، والمشتريات اليومية الصغيرة. «غول» التكنولوجيا يبتلع الوظائف التي تهبط إلى حدها الأدنى. ومن يوظفون في غالبيتهم يصرف لهم الفتات. في «وادي السيليكون» بدأ تشكيل نقابات للاعتراض على بخس المعاشات، و«غوغل» على رأس القائمة، على عكس ما يشاع عن دلال موظفيها. فماذا عنا، حيث لا شيء غير الاستهلاك والشراء، من جهات افتراضية، احترفت مهارة التهرب من دفع الضرائب؟
«غافام» أو الشركات الخمس التكنولوجية الكبرى، وتحتها يندرج ما لا يحصى من الأسماء، هي اليوم الثقب الأسود الذي يبتلع مئات مليارات الدولارات، ويقبض على أقوى سلطة تجمعت لشركات خاصة في التاريخ. وهي تواجهنا بأمرين شريرين؛ «الجشع» الذي لا حدود له و«الديكتاتورية» المتنكرة. فالتنافس قاتل بين جامعي الثروات أنفسهم، وكلما زادت مليارات أحدهم توسعت مساحات نفوذه وقدرته على التسلط المرن.
الشائع أن وسائل التواصل هي خدمة مجانية، تقدّم للمشتركين لوجه الله، ليتبين أنه في مثل هذه الحالات، المشترك هو السلعة الفعلية لهذه الشركات. وبالتالي فإن أهواءه ورغباته، وأسراره، وصوره، وعاداته، وحتى ملامح وجهه، هي ما يباع ويشترى، ويخضع للمزاد. هذا يمكن أن يحول كل فرد إلى عبد مغلول الإرادة، حين يستهدف بالأخبار والإعلانات، والمقالات، والتحليلات، وحتى المنتجات التي يراد توجيهه صوبها.
يعتقد الأوروبيون وهم من يقودون المواجهة في الصفوف الأمامية في الوقت الحالي، أن بمقدور القوانين أن تحميهم. لكن تطورات سريعة، لا بد أن تؤخذ في الحسبان. من يتذكر «نوكيا» و«بلاك بيري»؟ هاتان شركتان هشّتان سريعتا الصعود والهبوط. ما هو متوقع، أن تتمكن شركات آسيوية، في غضون سنوات قلائل من اقتسام السوق سريعاً، مع الأميركيين. وقد يصبح «بيدو» الصيني أقوى من «غوغل» و«وي شات» أهم من «فيسبوك»، والعمل جارٍ على التحضير لوراثة أميركا.
كتبت صحيفة «لوموند» افتتاحية قبل أيام قالت فيها، إن الصين هي الرابح الأكبر من جائحة «كورونا»، وبسببها سيصبح ناتجها القومي أعلى من الأميركي خلال سبع سنوات فقط، وهو ما لم يكن متصوراً. وخصصت الصحيفة المرموقة مقالات يومية لتحري المعجزة الآسيوية الآتية على حين غرة.
هذا كله لا يعني أن العرب سيتحررون من قبضة الـ«بعبع التكنولوجي» الذي قد يصبح أكثر تغولاً، بل سينتقلون، بكل بساطه من قبضة إلى أخرى، وهم لا حول لهم ولا قوة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«غول» التكنولوجيا «غول» التكنولوجيا



GMT 19:28 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أبناء البحرين يد واحدة ضد الإرهاب

GMT 19:24 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

خطاب بايدن

GMT 19:22 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

الإنسانيةُ بوابةُ النهوض والحضارة

GMT 19:20 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

إمسك توك توك!

GMT 19:18 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

قرار صائب!

GMT 01:13 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

4 من كبار الصحافيين الذكور في BBC يُرحبون بخفض مرتباتهم

GMT 07:06 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

١٠ ألاف لكل لاعب بالمصري عقب الفوز على الزمالك

GMT 01:36 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

تعرف على هذه الحيوانات االتي نقرضت في 2017

GMT 09:04 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على كيفية إدراج اللون الأزرق في الديكور الداخلي

GMT 08:40 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

أودي تخطط لوقف إنتاج "R8" في 2020

GMT 15:47 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

نادية رشاد تصوّر "نصيبي وقسمتك" الجزء الثاني في المنصورية

GMT 21:17 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان حميد الشاعري يصنع طفرة موسيقية لا ينساها جيل التسعينات

GMT 00:38 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

بدء تنفيذ مشاريع متحفية وتراثية بـ 433 مليون ريال

GMT 00:24 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

خيارات لديكور مميز في حجرة نوم الأطفال

GMT 09:17 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

"الدفاع المدني" العماني ينفي العثور على غريقي صلالة

GMT 09:58 2017 الجمعة ,27 كانون الثاني / يناير

حنان السماك تؤكد أن الخبرة لا تقاس بالعمر

GMT 03:09 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

موقع يوفّر مجموعة منوعة من قوالب البريد الإلكتروني مجانًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates