أين حكماء العرب
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

أين حكماء العرب؟

أين حكماء العرب؟

 صوت الإمارات -

أين حكماء العرب

سوسن الأبطح
بقلم - سوسن الأبطح

حين سئل المحلل النفسي الشهير بوريس سيرولنيك عمَّ يقي الإنسان اليوم، من حاضره الأسود، ويمكّنه من التغلب على الحجْر والوحدة والكآبة؟ قال؛ إنهما أمران؛ التاريخ الفردي، والحلم. فبعض النجاحات السابقة تعطي البشري دفعاً، وأملاً في تحقيق المزيد، عند زوال الغمّة. والقدرة على إشغال الخيال بتصور حلول مستقبلية تجعل القابعين في المنازل يصمدون أمام الجائحة.
سيرولنيك أحد المفكرين الفرنسيين الذين تجاوزوا الثمانين، وارتأوا أن يكتبوا مراجعة للمسار الجماعي، في هذه الفترة الحرجة من تاريخ البشرية. وكبار السن من المفكرين الذين يخوضون تجربة المراجعات باتوا كثراً. بالطبع، ليس بينهم عرب رأوا في استعادة نقدية جراحية لما جرى طوال قرن فرصة لرؤية مختلفة للمستقبل.
لكنَّك في فرنسا ستعثر مثلاً على الفيلسوف اليساري ريجيس دوبريه، الذي أصدر وهو يحتفل بثمانينه، حكاية انتقاله من «من قرن إلى آخر»، في قراءة لمائة سنة عاصفة بالأحداث؛ حيث يتحدث نيابة عن جيل شهد موت العالم القديم وولادة آخر جديد، وانتقال البشرية، من القرن الأميركي إلى القرن الآسيوي، ومن الرسالة إلى التغريدة، من الريف إلى المناطق شبه الحضرية، ومن عصر الصناعة إلى الخدمات، ومن روح الغزو إلى مبدأ الإجراءات الاحترازية التي لا تقل فتكاً، من فرنسا الجمهورية إلى فرنسا الأميركية، ومن حكومة الشعب إلى حكومة الخبراء، ومن سيطرة الذكور إلى الصعود الأنثوي. وتحولت الدول المدنية التي بناها تقدميون في القرن العشرين مثل تركيا، الهند، مصر، باكستان، إلى شيء آخر مناقض تماماً.
في هذا الكتاب، يسير المفكر الكبير على خطى فيلسوف آخر، هو إدغار موران، الذي سبقه بعد أن تخطى التسعين، وحجر مريضاً في منزله، إلى تسجيل مراجعته العقلانية الغنية، لحياة بدأها، بوفاة أمه في محطة قطارات متأثرة بالإنفلونزا الإسبانية قبل 100 سنة، وصولاً إلى وباء «كورونا» الذي فتك بحريته وتركه حبيساً، ما يجعل الكتاب مذكرات لمفكر متنور، قضى عمره الطويل بين وباءين. هؤلاء الثوار- الكتّاب يقرأهم جمهورهم اليوم باهتمام بالغ، لأنهم يملكون العين القادرة على التشريح، ووصف الدواء، أو على الأقل، إيضاح الصورة التي باتت مشوشة ومضطربة.
بثّ الأمل في نفوس الناس مهمة العقلاء الذين نفتقدهم بحرقة. الحديث ليس عن الآمال الكاذبة المخادعة، وإنما باستعادة أحداث مشابهة، كما أوبئة سابقة وانهيارات لحقتها، استتبعها ولادة تيارات فكرية، وديناميكية اقتصادية، وتكتلات سياسية أكثر إنسانية. فبعد الحرب العالمية الثانية ولدت أنماط تفكير جديدة، وعرفت الفنون مدارس ومذاهب شتى، وبعد الجائحة الحالية ثمة صورة أخرى للأرض ستتشكل، لكنها لا تشبه في شيء منتصف القرن الماضي. فوسائل التواصل التي وصفها المفكر جاك أتالي بأنها «حفّار قبور الديمقراطية»، هي عنصر جديد، يضاف إليه ضعف سلطة الصحافة التقليدية المستقلة، وهو ما قد يؤدي إذا لم يستدرك الأمر بحزم إلى «موت الحقيقة». ومما ينبه إليه، هو ما ستفعله الصورة الثلاثية الأبعاد خلال سنوات قليلة مقبلة، مع بدء العمل الكثيف بتقنية 5 جي، التي ستجعل ما ينقل إلى الناس، وكأنه واقع لا يمكن الشك فيه أو السؤال حول مصداقيته، مع أن موجات المخادعة ستتصاعد، بما لا يقاس إلى ما نشهده في الوقت الراهن.
لا يريد الحكماء، الذين يعودون بقوة ليتصدروا صفحات الصحف، بمراجعاتهم العلمية بث التشاؤم، بل فتح نوافذ حيوية للخروج من المحنة. «عدم اليقين» فرصة ذهبية، للبحث عن الأفضل، و«الثبات» ليس من شيم الأحياء، وإن كانت الغالبية تحب الركون إليه، فهو غير موجود، ودليل موت. لذلك يخّير سيرولنيك قراءة، بين 3 مخارج لا رابع لها؛ العودة إلى ما سبق، وهذه فاتحة جحيم مقيم، وأمر غير متاح أصلاً، لأن التحولات حصلت بالفعل ولا داعي لإنكارها، أو التصويت لديكتاتوريين، وهؤلاء بات لهم أنصارهم الذين يتزايدون، أو اختيار ولادة جديدة. وهذا هو الخلاص الوحيد، ويحتاج عقلاء يمسكون بزمام الأمور، ومبتكرين يساعدونهم على تجسيد أفكارهم.
ورغم شكوى الناشرين والمكتبات في أوروبا، من انهيارات الإغلاق المتلاحقة، فإن مبيعات الكتب تزدهر، وسجناء المنازل يقرأون، ويفكرون، ويتابعون ما يصدر. الصحف لا تقصّر في الترويج لما يطرح من أفكار، ومحطات التلفزة والإذاعات تتابع دورها في التوعية والإضاءة على كبار القوم الذين يصغى إليهم باهتمام، ولا يرمون بتهمة الخرف، وأوهام الشيخوخة. وهناك من يتحدث عن «معجزة القراءة» في هذه اللحظة القاتمة بالذات، وقدرتها على تحرير العقول حين تكون الأجساد في الأسر، والإرباك هو المسيطر. وهو ما لا يشبه في شيء ما يدور في ديارنا؛ حيث تبخرت النخبة، وتحولت إلى أبواق مبحوحة الصوت.
إذا كان للأوبئة من دور، فهو أنها تحت وطأة المرض والأسى والفقر، تجبر المزيفين على إسقاط أقنعتهم. إنها المأساة التي تعرّي النفوس، وتقلب المقاييس، وتلزم المهرجين على وقف مهزلتهم. حكماء العرب موجودون. والمثقف لم يكن يوماً غالبية، فهو كما يقول إدغار موران، الذي ذاق كل أنواع الصدّ والعزلة، تجده دوماً وحيداً في مواجهة تيار جارف، وعليه أن يقبل بهذا الدور، حتى لو هجره الناس أجمعون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين حكماء العرب أين حكماء العرب



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 06:17 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

عرض مسلسل "الشارع اللي ورانا" نهاية العام الجاري

GMT 01:13 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

بثينة الرئيسي تعتمد أحدث صيحة لهذا الصيف

GMT 21:23 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تشغيل أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بريف حماة

GMT 20:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة شعبان عبد الرحيم.. تعرف علي تفاصيل الساعات الأخيرة

GMT 17:51 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد أبو تريكة يعلق على تعيينه سفيرا لمونديال قطر2020

GMT 01:38 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تركيا تعلن الاستيلاء على مدينة رأس العين شمال سورية

GMT 20:58 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

البواردي يستقبل السفير اليمني

GMT 17:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على مزايا وعيوب سيارة تويوتا "C-HR"

GMT 03:10 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عطر "Decadence Eau So Decadent" يُجسِّد المرأة القوية الحُرّة والأنيقة

GMT 16:30 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

جاي بيريمان يطلب الترخيص للمشاركة في سباق السيارات

GMT 10:17 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

حاربي التجاعيد وحب الشباب بهذا المكوّن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon