التاءات التسع للسعادة الأسرية
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

التاءات التسع للسعادة الأسرية

التاءات التسع للسعادة الأسرية

 صوت الإمارات -

التاءات التسع للسعادة الأسرية

سعد الله المحمدي
بقلم: د. سعد الله المحمدي

الاستقرارُ الأسري مقصدٌ نبيلٌ في الإسلام، ومطلبٌ جميلٌ يسعى إليه الإنسان بفطرته السليمة، وأُسّست من أجله مؤسساتٌ وجمعيّات توعوية، ووُضعت له أنظمةٌ وتشريعات حقوقية؛ لتدوم رحلة الحياة السعيدة، وتبقى الأسرة في مأمنٍ وسلام وحُبّ ووئامٍ.

وبما أنّ أساس العلاقة الزوجية هو المودة والرحمة والرضا والسكينة فإن كل واحد من الزوجين يُحبّ أن يعيش في جوّ من التفاهم والتناغم، والانسجام والتوافق مع شريكه، ويريد أن يدخل الفرحة والبهجة على أهله، وينشر الراحة والسعادة فيهم، لكن كيف الطريق إليها؟ وما هي الآليات والمقوّمات المهمّة للسعادة الأسرية؟ هذا ما سنُحاول الإجابة عنه من خلال التاءات التسع إن شاء الله تعالى.

1- التضحية:

إذا أردنا تحقيق السعادة الأسرية وأن نجعل بيوتنا منابع الطمأنينة والسكينة فلا بدّ من التضحية بأشياء كثيرة منها: الوقت والمال، والجهد والوقت؛ فالناجحون يجعلون الأسرة أهم مشروع لديهم والثروة الحقيقية التي يستثمرون فيها، فيعطونها الاهتمام والعناية، انطلاقا من المسؤولية الملقاة عليهم «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه.

2- التفاهم:

التفاهم بين الزوجين من أهم مفاتيح السعادة الأسرية، ومفاده أن يتفهّم كلّ واحد منهما نفسيّة شريكه واحتياجاته ومشاعره، وما يُحبّ ويَكره، وأنْ يحترم خصوصيته، ويحاول إشباع حاجته وتحقيق رغبته بالمعروف ما لم يكن فيه إثم أو خروج عن العرف والعادة.

والأسرة السعيدة تتفاهم فيما بينها، فيَسودُها الوئام والتعاون، ويحفّها الحُبّ والاحترام، ولا تسمحُ بتدخل الأقارب والطرف الثالث في أمورها الداخلية.

وكم من كلام قد تضمّن حكمةً

نال الكساد بسوق منْ لا يفهمُ

3- التعاون:

الأسرة السعيدة تُوزّعُ فيها الأدوار بين الرجل والمرأة، ويتفهّم كلّ واحد دوره ووظيفته على أحسن وجه، فمثلا يقوم الرجل بدوره في القوامة والنفقة، ويكدّ ويكدح في توفير لوازم الأسرة وتهيئة المناخ الملائم للحياة الكريمة، وتقوم المرأة بتنظيم وترتيب البيت حتى يكون واحة أمنٍ وراحةٍ للزوج والأولاد، وتؤدّي دورها في تربية الجيل وترسيخ القِيم وبناء المستقبل «وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ» البقرة: 228

وإنّ تعاون الرجل مع المرأة في تدبير شؤون المنزل وثنائه على جهدها وعطائها له أثرٌ كبير في زيادة الألفة والمحبّة ومتانة العلاقة الزوجية بينهما.

وبلوتُ أسبابَ الحياةِ وقستُها

 فإذا التَّعاونُ قوَّةٌ ونجاحُ

4- التماسك:

وهو أن يحاول الزوجان أن تبقى الأسرة وحدة متماسكة لا تقبل التفكّك والتّشتت والإهمال، وأن تبقى مكانا منيعا وحضنا دافئًا للذرية من الأولاد والبنات، فلا يتصارخان فيما بينهما ولا يتشاجران، بل يصبر بعضهما على البعض، حفاظا على كيان الأسرة ووحدتها وتماسكها، وحرصا على حماية الأطفال الصغار من الضياع نتيجة الاختلافات الأسرية، ولنعلم أن الكمال المطلق لله تعالى، والمثالية الزائدة ليست من مصلحة الأسرة، قال صلى الله عليه وسلم: «لا يَفرَكْ مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر» رواه مسلم.

5- التوافق:

من الطبيعي جدا أن يحدث خلاف بين الرجل والمرأة ويتطوّر إلى الأخذ والرد والقبول والرفض، وترديد آراء فلان وفلانة أحيانا، لكن الأذكى منهما من يتبادر إلى الاعتذار وترك العناد والأنانية والتّعنت، ويحاولُ رأب الصدع ولمّ الشمل ونزع فتيل الاختلاف والعودة إلى الحياة الطبيعية.

الاختلاف واردٌ في كلّ بيت، لكننا نحتاج إلى ثقافة إدارة الخلاف، بأن نجعله في حدود اللياقة والأدب، وبأسلوب التحضر والتهذيب حتى في أصعب الحالات عملا بقوله تعالى: «وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ» البقرة: 237.

وتجدر الإشارة إلى نقطة مهمة وهي الاجتناب عند الاختلاف من استخدام كلمات «أهلك، وأخواتك، وعائلتك» وكذلك مقارنة أحد الشريكين وصفاته بالآخرين فإنها تكفي لتعكير العلاقة الزوجية.

6- التنازل:

هناك فرق كبير بين أسلوب التحقيقات وأسلوب البيوت التربوية، فالبيوت لا تُبنى بفتح الملفات وكيل الاتهامات والقيل والقال، ومناقشة المواضيع بعدسات اللوم والزجر والشكوى والتوبيخ، بل بالمبادرة والاحترام، والتغاضي والتغافل، والتنازل والتحلي بالصبر في كثير من المواقف، وخاصة عندما يريد الزوجان أن تسير سفينة الحياة برياح طيّبة وبعيدة عن الأمواج والرياح العاتية، ولتعلم أخي الزوج وأختي الزوجة أنّه ليس ثمة سعادة إلا في الأسرة، وعندما تتفكك الأسرة تهجرها السعادة والراحة النفسية، ولتعلما كذلك أن التنازل دليل على القوة والعقل والحكمة وسعة الأفق وليس العكس.

وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ

جاءت محاسنُه بألفِ شفيعِ

7- التكامل:

مع وجود الفروقات الجسمية والنفسية والفكرية التي أوجدها الله تعالى بين المرأة والرجل لحكمة ربانية «وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى» آل عمران: 36، إلا أن دورهما تكاملي في الحياة، وكلاهما معين وقوّة وسِتر للآخر، قال تعالى «هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ» البقرة: 187.

والأسرة السعيدة المترابطة تعمل بروح جسد واحد وفريق واحد، وتتحمل المسؤولية وتوزّع الأدوار بين أفرادها حيث يقومُ كلّ واحد بواجباته ومهامه، ويعرف حقوقه والتزاماته في تكميل صرح السعادة الأسرية.

8- التواصل:

في عصر الغزو الإعلامي والعالم الافتراضي المليء بالمخاطر والمشاكل تشتد حاجة الأسر فيما بينها إلى التواصل الحقيقي والدائم الذي يعتبر عنصرا مهما من مقومات السعاة الأسرية، ويجب أن يكون التواصل بين جميع أفراد الأسرة بشكلٍ مستمر، وبصورة إيجابيّة حتى تزداد الألفة والتفاهم بينهم، ومن مؤشرات التواصل الجيّد جمعُ الأسرة على دروسٍ عائلية، والاستماع إلى الآخرين باهتمام، والتواصل البصري عند الحديث، وعدم الانشغال بالزملاء أو العمل عنهم، وكذلك الامتناع عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال اجتماع الأسرة على الطعام أو في نزهة عائلية.

لَنْ تَستطيعَ سِنينُ البُعْدِ تَمنَعُنا

إنَّ القُلوبَ بِرَغْمِ البُعدِ تَتَّصِلُ

9- التقدير:

الإنسانُ يحبّ نفسه ويحتاج إلى الاحترام والتقدير الشخصي كحاجته إلى الماء والهواء، ويكره التهميش أو التقليل من شأنه، ومن هُنا يجب على الزوجين أن يحترم بعضهما البعض، ومن مظاهره المناداة بأحبّ الأسماء، «ياعائش» وعدم التقليل من الرأي، ومنح الشريك الأمان العاطفي، واجتناب التهديد والتعالي كما جاء في الحديث «خيرُكم خيرُكمْ لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي» سنن الترمذي.

شمعة أخيرة:

الأسر السعيدة أفرادها هم المؤثرون في الحياة، فتصونُ للكبير مكانته وحقّه، وتمنحُ الصغير دفء الرعاية والشفقة، وتحفظُ للمرأة منزلتها وكرامتها، وللرّجل هيبته ووقاره، وللذّرية بشكلٍ عامٍ حقوق الطفولة السعيدة، وتهيئ الشباب لتحمّل المسؤولية وبناء الحضارة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاءات التسع للسعادة الأسرية التاءات التسع للسعادة الأسرية



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 01:13 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

4 من كبار الصحافيين الذكور في BBC يُرحبون بخفض مرتباتهم

GMT 07:06 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

١٠ ألاف لكل لاعب بالمصري عقب الفوز على الزمالك

GMT 01:36 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

تعرف على هذه الحيوانات االتي نقرضت في 2017

GMT 09:04 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على كيفية إدراج اللون الأزرق في الديكور الداخلي

GMT 08:40 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

أودي تخطط لوقف إنتاج "R8" في 2020

GMT 15:47 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

نادية رشاد تصوّر "نصيبي وقسمتك" الجزء الثاني في المنصورية

GMT 21:17 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان حميد الشاعري يصنع طفرة موسيقية لا ينساها جيل التسعينات

GMT 00:38 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

بدء تنفيذ مشاريع متحفية وتراثية بـ 433 مليون ريال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates