الجدار العازل
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

الجدار العازل

الجدار العازل

 صوت الإمارات -

الجدار العازل

محمود خليل
بقلم: د. محمود خليل

عبر تاريخه ظل الشارع المصرى يعانى من حالة فراغ جعلته هدفاً يسيراً لكل من يريد السيطرة عليه.. والسر فى ذلك حالة العزلة التى تحكم العلاقة بينه وبين ولاة أمره أو نخبته الحاكمة.

دائماً ما يغرّد عقل النخبة الحاكمة فى وادٍ، ويشرد عقل المواطن فى وادٍ آخر.

ليس مطلوباً من المواطن البسيط أن يبادر ويحاول أن يفهم عقل النخبة الحاكمة.. بل الأولى أن يبادر أولو الأمر إلى تبسيط أفكارهم للمواطن وشرح خططهم له وإقناعه بها.

الاجتهاد فى الشرح والتبسيط والتوضيح واجب على النخبة الحاكمة لأنها ببساطة هى التى تحتاج إلى المواطن. فالتجربة الإنسانية تقول إن التغيير أساسه مشاركة البشر.. والمشاركة لا تتحقق إلا عندما يقتنع الناس بجدوى ما يفعلون وقيمته ومردوده على حاضرهم ومستقبلهم.

منذ ما يزيد على قرنين من الزمان شهدت مصر تجربة نهضوية كبيرة على يد الوالى محمد على. كان الرجل يمتلك رؤية وخطة لتحديث جميع مناحى الحياة فى مصر، لكنه لم يجهد نفسه فى إقناع الشارع بها، لم يكن يرى فى الأهالى أكثر من أداة لا بد أن تسمع وتطيع لأنها لا تعرف مصلحتها.

صنع محمد على الكثير لمصر بالاعتماد على «تسخير المصريين»، ودفعهم للطريق الذى أراد أن يسير فيه بغض النظر عن اقتناعهم به، وقد نجح فى الحفاظ على معالم مشروعه ما بقى حياً، لكن الأمر اختلف بعد وفاته، حين تعرّض مشروعه التحديثى لهزة عنيفة وأخذ فى التراجع.

لم يكن محمد على يرى فى الناس أكثر من حشود يجب أن يسوقها إلى ما فيه مصلحتها، ولا يهم أن تكون مقتنعة أو غير مقتنعة بالطريق الذى تسير فيه، فى حين لم يجد البسطاء من الأهالى فى محمد على الذى أرهقهم بالضرائب وجعلهم حكراً للدولة أكثر من والٍ يريد أن يصنع مجده الشخصى.

تعلّم المصريون من تجربتهم مع الولاة والأمراء أن من الخير لهم الابتعاد عنهم، وأنه إذا سار الأمير فى شارع فعلى «ابن البلد» أن يسير فى حارة أو عطفة أخرى، ورفعوا فى مواجهة النخبة الحاكمة شعار «قال يا نحلة لا تقرصينى ولا أنا عاوز عسل منك».

ومن ناحيتها دأبت النخبة الحاكمة على التعامل مع الأهالى البسطاء بقدر من التعالى الذى تمثل جوهره فى عدم الاهتمام بالحديث إليهم أو شرح خططهم لهم أو فهم الطريقة التى يفكرون بها ونظرتهم إلى الحياة التى يحيونها فى ظلالهم.

قد يقول قائل إن والياً مثل محمد على اعتمد على نخبة من المثقفين التنويريين الذين كان عليهم القيام بواجبهم فى شرح وإقناع الأهالى بمشروعات الباشا.

وليس هناك خلاف على أن الرجل قد أنشأ هذه النخبة بالفعل، لكن المشكلة أنها تعاملت مع الأهالى بنفس القدر من التعالى وأقامت العلاقة بينها وبين الناس تبعاً لمعادلة العلاقة بين الأستاذ النابه والتلميذ «الخايب».

تجلت ملامح هذه المعادلة فى التواصل مع الأهالى بلغة غير مفهومة عجزت عن اختراق العقل الشعبى أو إحداث نوع من التغيير فى تناول الناس لأمور الدنيا أو أمور الدين.

أضف إلى ذلك بالطبع أن النخبة المثقفة كانت تقدم نفسها كجزء من النخبة الحاكمة، فكانت النتيجة أن أحس الأهالى بالنفور منها.

هذا الجدار العازل ما بين نخبة الحكم والشعب هو السر فى حالة الفراغ التى جعلت الشارع المصرى فريسة طيعة فى أيدى الدجالين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجدار العازل الجدار العازل



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 12:00 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 09:23 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

رنا الأبيض تنشر صورًا من إجازتها في دبي مع ابنها يوشع

GMT 15:27 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين تتعاون مع مصمّم أزياء بيونسيه وريهانا

GMT 12:27 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد عساف يسعى لإحياء حفلة غنائية في "بوابة الشرق مول"

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 06:35 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"الشراشيب" تعود بقوة لتتربع على عرش الموضة

GMT 07:38 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الإسباني إيسكو يعاني من التهميش في صفوف ريال مدريد

GMT 10:11 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي علي اهم فوائد زيت اللوز الحلو للبشرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates