المواطن «المستعمل»
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

المواطن «المستعمل»

المواطن «المستعمل»

 صوت الإمارات -

المواطن «المستعمل»

محمود خليل
بقلم: د. محمود خليل

داخل أحد أسواق الملابس المستعملة بساحة الطيران وسط العاصمة بغداد تزاحم عدد من المواطنين العراقيين، كل يبحث عن حاجته وحاجة أطفاله من الملابس الثقيلة التي تقيهم من قسوة البرد.

الحياة قاسية.. والمواطن العراقي يعاني الأمرّين في الحصول على المال. فرص العمل محدودة، وسعر العملة المحلية «الدينار» يواصل التدني أمام الدولار، مع نهاية كل شهر لا يعلم الموظف هناك هل سيقبض راتبه أم لا، الخدمات والمرافق من كهرباء وماء في أسوأ حال.

سوق الملابس المستعملة بساحة الطيران جسد كبير تتشكل خلاياه من الفقراء الذين عبثت العديد من الأطراف الداخلية والخارجية بهم.

أغلب الباعة هناك لا يملكون محلات لعرض بضاعتهم، فيكتفون بما يطلقون عليه «البسطات» يعرضون عليها الملابس المستعملة.. والبسطات تشبه «الفرشات» التي تجدها شائعة في أسواق العتبة والموسكي بمصر.

لا يربح الباعة إلا القليل، لأن الزبون هو الآخر لا يملك إلا القليل.. كل شيء في السوق مستعمل.. الملابس والمال وحتى المواطن الذي يبيع أو يشتري يصح أن تصفه بـ«المستعمل».

«المواطن المستعمل» هو ببساطة إنسان دهسته الحياة وحرمته من أدنى حقوقه كإنسان، فلا مال ولا عمل ولا نور ولا مياه ولا حماية.. هو في نظر الكثيرين مجرد رقم، لا اسم له ولا عنوان.

كان المواطنون المستعملون يتزاحمون كالعادة في سوق الطيران، عندما أقدم انتحاري على تفجير نفسه بينهم فسقط عدد منهم ما بين قتيل وجريح، تجمّع آخرون كانوا على مبعدة من موقع التفجير ليستطلعوا ما حدث، فإذا بانتحاري آخر يفجر نفسه بينهم.. لا يفصل ما بين المواطن المستعمل الذي كان يأسى على زميله في الاستعمال وما بين السقوط في نفس المصير سوى لحظات.

المسئولون الأمنيون في بغداد خرجوا بعد التفجير المزدوج يشنفون آذان المستعملين بأن ضحايا التفجير بلغوا أكثر من 30 قتيلاً وما يزيد على 100 جريح.

مجرد رقم.. كذلك حال المواطن المستعمل.

يقول الخبراء إن من الصعوبة بمكان منع مثل هذه التفجيرات التي تستهدف بعض النقاط الرخوة التي يمكن النفاذ إليها بسهولة، وتنفيذ عمليات إرهابية بداخلها، ومصدر الرخاوة هنا يتعلق بعدم التأمين، وعدم التأمين يرتبط بالنظرة إلى المواطن. فالمواطن داخل المنطقة الخضراء في العراق «مواطن أصلي»، وبالتالي يحظى بالحماية، أما المواطن في سوق الطيران فـ«مستعمل» أو «رخو» مثل المنطقة التي يقبع فيها، وبالتالي فلا داعي لحمايته.

«المستعمل» رخيص ولا قيمة كبيرة له في سوق البشر.

يتحدث البعض عن عودة تنظيم «داعش» إلى الضرب من جديد. شواهد عديدة على الأرض تؤشر إلى ذلك، لكن علينا الالتفات إلى أن عودة التنظيم الإرهابي إلى العمل أساسه تحول العراق إلى ساحة للصراع بين الأطراف الخارجية.

مَن يا تُرى الذي دعّم التنظيم «السني» من جديد ليعود إلى العمل ولأي أهداف؟.

الولايات المتحدة الأمريكية تعارك إيران فوق أرض العراق.. ودول خليجية تلعب اللعبة نفسها.. والمواطن المستعمل هو الضحية في النهاية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المواطن «المستعمل» المواطن «المستعمل»



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 18:14 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 20:24 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

صورة أسدين يضحكان تثير موجة من السخرية على مواقع التواصل

GMT 01:56 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

كتاب جديد يوثق شهادات من فتيات بوكو حرام "المختطفات"

GMT 18:50 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 04:32 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف علي سيارات موديل 2019 أسعارها أقل من 200 ألف جنيه

GMT 18:53 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

شركة "فيراري" تقدّم سيارات محدودة الإنتاج

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

رانيا يوسف تكشف سبب خوفها من الوقوف أمام "الزعيم"

GMT 06:48 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates