الهوية أزمة ريم بسيوني
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

الهوية أزمة ريم بسيوني

الهوية أزمة ريم بسيوني

 صوت الإمارات -

الهوية أزمة ريم بسيوني

نشوى الحوفى
بقلم: نشوى الحوفى

كانت روايتها «الدكتورة هناء» بداية التعارف بيننا، لتصدمنى الفكرة وتضرب رأسى بتساؤلات، تأسرنى المعالجة والأسلوب وامتلاك مقود العبارات.. لأدرك أننى أمام كاتبة تعرف معنى الغوص فى النفس البشرية والسعى وراء الإجابات بداخلها لقضايا ربما لم يجرؤ غيرها على طرحها برقى وإخلاص للشخصيات، فهى تناقش حياة أستاذة جامعية تخشى مجىء الأربعين قبل أن تُرزق بمن يتعامل مع مشاعرها كأنثى تعانى الإحباط الداخلى رغم إنكارها لكل فشل مرت به فى مسيرتها حتى فى الحب.

لم أكن أعلم أن لريم رواية أولى فى العام 2005 وهى «رائحة البحر»، لتتوالى القراءات والإصدارات لريم بسيونى، لتؤكد أنها لا تسعى للوجود أو إثبات الهواية بقدر ما تبحث عن تشخيص لأزمتها المُنقبة عن الهوية. نعم يمكنك رؤية ريم بين سطور رواياتها وهى تشدك للبحث معها عن الهوية بكل ملامحها ومسمياتها، فهى الباحثة عن هوية الإنسان وهوية الأوطان وهوية الجذور وهوية الفكر وهوية التاريخ دون تحيز أو إغراق فى الذات وما تؤمن به. هى فقط تستعرض ما يدور فى النفس وكل النفوس بمشاعر بشرية مجردة، فتشير لمن يقرأ على مواطن النور فى الطرق المظلمة وتفتح آفاقاً لأفكار وإسقاطات ربما مرت على البال وتراجعت أو ربما لم تجد من يسلط عليها الضوء لتصبح فى بؤرة الوجدان.

من هنا لا يمكنك الحكم على ريم بسيونى وما أبدعته من روايات وحصره فى روايتها الأشهر وأيقونة تجاربها الأدبية «أولاد الناس.. ثلاثية المماليك» التى غاصت عبرها فى فترة من أشد فترات تاريخنا التباساً ألا وهى الحقبة المملوكية وحتى احتلال العثمانيين لمصر عام 1517م. فنحن لم نورَّث الأحداث كما جرت بل حسب الأهواء ومن يكتب التاريخ، فحينما نبحث عن انتصاراتنا ومبعث فخرنا نتحدث عن انتصار المماليك على التتار والصليبيين وآثارهم الإسلامية وسيادتهم للبحر والبر حتى كانوا خدَمة الحرمين الشريفين قبل أى خادم حديث. وحين نسعى للتقليل منهم نعلنهم أولاد ناس.. أى أنهم ناس معدومو الهوية طغاة لا يبرحون الخمر ولا السرقة ولا التآمر على بعضهم، فجاءت ريم ببساطة وعمق فى آن واحد لتحسم الخلاف وتضعنا أمام الحقائق وأمام النفس البشرية دون تحيز.

ولكن لو أردت الاستزادة فعليك بقراءة رواياتها جميعاً ولن تندم، بدءاً من «الحب على الطريقة العربية» التى لا تطرح فقط سطحية العلاقة لدى الكثير منا بهويته المصرية والعربية كل حسب جنسيته مع طرح تساؤل دون فرض إجابة عن القتل حينما يكون مبرراً فى حال الخيانة، فهل يُعتبر إرهاباً وتطرفاً؟

وكذلك رواية «بائع الفستق» التى تثبت عبر أحداثها بإصرار كيف أن الهوية نقطة الانطلاق لهزيمة إرهاب العولمة والشعارات الرنانة والتمويل حتى ولو طالت لحظات الاشتياق والألم.

ثم تحكى فى روايتها «أشياء رائعة» قضية امرأة من فلاحات الريف المصرى تدرك ما تسعى له وتعرف أن بقاءها وخلودها فى انتصار أبنائها حتى لو تلاشت، ففى الأبناء الامتداد فى الزمن الذى لم يكن سهلاً بل كان مرهوناً بفهمها ووعيها لما عايشته من أحداث ومن واجهتهم من شخصيات تمتلك العلم والنفوذ والمال، بينما لا تملك سوى جذورها للدفاع عما تريد حمايته.

أما فى «مرشد سياحى» فهى تحكى عن الألم الإنسانى أياً كانت ملامحه ومهما اختلفت جنسيته، فالبشر يجتمعون فى المعاناة، والحقيقة أبداً لم يكن لها لون واحد.

ثم تأتى «سبيل الغارق.. الطريق والبحر» لتأخذك لعوالم من التاريخ الموصول وإن ظهر لك انفصاله، المتقاطع فى بعضه ولو بدا لك اختلافه.. فالشاطر حسن المهزوم فى أسطول الغورى، هو ذاته الباحث عن سبب ضرب الإنجليز للإسكندرية واحتلالها 1882، وهو ذاته المعلن لتأميم القناة 1956، وهو الحافر لقناة موازية للقناة الأصلية فى 2014، فالشاطر حسن واحد يتكرر فى التاريخ بالإدراك، المُبحر فى المجهول عله يصل.

نعم.. إننا أمام حالة أدبية سارت منذ بداياتها على طريق الوعى والإدراك لذاتها قبل محيطها مستبصرة بتاريخ ولغويات من الصعب اختزالها فى رواية ومن المستحيل عدم إكمال سطور ما قدمت.. وما زلنا فى انتظار القادم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهوية أزمة ريم بسيوني الهوية أزمة ريم بسيوني



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 12:25 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

أحمد الشامي ينتهي من "أنا شهيرة أنا الخائن" مع ياسمين رئيس

GMT 05:51 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

أنطونيو كونتي يُشيد بجدية فابريغاس مع "تشيلسي"

GMT 11:12 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

ستيفاني صليبا تنعي الماجري وتوجه الشكر له ولروحه

GMT 02:59 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

أرسنال الإنجليزي يقترب مِن هدف مانشستر يونايتد

GMT 10:10 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

يوميات كاتب قصص رعب لها طعم خاص
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates