ثروت عكاشة أسطورةٌ مصريةٌ خالدة
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

ثروت عكاشة.. أسطورةٌ مصريةٌ خالدة

ثروت عكاشة.. أسطورةٌ مصريةٌ خالدة

 صوت الإمارات -

ثروت عكاشة أسطورةٌ مصريةٌ خالدة

فاطمة ناعوت
بقلم : فاطمة ناعوت

لا يتصوّرُ المرءُ كيف كان يمكنُ أن يكونَ الوجهُ الثقافىّ والفنىّ الراهنُ فى مصرَ لولا هذا الرجل! نحتفلُ هذا العام بمئوية مصرى عظيم منح لوطنه وجهًا حضاريًّا عصريًّا يليقُ باسمها العريق: مصر. كان الخالدُ الرائد د. ثروت عكاشة موسوعةً بشرية حيّة تسيرُ على قدمين. مثقّفٌ «جشتالتىّ» «Gestalt، بالمعنى الألمانى للكلمة، كما وصفه شقيقُه العظيم د. أحمد عكاشة، بروفسور الطب النفسى، حيث إدراك الكليّات الشمولية، وعدم الوقوع فى فخّ الجزئيات، بالإضافة إلى الاستبصار المستقبلى للواقع الاجتماعى والثقافى والسياسى فى مصر بعد إعلان الجمهورية الأولى إثر ثورة يوليو ١٩٥٢، ما جعله يؤسّس مع أواخر خمسينيات القرن الماضى مجموعة هائلة من الصروح الثقافية والفنية المصرية، التى منحت مصرَ وجهَها المشرق العصرى. من بين ما دشّن ذلك العظيمُ تجربةُ «الثقافة الجماهيرية»، التى غدت: «الهيئة العامة لقصور الثقافة»، والتى أفرخت مئات من بيوت وقصور الثقافة فى جميع أنحاء مصر، ولعبت دورًا تاريخيًّا فى نشر الثقافة والمعرفة فى القرى والنجوع المصرية.

أنشأ كذلك المجلس الأعلى للثقافة، وأكاديمية الفنون بما تضمُّ من معاهدَ متخصصة فى: المسرح، الكونسرفتوار، الباليه، الموسيقى العربية، السينما، الفنون الشعبية، النقد الفنى. وكذلك دشّن المجلس الأعلى للثقافة، والهيئة العامة للكتاب، ودار الكتب والوثائق القومية، وأوركسترا القاهرة السيمفونى، وفرق الموسيقى العربية، ومسرح العرائس، والسيرك القومى، ومسرح سيد درويش، عطفًا على مجموعة من المتاحف المصرية، وكذلك معجزة مصر اليومية: «الصوت والضوء». ويعود إليه الفضلُ فى إنقاذ معبدى فيلة وأبى سمبل وآثار النوبة، من الضياع أثناء بناء السد العالى، بعدما قام بحملات دولية موسعّة لاستحثاث المؤسسات العالمية الثقافية للمساهمة فى الحفاظ على تلك الكنوز المصرية الخالدة.

لهذا قالت عنه وزيرة الثقافة الفنانة د. إيناس عبدالدايم إنه «فارسُ الثقافة» الذى يمثّل الوجه الجميل لمصر والعبقرية الاستثنائية التى أعادت صياغة وجدان المصريين، إذ أدرك أهمية الإبداع والتنوير فى إحياء الحضارة المصرية المعاصرة. افتتحت وزارةُ الثقافة المصرية سلسلة احتفالات بمئوية الأسطورة المصرية «ثروت عكاشة» أمس الأول «بدولة الأوبرا المصرية» على موسيقى «ريتشارد ڤاجنر»، الذى عشقه ثروت عكاشة وألّف عنه كتابًا مهمًّا بعنوان: «مولعٌ بڤاجنر». بقيادة المايسترو الكبير «أحمد الصعيدى» عزف «أوركسترا القاهرة السيمفونى» مجموعةً منتقاه من خوالد ڤاجنر، من بينها المقطوعةُ المحفورة فى ذاكرة كلِّ عشّاق العالم الذين توّجوا عشقَهم بالزواج: «مارش الزفاف».

وبالحق كان «ثروت عكاشة» مثقفًا موسوعيًّا من حيث الدراسة والملكات الشخصية. فقد حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية، ثم ماچستير الصحافة ودكتوراة فى الآداب من جامعة السوربون. وعمل ملحقًا عسكريًّا للسفارة المصرية فى باريس وبون ومدريد، وسفيرًا لمصر فى روما، وخاض حرب فلسطين عام ١٩٤٨، وكان أول وزير ثقافة مصرى عام ١٩٥٨، ثم مساعدًا لرئيس الجمهورية للشؤون الثقافية، وأستاذًا زائرًا بعدد من جامعات العالم، وزميلا بالأكاديمية الملكية البريطانية، وحصل على الميدالية الذهبية من اليونسكو لجهوده المشهودة فى إنقاذ آثار مصر، وغيرها من الجوائز العالمية والمحلية العديدة. وبالإضافة لملكاته العسكرية والأدبية اللافتة، كان له باعٌ فى العمارة والفنون، فألّف موسوعات: «تاريخ الفن: العيُن تسمعُ والأذنُ ترى»، «الفن المصرى القديم»، «الإغريق بين الأسطورة والإبداع»، «الفن البيزنطى»، «الفن العراقى»، «الفن الفارسى»، «فنون العصور الوسطى»، «فنون عصر النهضة»، وغيرها من أمهات الكتب تلك التى تحكى تطور العمارة والفنون من سكّان الكهوف مرورًا بالعصور الوسطى، والفن الإسلامى، وحتى عصر الرينيسانس الأوروبى وصولاً إلى فنون القرن الثامن عشر. وكان له فى مجال اللغات والترجمات إسهاماتٌ جذرية كوّنت معيننا الثقافى. فبفضل ترجماته المدهشة تعرفنا على إبداعات «جبران» و«أوفيد» و«ثورن سميث»، و«هنرى لنك»، وغيرهم من أدباء ومفكرى العالم.

شكرًا وزارة الثقافة وشكرًا لرئيس دار الأوبرا الفنان د. «مجدى صابر» على هذا الافتتاح الباذخ، وتلك الليلة الساحرة بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية. ونعدُ أنفسَنا بشهور ثرية قادمة تمتد خلالها الاحتفالاتُُ بمئوية عظيم مصر «ثروت عكاش» حتى نهاية ٢٠٢١ فى مكتبة الإسكندرية والمجلس الأعلى للثقافة والمركز القومى للترجمة. شكرًا للكلمات الفاتنة التى قالها كلٌّ من د. مصطفى الفقى ود. أحمد عكاشة ود. إيناس عبدالدايم، عن أسطورة مصر: ثروت عكاشة، الذى لولا ما أسّس من صروح ثقافية وفنية هائلة فى مصر منذ خمسينيات القرن الماضى، لما كان لمصر هذا الوجه المشرق ثقافيًّا وفكريًّا وفنيًّا وأثريًّا. شكرًا يا مصرُ لأنك تنجبين عباقرةً خالدين. وأشعرُ الآن بالخجل من كلماتى القليلة فى حقّ مَن يستحق مجلداتٍ ضخمةً، لن توفيه حقّه. «الدينُ لله والوطن لبُناة وجه الوطن».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثروت عكاشة أسطورةٌ مصريةٌ خالدة ثروت عكاشة أسطورةٌ مصريةٌ خالدة



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 19:34 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الحمل

GMT 19:40 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الثور

GMT 15:58 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم الأحد 31 يناير / كانون الثاني2021 لبرج الدلو

GMT 06:50 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الحمل

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:05 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الميزان

GMT 21:34 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 20:53 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الخميس 31 ديسمبر / كانون الاول لبرج الثور

GMT 09:25 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

عرض الموسم الثالث من "مسرح مصر" على "MBC مصر"

GMT 11:38 2012 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع "نورث آيلاند" يتمتع بالعُزلة والخصوصية في سيشيل

GMT 17:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الاثنين 31 نوفمبر/ تشرين الثاني لبرج العقرب

GMT 20:36 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 19:47 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يخسر معركته مع برشلونة حول فاران الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2023 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates