مطاوعة الأمس مطاوعة اليوم 2
نتنياهو يجري الاثنين أول نقاش مع القيادات الأمنية حول الموقف من الاتفاق النووي الإيراني "الديري" عصابات من الأجانب بسوق العمل المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية يعلن عن وجود إصابات في صفوف الأطفال والشباب بالسلالة المتحورة في العراق مقتل قيادي في ميليشيا حزب الله العراقية جراء انفجار عبوة ناسفة بمحافظة بابل مجلس التعاون الخليجي يدعو للتهدئة في الصومال وحل الخلافات بالطرق السلمية إيران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب تقارير سرية عن نشاطها النووي الشرطة الأفغانية تعلن عن 3 انفجارات منفصلة في العاصمة الأفغانية كابول تخلف 5 قتلى على الأقل وجريحين الخارجية السودانية تعلن أن وزارة الخارجية الإثيوبية أصدرت بيانا مؤسفا يخوّن تاريخ علاقات إثيوبيا بالسودان وينحط فى وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر السودان يطالب أثيوبيا بالكف عن "ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق" الخارجية السودانية يؤكد أن السودان لا يمكن أن يأتمن إثيوبيا والقوات الأثيوبية على المساعدة فى بسط السلام وتأتي القوات الأثيوبية معتدية عبر الحدود
أخر الأخبار

مطاوعة الأمس.. مطاوعة اليوم (2)

مطاوعة الأمس.. مطاوعة اليوم (2)

 صوت الإمارات -

مطاوعة الأمس مطاوعة اليوم 2

ناصر الظاهري

كان الشيخ مجرن يضع على عينيه المجهدتين نظارة طبية سميكة، لم يعرفها الأهالي في العين، فجلهم لم يفك حرفاً، ولا عرف قلماً، ولا أتعب عينيه في طلب العلم وسهر الليالي، ثم أن من يضع النظارات الطبية قليلون في ذاك الوقت، ويعدون على أصابع اليد الواحدة، منهم الدكتور كندي، وعبدالله كشيمات، سائق « شفرليت» الأحمر المكشوف الذي ارتبط اسمه بمسمى النظارة بالعامية « كشمه» وكانت مختلفة عن نظارة الشيخ مجرن، حيث كانت غامقة، وتغطي الوجه، واستعمالها كان بمثابة الزينة، واتقاء الهواء الذي يهب من نافذة «شيفرليت» المكشوف.

كان الشيخ مجرن مثالاً للالتزام، والعفوية، وعدم التعصب، وتشديد المسائل على الناس، كان يقربها لفهمهم البسيط، ويصيغها بلهجتهم التي يعرفون، كان مثل الناس لا يتميز عنهم بلبس، أو بمظهر، أو علامة، شأن رجال الدين اليوم، كان يرتدي ثوباً خفيفاً أبيض، وغترة مرددة كيفما كان على رأسه، وحين يشتد علينا البرد يتدثر بصديري، وقلما كان يضع عقالاً على رأسه، كان غاية في البساطة، وهدوء الحال، تماماً مثل مشيته التي تشبه سير الظل البارد، لا مثل وقع الأقدام الحافية التي تدك في الحارة، ولا تلك الخفوف التي كانت ترد الفلج قبل أن ينسرب إلى العامد وقت الضحوي.
كان خفيف اللحم، نحيف البُنية، عليه سيماء العارفين، وصبر الورّاقين والخطاطين، لقد ظل على تلك الهيئة، لا تختلف صورة الذاكرة القديمة، عن صورة اليوم في العمر المتأخر، رغم كل مسافات العمر الذي تخطت المائة بعشر سنين، وأنحنى الكتف قليلاً، وما عاد يمشي مشواره اليومي، وغادر إلى مكان آخر من مدينة العين التي كان يعرفها مثل كفه، تماماً مثلما غاب صديقه وجاره أحمد المهيري الذي كان يجسد الطهارة والصلاح، والكلام القليل، كان وضيء الوجه سمحاً مثل جاره الشيخ مجرن الذي كان مقصد الناس حتى ولو احتاجوا لمشورة دنيوية، لا دينية، كان محل ثقتهم، ومصدر استحسانهم، لا ينفرّ، قدر ما كان يبشّر، يسعى الناس له، فيسعى لهم بالخير والمودة، وطيبة الإنسان حين

يرفعه العلم، فيكبر في عيون الجميع.

تذكرت الوقت الذي انقضى، والناس الطيبين الذين يهزنا وداعهم، ومثلما أحب الشيخ مجرن العين وعاش وطرها الحلو، احتضنه تراب العين، وسجى فيه جسد الشيخ الجليل، محتفظة بكل تفاصيله، وجميل أشيائه، وعطر عطائه، وبخط سيرته، ووئيد سيره الذي كان يشبه سير الظل البارد باتجاه نخيل لها رائحة الناس الأولين.. الطيبين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطاوعة الأمس مطاوعة اليوم 2 مطاوعة الأمس مطاوعة اليوم 2



GMT 20:50 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لغة الإنسان

GMT 20:48 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تجربة البحرين في التعامل مع كورونا... نجاح مبهر

GMT 20:41 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الأستاذ فوزي والتلميذ بليغ

GMT 20:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

خليل حيدر وجريمة النخب العربية!

GMT 20:36 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الرأي الذي لا تريد سماعه

GMT 20:33 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لقاح أميركي لمريض الشرق الأوسط

GMT 20:29 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الفراشة تولِّد إعصاراً

GMT 20:26 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

عندما ولدت دولة كبرى هنا

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 19:10 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 13:21 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 00:30 2013 الجمعة ,19 تموز / يوليو

أفكار مستوحاة من الطبيعة لغرف نوم صيفية

GMT 04:21 2019 الإثنين ,29 تموز / يوليو

التخزين فى المنزل فن له أصول وأفكار ذكية

GMT 21:11 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

"الدانتيل "يُسيطر على موضة 2019 لإطلالة جذّابة

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

«رأس آسيا» لرئيس الدولة تتوج بلقب سباق الفطيسي في أبوظبي

GMT 00:21 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

مجلس إدارة كاظمة الكويتي يعلن مناصب النادى التنفيذية

GMT 09:45 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفنتوس ومانشستر يونايتد يتأهلان رسميا إلى دور الـ16

GMT 08:05 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

"الأرصاد" يحذر من استمرار اضطراب البحر

GMT 01:18 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

الإعلامي عمرو أديب ينتقل لقناة MBC Pro السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
2025 جمي الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday albahraintoday albahraintoday
albahraintoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh, Beirut- Lebanon.
Beirut Beirut Lebanon